«دميترييف»: يشدد على ضرورة «حياد كييف» وابتعاد «الناتو» عن حدود روسيا
على الرغم من التوتر الذى طفا مؤخراً على السطح بين الرئيس الأمريكى دونالد ترامب ونظيره الروسى فلاديمير بوتين على خلفية تعثر مفاوضات وقف الحرب فى أوكرانيا، إلا أن المشاورات الدبلوماسية بين البلدين مازالت مستمرةمن أجل التوصل إلى حل ينهى الصراع الممتد منذ أكثر من ثلاث سنوات بين موسكو وكييف.
فى هذا الصدد، قال المبعوث الخاص للرئيس الروسى لشؤون الاستثمار والتعاون الاقتصادي، كيريل دميترييف، إن المفاوضات مستمرة ولم تتوقف، مؤكداً أن اللقاء بين ترامب وبوتين سيعقد لاحقاً، وأن الحوار مستمر بين البلدين، على الرغم من العقوبات الأمريكية الأخيرة على روسيا وإلغاء الرئيس ترامب اجتماعا مرتقبا مع نظيره الروسى فى بودابست.
قال دميترييف – الذى يزورالولايات المتحدة، لإجراء محادثات مع المبعوث الأميركى ستيف ويتكوف – إن موسكو منفتحة على منح أوكرانيا ضمانات أمنية، لكنه شدد فى الوقت نفسه على ضرورة ضمان «حياد كييف»، وعدم تواجد حلف شمال الأطلسى «الناتو» على حدود روسيا.
وقلل دميترييف، خلال مقابله مع شبكة «فوكس نيوز»، من تأثير العقوبات الأميركية على بلاده، مؤكداً انها لن يكون لها تأثير كبير على الاقتصاد الروسي، مرجعاً السبب إلى أن «أسعار النفط فى العالم سترتفع، وستبيع روسيا كميات أقل من النفط ولكن بسعر أعلي».
لفت أيضاً إلى ضرورة تغيير نهج الإدارة الأمريكية الذى كان فى عهد الرئيس السابق جو بايدن، يحاول ممارسةالضغوط على موسكو، بدلاً من الحوار.
كما أشار إلى أن المشاورات يجب أن تأخذ بعين الاعتبار ثلاثة أمور، أولها مراعاة المصالح الروسية و المخاوف التى أعلنت عنها من قبل، ثانياً حل جذور الصراع وليس فقط إرساء وقف لإطلاق النار مع أوكرانيا، وثالثاً ضمان ألا يشكل حلف شمال الأطلسى تهديداً للأمن القومى الروسي.
شدد دميترييف على أن «قضية حياد أوكرانيا مهمة لأمن روسيا»، فى إشارة إلى رفض انضمام كييف إلى حلف الناتو، مشيراً إلى عدم وجود قضايا كثيرة على الطاولة، وأنه يمكن إيجاد حلول دبلوماسية بسرعة كبيرة فى الواقع.
قال مبعوث الرئيس الروسى إن الحوار بين موسكو وواشنطن أسفر عن إحراز تقدم، معتبراً أن الرئيس ترامب تجنب التصعيد إلى حرب عالمية ثالثة، ولفت إلى أنه حقق «أول وقف لإطلاق النار على البنية التحتية للطاقة».
تأتى هذه الزيارة بعد يومين فقط على فرض واشنطن حزمة عقوبات جديدة استهدفت شركتى «روسنفت» و»لوك أويل» النفطيتين الروسيتين وفروعهما.
فى نفس السياق كشف مسؤول أميركى ومصدر مطلع أن إدارة الرئيس الأمريكى أعدت عقوبات إضافية قد تلجأ إليها لاستهداف قطاعات رئيسية فى الاقتصاد الروسى إذا واصل بوتين المماطلة فى إنهاء الحرب فى أوكرانيا.
وكشف المصدران أنه تم ابلاغ الأوروبيين بأن واشنطن تؤيد استخدام الاتحاد الأوروبى للأصول الروسية المجمدة لشراء أسلحة أمريكية لكييف، كما أجرت واشنطن محادثات داخلية أولية حول الاستفادة من الأصول الروسية الموجودة فى الولايات المتحدة لدعم المجهود الحربى لأوكرانيا، وفق رويترز. وبالرغم من أنه لم يتضح ما إذا كانت واشنطن ستنفذ بالفعل أياً من هذه التحركات فى الأمد القريب، إلا أن ذلك يظهر امتلاك الإدارة الأمريكية لمجموعة من الأدوات من أجل ممارسة المزيد من الضغوط التى بدأها ترامب بعد أن فرض العقوبات الأخيرة على روسيا الأسبوع الماضى وذلك للمرة الأولى منذ عودته إلى منصبه فى يناير.
و كان ترامب قد أعلن مؤخراً تعليق قمته مع بوتين فى بودابست إلى أجل غير مسمي، مؤكداً أنه لا يريد اجتماعات دون نتائج.
يذكر أن الرئيس الأميركى كان أبدى مؤخراً امتعاضه من مماطلة نظيره الروسى فى وقف الحرب على أوكرانيا، على الرغم من تأكيده بأنه تجمعه علاقات جيدة ببوتين.
وسعى ترامب إلى تكثيف الجهود من أجل إنهاء الحرب، تنفيذاً لوعود عدة كان أطلقها خلال حملته الانتخابية، بينمايتمسك الكرملين بشروط اعتبرها جذرية من أجل إنهاء الصراع وإرساء سلام طويل الأمد مع كييف.
على الصعيد الميداني، كشف مسؤولون محليون، بأن هجمات روسية بالصواريخ والمسيرات وقعت أمس على أوكرانيا أسفرت عن مقتل ثلاثة أشخاص على الأقل وإصابة 17 آخرين.
قال تيمور تكاشينكو رئيس الإدارة العسكرية لمدينة كيييف، إن شخصًا قُتِل وأُصيب 10آخرون جراء الهجوم الذى وقع فى الساعات الأولى من صباح أمس، مما أدى إلى اندلاع حريق فى مبنى غير سكنى فى أحد المواقع.
وفى منطقة دنيبروبتروفسك، قُتِل شخصان وأُصيب 7 آخرون، بحسب القائم بأعمال الحاكم الإقليمى فلاديسلاف هايفانينكو، مضيفًا أن أضرارًا لحقت بالمبانى السكنية والمنازل الخاصة ومبنى خارجى ومتجر ومركبة واحدة على الأقل فى القصف.
قال سلاح الجو الأوكراني، إن روسيا أطلقت 9 صواريخ و62 طائرة مسيرة، اعترضت الدفاعات الجوية منها 4 صواريخ و50 طائرة بدون طيار.
وفى روسيا، قالت وزارة الدفاع الروسية، إن دفاعاتها الجوية أسقطت 121 طائرة أوكرانية مسيرة فوق روسيا خلال الليل.
من جانبه، قال الرئيس الأوكرانى فولوديمير زيلينسكي، أمس ، إن روسيا أطلقت على أوكرانيا، منذ بداية العام الجاري، أكثر من 770 صاروخا باليستيا ونحو 50 صاروخ «كينجال».أوضح زيلينسكي: «شنت روسيا الليلة الماضية هجوماً على أوكرانيا مرة أخرى – وهذه المرة بعشرات من الطائرات المسيرة الهجومية و9 صواريخ باليستية.
كما أشار إلى أن شركاء أوكرانيا يمتلكون «الأنظمة الضرورية.. ويمكنهم بالفعل المساعدة فى الدفاع عن أوكرانيا».









