
وسط الركام، وعلى خلفية الأبنية المدمرة، وبين الخيام المتناثرة على شواطئ غزة، وشوارعها التى جرفها الاحتلال الإسرائيلي، تزين وجوه أطفال غزة ابتسامات تعبر عن أملهم فى مستقبل أفضل بعد عامين من الموت والخراب والجوع.
ورغم أن الاحتلال الإسرائيلى جعل من الأجساد الصغيرة هدفا لأسلحته على مدار عامين بطريقة غير مسبوقة راح ضحيتها أكثر من 18 ألف شهيد، إلا أن الطفل الغزاوى لم يفقد حب الحياة،وعاد إلى دميته وكتابه يلعب حينا ويحصّل العلم حينا.
فى 18 أكتوبر الجاري، أطلقت وكالة الأمم المتحدة للإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا) العام الدراسى الجديد للتعلم الإلكتروني، بهدف الوصول إلى 290 ألف طفل فى جميع أنحاء قطاع غزة من خلال برنامج التعلم عن بعد، وهو مسار حيوى لاستعادة التعليم الرسمى للأطفال.
الهدوء الذى يخيم على القطاع المنكوب عزز الأمل فى الصدور بعودة أطفال آخرين ما زالوا يقبعون فى السجون الإسرائيلية.
وتقول مؤسسات الأسرى الفلسطينية أن نحو 400 طفل محتجزون فى سجون الاحتلال ينتظرون الخروج إلى النور.
ربما لا يزال الجوع يقرص البطون والعطش باد على الشفاه لكن أطفال غزة، بنين وبنات، يلعب الصغار بالكرة ويقفزون فرحين على السرائر والمراتب التى تبقت بعد زوال بيوتهم الآمنة.
يذكر أن 154 طفلا فلسطينيا قضوا بسبب سوء التغذية الناتج عن سياسة التجويع التى انتهجها الاحتلال الإسرائيلى بحق السكان المدنيين فى قطاع غزة.
ثمة أمل آخر يتطلع إليه أطفال غزة الذين طالت أجسادهم الرقيقة رصاصات وقذائف الاحتلال إذ لا يزال 5200 طفل مصاب بحاجة للإجلاء من غزة بغرض العلاج فى الخارج، بحسب المؤسسات المحلية.
فى النهاية، ما زال الطفل الفلسطينى يركض بين شوارع مدنه وقراه المدمرة رافعا علم بلاده بالألوان الأحمر والأسود والأبيض والأخضر ومصمما على أن يقيم دولته على أرضه فى الضفة الغربية وغزة.









