منير مراد ذلك الفنان خفيف الظل ولد فى يناير 1922 وتوفى فى أكتوبر 1981، يوصف بأنه ممثل وملحن ومغني، وقد عاش وسط أسرة فنية فوالده هو الملحن زكى مراد والذى اشتهر فى أوائل القرن العشرين وكانت والدته «روشو» يهودية والدها متعهد الحفلات إبراهيم روسو، أما شقيقته الكبرى فهى الفنانة ليلى مراد. اعتنق الاسلام فى سن مبكرة. اسمه الحقيقى موريس زكى إبراهيم مراد مردخاى وقد تأثر منذ صغره بشقيقته ليلى مراد خاصة عندما بدأت فى الغناء فى الاذاعة المصرية، ففى عام 1939 ترك منير الكلية الفرنسية وخرج ليعمل فى مهن بسيطة إلى أن دخل مجال السينما كعامل كلاكيت ثم بدأ فى العمل كمساعد مخرج مع كمال سليم فى فترة الأربعينات واستمر فى هذا العمل كمساعد مخرج فى حوالى 150 فيلماً. اتجه منير فى بدايته للتلحين على موسيقى الجاز التى كانت رائجة وقتها فى الغرب إلا أنه واجه صعوبات فى الترويج لها واقناع المنتجين بها إلى أن كانت بدايته الحقيقية بأغنية «واحد اثنين» لشادية والتى فتحت أمامه الطريق أمام المطربين ومنتجى الافلام ليسندوا إليه تلحين العديد من الأغانى. ويذكر لمنير مراد أنه كان رائداً من رواد الموسيقى الراقصة والاستعراضية فى مصر حيث وضع اشهر موسيقى الرقصات والاستعراضات التى كانت تؤديها سامية جمال وتحية كاريوكا ونعيمة عاكف. وفى بداية حياته الفنية قام ببطولة عدد من الأفلام السينمائية أشهرها «نهارك سعيد» و«أنا وحبيبي». وكون مراد دويتو ناجحاً وشهيراً مع شادية حتى أن ألحانه ارتبطت بصوتها واعتبرت علامة مضيئة فى تاريخ السينما المصرية حيث قام على مدى سنوات بتلحين عدة أغان لها أصبحت من كلاسيكيات الأغانى الرومانسية فى مصر. هذا بالإضافة إلى الاغانى التى لحنها لعبدالحليم حافظ والتى كانت بمثابة جزء خاص من تجربته وكذلك الدويتوهات التى لحنها لعبدالحليم وشادية. وقد قدم ألحاناً أخرى لعدد من الأصوات الواعدة فى مصر وبعض البلدان العربية محتفظاً لنفسه بذلك الأسلوب المتميز بالإيقاع السريع المتلاحق. وقد قدم مراد نفسه كممثل بالرغم من عدد الافلام القليلة التى قام فيها بالتمثيل إلا أنه قدم فى أغنيات الأفلام مجموعة من الأغانى التى تعبر عن رؤيته فى المزج بين موسيقى الجاز والموسيقى الشرقية. ولمنير مراد 3000 لحن كما أنه عمل كمساعد مخرج فى 150 فيلماً. وقد عاش فى حياته الفنية عدة محطات غنائية كانت الأولى مع صوت شادية الذى كان أنسب الأصوات لالحانه وفتحت أمامه الطريق للمطربين ومنتجى الأفلام ليسندوا إليه تلحين العديد من الأغاني. وكانت المحطة الثانية والأهم فى مشوار منير محطة عبدالحليم حافظ الذى لحن له العديد من أغانيه ولعل أشهرها «وحياة قلبى وأفراحه» التى تعيش حتى الآن بيننا كأشهر اغنية للتهنئة بالنجاح، وقد تحول التعاون الفنى بينه وبين عبدالحليم إلى صداقة قوية حتى أنه كان يرافقه فى رحلات علاجه بالعاصمة البريطانية. أما المحطة الثالثة فكانت التعاون مع شريفة فاضل فى العديد من الأغانى وأشهرها «الليل» و«لما راح الصبر منه» و«وحياتك ياشيخ مسعود»، كما لحن للمطرب الشعبى محمد رشدى «كعب الغزال». وقد عانى مراد كثيراً فى حياته من الشائعات التى كانت تطارده ولعل أكثرها ازعاجاً له ما تردد حول سبب اشهار إسلامه اذ كانوا يؤكدون أنه اسلم ليتزوج من الفنانة سهير البابلى وهى ثانى زيجاته وأنه عاد لليهودية بعد انفصاله عنها ولكنها كانت مجرد إشاعة لأنه اسلم قبل زواجه منها بفترة، وعندما توفى دفن بمدافن عبدالحليم حافظ كما أوصى بذلك قبل وفاته اذ تحولت المشاركة فى العمل إلى صداقة قوية استمرت حتى آخر العمر.






