المتحف القومى للسويس سجل تاريخى لأمجاد أرض الأبطال.. يضم مقتنيات ووثائق تشهد بكفاح المصريين فى شق قناة السويس وتحقيق حلم الأجداد ليحفروا بأذرعهم قبل أدواتهم القناة ملحمة تاريخية.
يعرض المتحف تاريخ السويس الحافل بالبطولات ..تعددت الأسماء للمدينة «كليزما» فى عهد الفراعنة و(القلزم) فى العصور الوسطى وعند العرب كانت دوما نقطة وصول للبحر الأحمر سواء كانت نقطة البداية من النيل أو أحد فروعه، أو مؤخرا البحر المتوسط
(يالا شباب) زارت المتحف والتقت مديرته د. دينا السيد مدير متحف السويس القومى فى دعوة مفتوحة لزيارته احتفالا بشهر الانتصار والذى يواكب أيضا العيد القومى للمحافظة.
بناء بعد التدمير
يتكون المتحف من طابقين بينهما قاعة عرض مكشوفة وحديقة واسعة يتوسطها نموذج حديث لإحدى سفن أسطول حتشبسوت داخل حوض مائي.
توضح مديرة المتحف د. دينا السيد أنه تم افتتاحه أول مرة فى 1962 وكان يضم حفائر القلزم التى اكتشفها عالم أثرى فرنسى ثم تعرض للهدم فى حرب 1967 وكان وقتها يقع على شاطئ الشريط الملاحي.
وتذكر بالفضل عبد الحميد غريب مسئول المتحف وقتها الذى قام بعمل شجاع حين فكر مسبقا فى جمع آثار المتحف وتخزينها فى بدروم المتحف المصرى بالتحرير وظلت هناك لمدة 30 عاما إلى أن تم بناء المتحف الجديد بحوض الدرس حى السويس وإعادة هذه الآثار لعرضها مرة اخري.
يضم المتحف مقتنيات ومجسمات وأدوات تحكى تاريخ القناة، التى استخدمها المصرى القديم فى نقل البضائع من بلاد بونت والحبشة إلى مراكز الحكم المختلفة والتى امتدت بطول النيل.
قاعات وحكايات
تتعدد قاعات المتحف منها قاعة تعرض تاريخ قناة السويس منذ حفر قناة سيزوتريس وحتى القناة الحالية التى بدأ حفرها فى عهد الخديو سعيد.
وتضم صورا وخرائط على الجدران وقطعا أثرية تأخذنا فى رحلة تؤكد براعة وعبقرية المصرى القديم.
كما تشمل قاعة القناة القديمة قطعا حجرية لجزء من معبد الإله حابى إله النيل عند المصريين القدماء، ونقوش للملك خنتو الثانى من الأسرة الثلاثين، وعثر على تلك القطع الحجرية بمنطقة أولاد موسى بحى الجناين.
وفى قاعة الملاحة والتجارة يحتفظ المتحف بنماذج لأشكال المراكب والفُلك خلال العصور القديمة، من البوص والبردى والتى كانت تستخدم فى عصور ما قبل التاريخ وتكشف كيف تعامل المصرى القديم مع البحر والحياة اليومية على المركب وادوات تخزين الطعام.
أما قاعة قناة السويس الحديثة فهى أكثر إبهارا وتضم مقتنيات أثرية وأدوات قياس ارتبطت بحفر القناة، عندما عرض الفرنسى فريديناد ديليسبس على الخديو سعيد فكرة حفر قناة تربط بين البحر الأحمر والمتوسط وتوفى الخديو قبل انتهاء الحفر الذى بدأ فى 1859 ولمدة 10 سنوات ، وجرى الافتتاح فى عهد الخديو إسماعيل فى احتفالية ضخمة ، دعا فيها معظم ملوك وأمراء العالم فى ذلك الوقت، وحضرت الإمبراطورة أوجينى زوجة نابليون الثالث وأمير بروسيا وملك الدنمارك .
وتضم القاعة أيضا صورة لعقد امتياز حفر قناة السويس، وتلسكوبات وأدوات تم استخدامها فى الرفع المساحى خلال الحفر، والعديد من الميداليات التذكارية التى أمر الخديو بتصنيعها خصيصا للافتتاح.
ومن مقتنيات المتحف النادرة خريطة لأقدم ثانى خط سكة حديد فى العالم، فى السويس عام 1882، لنقل البضائع من قناة السويس إلى العاصمة حتى جرى إنشاء ميناء بورتوفيق عام 1911 ليستقبل سفن البضائع وتشحن فى عربات القطار.
ويمكنك أن تشاهد أيضا العربات الأثرية «الكلش»، التى استقلها الملوك والأمراء المدعوون لحضور افتتاح القناة، وتضم مكانا مخصصا للضيف ومكانا للسائق وآخر خلف الضيف وهو المسئول عن خدمته.
معرض الآثار المستردة
وتختتم مديرة المتحف حديثها بالكشف عن معرض مؤقت لعرض الآثار المستردة من الخارج يوم 23 أكتوبر خلال احتفالات العيد القومى للسويس هذه الآثار تمت سرقتها من سيناء وتهريبها منذ السبعينيات ولكن استطاعت مصر مؤخرا استردادها وإعادة ترميمها لعرضها بمتحف السويس القومي.. هذه القطع عبارة عن حلى وعملات معدنية.









