فصل الخريف يعد من أكثر فصول العام فى التقلبات الجوية السريعة نظراً لتوقع ظهور منخفضات جوية لها تأثيرات متباينة على الصحة لذلك نجد كثيراً من أطباء الأطفال يعلنون حالات الاستعداد القصوى بعياداتهم لاستقبال التلاميذ الصغار من المصابين بنزلات البرد مع بداية كل عام دراسى نتيجة لتغير الفصول واختلاطهم داخل قاعات الدرس.
المسألة تستلزم ضرورة رفع درجات الوعى الصحى بين الطلاب وكذلك القائمون على العملية التعليمية مع أهمية قيام الجهات الطبية المختصة القيام بدورها المنوط به للاكتشاف المبكر للأمراض من خلال ملاحظة الأعراض التى تظهر على التلاميذ للتصدى لها لمنع انتشارها بين الطلاب.
من الأهمية تشجيع الطلاب على اتباع أنماط غذائية سليمة بدءاً من تناول الإفطار والوجبات المدرسية الصحية وممارسة النشاط الرياضى.. حيث إن تعزيز صحة التلاميذ يبدأ من اتباع نظام غذائى متوازن مع مراعاة اكساب مهارات قواعد النظافة الشخصية لطلابنا والمحافظة على ساعات النوم المقررة لكل عمرمن أعمار أبنائنا الطلاب لضمان تقوية المناعة وتراجع الإصابة بالأمراض الموسمية.
أتصور تنبيه الأسر على أبنائهم بضرورة تناول المياه على مدار اليوم وتناول العصائر الطبيعية الغنية بعنصرى البوتاسيوم والصوديوم لما لها من دور بارز فى تعويض الأملاح والمعادن المفقودة فضلاً عن الأكثار من تناول الخضراوات الورقية والحرص على طرح طبق السلطة يومياً على مائدة الغذاء.
كما أنه من المقبول تناول الأطعمة الغنية بالفيتامينات والمعادن خاصة فيتامين سى المتوافر فى الفلفل الملون والليمون والبرتقال نظراً لدورها الفعال فى تعزيز مقاومة الجسم للفيروسات مع ضرورة الحصول على البروتينات من مصادر متنوعة مثل اللحوم والبقوليات لدورها فى تقوية المناعة.
ينبغى على طلابنا عدم الافراط فى تناول الآيس كريم والمثلجات والمياه الغازية حيث إنها تمنح الجسم احساساً كاذباً بالطاقة يستتبعه شعور بالتعرق مع سخونة والأفضل تناول مياه الوفيرة لتجنب تلك الأعراض.
لا يمكن إغفال أهمية تهوية الغرف وقاعات الدرس بشكل منتظم وممارسة كافة الأنشطة الرياضية لما لها من أثر إيجابى فى تنشيط الدورة الدموية وتعزيز المناعة الطبيعية.
من المؤكد أن الاستثمار فى صحة طلابنا ضرورة إستراتيجية لبناء أجيال قادرة على التميز والإبداع العلمى لحل مشكلات مجتمعهم والقدرة على زيادة الإنتاج فى مختلف القطاعات لذلك لم تتوان الدولة عن تنظيم العديد من المبادرات الصحية الرئاسية وفى مقدمتها الكشف عن الانيميا والسمنة والتقزم والكشف على النظر وجميعها تندمج مع خطة الصحة المدرسية.
نحن بحاجة لتكثيف برامج التوعية الصحية فى المدارس والمعاهد والجامعات بخاصة الصحة النفسية لتعزيز القدرات الدراسية لطلابنا بما يسهم فى تحسين جودة الحياة.









