وزير الثقافة يسلم جوائز المسابقات الغنائية للفائزين الأطفال والشباب.. وجائزة التخت العربى
المهرجان منصة لصون الهوية ودعم المبدعين
صابر الرباعى يختتم الحفلات بأداء راق لأجمل أغانيه على مسرح النافورة
فى ليلة امتزج فيها عبق الموسيقى بسحر الإبداع، أسدل مهرجان ومؤتمر الموسيقى العربية الستار على دورته الثالثة والثلاثين فى مشهد يليق بتاريخ هذا الحدث الفنى العريق، الذى تحول على مدار أيامه إلى منصة تزدان بالأصوات الرفيعة والأنغام الأصيلة التى تجسد روح الهوية المصرية والعربية.
على مسرح النافورة بدار الأوبرا المصرية، اجتمع عشاق الطرب ليستمتعوا بسهرة طربية راقية أحياها فارس الرومانسية النجم صابر الرباعي، بحضور د. أحمد فؤاد هنو وزير الثقافة، ود. علاء عبدالسلام رئيس دار الأوبرا، فى ختامٍ حمل رسائل الفن والسلام والجمال من قلب القاهرة إلى العالم.
ووزع د. هنو الجوائز على الفائزين مؤكدا أن «الفن رسالة سلام وجمال، وأن مصر ستبقى منارة للفكر والإبداع»، مشيدًا بدور المهرجان فى صون الهوية العربية وإتاحة الفرصة للأجيال الشابة كى تواصل العزف على أوتار المجد الفني.
وتألق الفنان صابر الرباعى بصوته العذب وبأدائه الراقى الأنيق لمجموعة من الأغانى تخطت العشرين أغنية على مدار ساعتين وتنوعت ما بين الأغانى التراثية لعمالقة الغناء وأعماله الغنائية الخاصة التى تعلق بها الجمهور وتفاعل معها بالتصفيق الحار والغناء معه.
افتتح فارس الرومانسية صابر الرباعى الحفل بأغنية «اللى شارينا» مؤكداً سعادته بالغناء فى حفل ختام المهرجان، ثم انتقل ليقدم أجمل أغانيه منها : أتحدى العالم – سيدى منصور – بارشا – أجمل نساء الدنيا – ببساطة – ضاق بيك – مزيانة – على نار – خلص تارك، كما غنى لأول مرة على المسرح أغنية «مخزون السعادة» التى تذاع على قناته الخاصة باليوتيوب ويرددها فى حفلاته الخاصة.
لمسة وفاء
وفى لمسة وفاء للراحلين وجه صابر الرباعى التحية لروح الملحن محمد رحيم الذى رحل هذا العام، معبراً عن حزنه الشديد لرحيله فى عز شبابه، وأسفه أنه تعاون معه فى أغنية وحيدة هى «وحشنى جداً» التى عبر بأدائه لها عن حبه العميق له، داعياً له فى لفتة إنسانية بالرحمة والمغفرة للراحل، مؤكدًا أن الموسيقى العربية فقدت بالفعل واحدًا من أهم المبدعين وأنقى وأجمل الفنانين.
وامتدت لمسة الوفاء إلى الموسيقار الكبير حلمى بكر الذى رحل عن عالمنا العام الماضى والذى يعتبره الأب الروحى له، فعبر عن حزنه لفقدانه وعدم تواجده بين جمهور الحفل مثل كل عام قائلاً : ترك الموسيقار الراحل حلمى بكر بصمة لا تنسى فى حياتنا ووجدانا الفنى ، ثم غنى له رائعته « ع اللى جري» والتى طلبها الجمهور منذ بداية الحفل، كما غنى لكوكب الشرق أم كلثوم قصيدتها الرائعة «ودارت الأيام» باعتبارها شخصية دورة المهرجان.
وشارك فى الحفل أيضاً المطربة سوما – إحدى اصوات الموسيقى العربية بالأوبرا – وغنت من أعمالها الخاصة لو كنا بنحبها، ده حبيبي، مقدرش اقول ، اللى فى عيني، أجدع صحاب، كما غنت للعندليب أنا كل ما أقول التوبة، ولوردة أكدب عليك، إلى جانب مقاطع من أغانى الفنانة فيروز سهر الليالى – بكتب اسمك – البنت الشلبية.
صون الهوية الثقافية
وكان د.أحمد فؤاد هنو وزير الثقافة قد صعد إلى المسرح وألقى كلمة على هامش حفل الختام أكد خلالهاً أن مهرجان ومؤتمر الموسيقى العربية يمثل أحد أهم المنصات التى تحتفى بالتراث الموسيقى العربى والتى تمنح الأجيال الجديدة الفرصة للتعبير عن مواهبها، وقال إن الوزارة تواصل دعمها لكل المبادرات والفعاليات التى تسهم فى صون الهوية الثقافية المصرية والعربية وإبراز طاقات المبدعين فى مختلف المجالات الفنية.
مسابقة رتيبة الحفني
وعقب ذلك قام وزير الثقافة وبمصاحبة د.علاء عبدالسلام رئيس المهرجان بتسليم جوائز المسابقات الغنائية والموسيقية ، ففى مسابقة د.رتيبة الحفنى فى الغناء للأطفال فاز بالمركز الاول سيف سالم ، والمركز الثانى فريدة إسلام ، بينما حصل على المركز الثالث مناصفة بين سويم سامح ومصطفى قدورة.
وفى مسابقة د.رتيبة الحفنى فى الغناء للشباب فاز بالمركز الأول عمرو عادل ، بينما حصل على المركز الثانى الثلاثى أحمد عصام الدين وزياد كمال وعمرو سلام ، كما فاز بالمركز الثالث الثلاثى أميرة ضاحى ورحمة ضاحى وأمل السيد ، وفى مسابقة التخت العربى فاز بها مناصفة كل من تخت يحيى رمضان ، وتخت صوت مصر بقيادة الفنان محمد رأفت.
وهكذا اختتمت الدورة الثالثة والثلاثون لمهرجان الموسيقى العربية مشوارها الناجح، بين أصداء الطرب الأصيل وأصوات المبدعين الصاعدين الذين حملوا راية المستقبل الفنى بثقة وإبداع.
ليلة الختام لم تكن مجرد حفل غنائي، بل كانت رسالة متجددة تؤكد أن مصر ستبقى منارة للفكر والفن والجمال، وأن الموسيقى العربية – كما قال وزير الثقافة د. أحمد فؤاد هنو – ستظل جسرًا للتواصل بين الأجيال وذاكرة الأمة التى لا تُمحي.
هكذا غادرت الأضواء مسرح النافورة، لكن بقى الصدى يشهد بأن الفن الحقيقى لا يغيب، بل يولد من جديد مع كل نغمة وإحساس صادق.









