بدأ العد التنازلى لافتتاح المتحف المصرى الكبير.. ذلك الحلم الذى تحقق بعد سنوات طويلة.. منذ أن كانت الفكرة حلماً راود الوزير د.فاروق حسنى وزير الثقافة فى تسعينيات القرن الماضى.. ليتم وضع حجر الأساس فى عام 2002، ويبدأ فى تحويل الحلم إلى حقيقة بعد فوز التصميم الحالى الذى وضعته شركة هينغان بنغ للمهندسين المعماريين بأيرلندا فى المسابقة الدولية التى طرحتها مصر تحت رعاية منظمة اليونسكو والاتحاد الدولى للمهندسين المعماريين.. وكان التصميم يعتمد على أن تمثل أشعة الشمس الممتدة من قمم الأهرامات الثلاثة عند التقائها كتلة مخروطية هى المتحف المصرى الكبير.. وقد بدأ فى بناء المشروع فى مايو 2005 من خلال تمهيد الموقع وتجهيزه.. واستمر العمل الذى بدأ بمركز ترميم الآثار وتوقف مع أحداث يناير.. حتى إستؤنف مرة أخرى.. وتميز الموقع بإطلالته على أهرامات الجيزة «العجيبة الوحيدة الباقية من عجائب الدنيا السبع».. ولتشكل المنطقة بعد الافتتاح الرسمى للمتحف أول نوفمبر القادم واحدة من أهم المناطق الأثرية بالعالم.
ولا أبالغ إن سجلت هنا تحيزى واعجابى وانبهارى بتصميم المتحف والذى يجعلك تشعر بالفخر.. والعرفان لأجدادنا العظام لما تركوه لنا من آثار تخلد تاريخ الإنسانية.. وتظهر كيف كان أجدادنا القدماء سباقين فى كافة المجالات.. ليس من خلال تماثيلهم.. ولكن من خلال النقوش والرسومات المحفورة على جدران المعابد التى تثبت أن المصريين كانوا سباقين فى الطب والهندسة والفلك ومختلف المجالات وصولاً للحروب والدفاع عن الأرض.. ونشر الأمن والأمان.
إننى ومعى الملايين من مختلف دول العالم فى انتظار الافتتاح الرسمى للمتحف لزيارة قاعتى الملك الذهبى توت عنخ آمون.. والتعرف على كنوزه التى عثر عليها كاملة داخل مقبرته فى البر الغربى بالأقصر عام 1922، بعد أن تم جمعها فى مكان واحد.
وإن كانت قد اتيحت لى الفرصة لأكثر من مرة لزيارة المتحف المصرى الكبير حتى الآن.. منهم ثلاث مرات تقريباً قبل الافتتاح التجريبى من خلال زيارات دعانا إليها د.خالد العنانى وزير السياحة والآثار الأسبق.. واستمعنا منه خلالها إلى شرح مفصل عن المتحف ومركز الترميم.. وكذلك استمعنا أيضاً من اللواء عاطف مفتاح المشرف العام على المتحف المصرى الكبير والمنطقة المحيطة.. وبعد ذلك اصطحبنا الوزير أحمد عيسى وزير السياحة والآثار السابق فى جولة داخل المتحف بعد أن أكتمل العرض المتحفى ووضع القطع الآثرية فى الأماكن المخصصة لها.. وكانت أول مرة نصعد لمنطقة الدرج العظيم ونشاهد قاعات العرض.. ومع الافتتاح التجريبى حرصت أن أزور المتحف لأكثر من مرة.. كان آخرها منتصف الشهر الماضى مع اثنين من الأصدقاء من تونس حسن الكنانى وزوجته يسر الحداد.. وتابعت انبهارهما منذ اللحظة الأولى لدخول المتحف.
إننا الأن نترقب المرحلة القادمة التى تتضمن حفل الافتتاح الرسمى للمتحف والمقرر لها أول نوفمبر القادم.. والمتوقع أن يكون أحتفالاً أسطورياً لا يمكن أن نتصوره الآن .. خاصة الزخم الذى سيضيفه حضور ضيوف مصر من ملوك وأمراء ورؤساء ورؤساء وزراء.. بالإضافة إلى سفراء الدول المعتمدين بمصر..ولكنى اثق فى أن مردود حفل الافتتاح سيكون كبيراً وعالمياًَ على السياحة المصرية.. ومن المؤكد أن هذا الاحتفال سيؤرخ من جديد للسياحة الثقافية المصرية.
تماماً كما حدث مع حفلتى موكب المومياوات وطريق الكباش..
هذا بالإضافة إلى النجاح المتوقع من الدكتور أحمد غنيم رئيس هيئة المتحف من خلال الزخم الذى يحدثه باستضافة المتحف لمختلف الأنشطة الثقافية والحفلات الفنية.. التى تجذب المصريين والأجانب.. وسيكون المتحف محطة جديدة من محطات الثقافة المصرية.
مما لا شك فيه أن افتتاح المتحف المصرى الكبير سيساهم فى زيادة الترويج للسياحة الثقافية.. وزيادة الطلب على زيارة المنطقة..وقد نجحت الدولة ووزارة الطيران المدنى فى إنشاء مطار سفنكس الدولى وزيادة طاقته الاستيعابة.. حتى يسهل الوصول للمتحف من مختلف المطارات السياحية.. وكذلك استقبال الطيران العارض «الشارتر» الذى ينقل الحركة السياحية مباشرة إلى المنطقة.
يتبقى على اكتمال الحلم ان يواصل المستثمرون جهدهم بإضافة العديد من الفنادق بدرجاتها المختلفة وهو ما تحتاجه المنطقة بشدة.. وتحيا مصر.









