من المؤكد أن المنافذ التسويقية «الثابتة والمتنقلة» قد أثبتت وجودها رافداً مهماً لتوفير السلع المتنوعة، الاستهلاكية والتموينية للمواطنين بأسعار تنافسية تقل عن السوق بمتوسط 35 ٪، وتواصل انتشارها وفقاً لمخطط مدروس لتصل إلى الأماكن النائية والبعيدة، وتقدم خدماتها لجهات كانت شبه محرومة من منفذ معتمد يجد فيه المواطن ما يحتاجه من سلع متنوعة يحتاجها وأسرته، وقد حدث ذلك بجهود مشكورة من القوات المسلحة ووزارة الداخلية.
حدث هذا التوسع استثماراً لفكرة عرفتها البلاد منذ ســنوات طـويلة، بــدءاً بمنافذ تسويق منتجات وزارة الزراعة، حقولها الإرشادية ومحطاتها البحثية، مروراً بأسواق مؤقتة لمنتجات الأسر المنتجـة والجمعيـات الخيـرية، والفـروع القوية للجمعيات الاستهلاكية، وبجوارها قائمة معتمدة لأسواق شـعبية فى أنحــاء البلاد، ســواء كانت عــامة أو مخصصــة، فتشـترك جميعـاً فى إقامتهــا بانتظـام أحد أيام الأسـبوع فى مكـان معـــين، يعـرفه الزبــائن والمستهلكون جيداً.
بالإضافة للوجود المنظم للمنافذ المتنقلة للقوات المسلحة فى الأماكن الجماهيرية، مثل الميادين ومحطات المترو وغيرها جاءت المبادرة التى تبنتها وزارة الداخلية انطلاقاً من مسئولياتها المجتمعية وترجمتها لمنافذ «أمان» لتمثل القلب النابض لهذه الفكرة الممتازة، ودعماً متزايداً لتأثيرها الإيجابى، ليس فقط من ناحية الانتشار المكانى، وتنوع السلع المعروفة، ولكن فتح باب الانضمام للمشاركة فى مجموعة ممتازة من أكبر السلاسل المتخصصة فى تلبية احتياجات جميع المستهلكين، ليجد المواطن كل ما يطلبه متاحاً فى مكان واحد وبسعر معقول يطمئن إليه.
وقد أدى هذا النجاح إلى فتح آفاق جديدة ومبادرات داعمة، مثل المعارض النوعية بجميع المحافظات، التى تواكب مواسم مهمة للأسرة مثل معارض «أهلاً رمضان، أهلا بالمدارس»، إلخ.. وهى الفكرة التى لحق بها أسواق اليوم الواحد، مما أعطى صورة حضارية للسوق الشعبية، ساهم فى دعم الإنتاج المحلى من السلع والخضراوات والفاكهة، ليصل طازجاً إلى المستهلك، بالإضافة للتطور الكبير الذى حققته معارض «تراثنا» و«ديارنا» وشقيقاتها التى نظمتها وزارة التضامن الاجتماعى.
وإذا كنا بحكم التطور الذى تشهده بلادنا قد توارت سيارات بيع أنابيب البوتاجاز التى كانت تؤدى خدماتها لتوفير اسطوانة البوتاجاز المنزلية، وأعتقد أن السبب التوسع الكبير فى إدخال الغاز الطبيعى إلى المنازل وبالتقسيط، فمازال الباب مفتوحاً لمبادرات تكمل مهمة المنافذ وتوفر فرص عمل للشباب، وتساعد على تحقيق المزيد من الانضباط فى الأسواق، وأن المنافذ التسويقية تبقى فى الأساس شرياناً رائعاً تدعمه المشاركة المجتمعية.









