تتحرك الدولة دائمًا بخطوات ثابتة لحماية صحة المواطن والارتقاء بمستوى حياته فى أدق تفاصيل يومه، استجابةً لما يصل إليها من نداءات الناس ومشاكلهم، وهو ما تجسّد بوضوح فى التعامل السريع مع أزمة محطة «الكمر» بمدينة الفشن بمحافظة بنى سويف، تلك المحطة التى تحولت خلال الفترة الماضية من وسيلة لخدمة البيئة إلى مصدر معاناة لأهالى المنطقة، ولأننى ابنه من أبناء الفشن شاهدت هذا المنظر بنفسى وشجعنى الأهالى على نقل صوتهم.
فبعد أن كان الهدف من المحطة تنظيم عملية جمع وفرز القمامة، أصبحت مكانًا مفتوحًا تتكدّس فيه المخلفات يومًا بعد الآخر دون رفعها، حتى أصبحت تتصاعد منها روائح خانقة وسحب من الدخان بسبب الحرائق المتكررة، وسط انتشار للحشرات الضارة والكلاب الضالة، فى مشهد لم يعد إنسانيًا ولا بيئيًا ولا مقبولًا بأى حال.. وازداد الخطر مع وجود مدرسة الصم والبكم بجوار المحطة مباشرة، مما جعل الأطفال معرضين لأضرار بيئية وصحية كبيرة، فى بيئة يُفترض أن تكون آمنة للتعلم وليست ملوثة للهواء.
وضعت «الجمهورية معاك» صوت الأهالى أمام المسئولين كما هو دون مبالغة أو تهوين «بحيادية»، ونقلت مناشدتهم إلى الدكتور محمد هانى غنيم محافظ بنى سويف، مطالبين بنقل المحطة إلى مكان بعيد عن الكتلة السكنية، بعد أن أصبحت الحياة اليومية فى تلك المنطقة شبه مستحيلة.. والحقيقة أن الدولة كانت قد خططت منذ البداية لأن تكون هذه المحطة بعيدة عن الكتلة السكنية، ولكن مع الزحف العمرانى اقتربت المساكن إليها.
وروى الأهالى كيف اضطر بعضهم إلى ترك منازلهم بحثًا عن بيئة أكثر أمانًا لأولادهم، وكيف أصبح فتح النوافذ مغامرة، بينما تتزايد كميات المخلفات يومًا بعد يوم.
وما إن نُشر النداء حتى جاءت الاستجابة العاجلة من الدولة فى مشهد يبث الفخر فى قلوبهم، إذ وجّه المحافظ فورًا بتفقد الموقع على أرض الواقع، والتعامل الفورى مع الشكوى بالتنسيق مع الوحدة المحلية والجهات المعنية.
وبعدها مباشرة أعلن رئيس الوحدة المحلية لمركز ومدينة الفشن تخصيص اعتماد مالى عاجل وبدء رفع التراكمات القديمة، مع نقل المخلفات إلى مصنع تدوير القمامة بالظهير الصحراوى لمركز سمسطا، مؤكدًا وضع آلية متابعة دائمة لرفع المخلفات أولًا بأول ومنع تكرار الأزمة.
وفى مشهد مليء بالأمل، أرسل الأهالى إلى «الجمهورية معاك» صورًا حية من قلب الحدث، تظهر فيها السيارات وهى ترفع أطنان القمامة على مدار ساعات طويلة، واصفين اللحظة بأنها «انفراجة طال انتظارها».. وأكدوا أن هذا التحرك يعيد الحياة إلى المنطقة من جديد، وأن ما شاهدوه بأعينهم على أرض الواقع كان أصدق من أى وعد.
وأعرب المواطنون عن امتنانهم العميق للمحافظ على وعده الذى نفّذه، ولرئيس المدينة على سرعة استجابته، مؤكدين أن ما حدث أعاد إليهم الثقة والشعور بأن صوت المواطن مسموع.
كما وجّهوا تحية تقدير على صفحات السوشيال ميديا الخاصة بمدينة الفشن، لصفحة «الجمهورية معاك» على دورها الحقيقى فى نقل معاناة الناس بأمانة دون ضوضاء أو سعى للشهرة.
ولا يمكن إغفال أن هناك دائمًا من يحاولون الظهور فى اللحظة الأخيرة لالتقاط الصورة، متناسين أن الفضل الحقيقى لمن نقل وجع الناس بصدق، وساهم فى تحريك المياه الراكدة، لكن الوعى الشعبى كان أقوى من كل محاولات نسب الإنجاز لمن لم يكن حاضرًا وقت الحاجة.
ونحن فى «الجمهورية معاك» نؤكد وعدنا الدائم بالمتابعة، لأن ما حدث فى الفشن ليس استجابة محلية، وإنما رسالة وطنية صنعت نتائج ملموسة، وأن الدولة حين تستمع وتتحرك تُعيد للناس الثقة بأن الطريق مفتوح دائمًا لحل أى أزمة كى تعود الحياة وتنتصر الإرادة.









