نعم أصبحت الحياة المعيشية صعبة على طبقة كبيرة وعريضة من فئات الشعب المصرى، ولا ينكر أحد ذلك.. ولكن الحقيقة التى يجب ألا تغيب عن أعيننا ويتجاهلها أصحاب الهوى والغرض أنه كانت هناك بلد يتم بناؤه من جديد بعدما كان على وشك الإفلاس، لأنه خرج من أحداث فوضى يناير 2011 شبه دولة، ومثل تلك الأحداث هدمت دولاً أخرى عديدة وحتى الآن لم تقم لها قائمة.. بالإضافة إلى ذلك، كانت هناك أزمات عالمية متعاقبة مازالت دول كبرى تعانى منها حتى الآن، بينما تجاوزتها دولة 30 يونيو بأقل الصعاب، وتنطلق بقوة نحو اقتصاد قوى بشهادة المؤسسات الدولية، وآخرها رفع وكالة «ستاندرد آند بورز» للتصنيف الائتمانى السيادى طويل الأجل لمصر إلى مستوى «B» من «B-» ويعد ذلك إشارة مهمة إلى تحسن الثقة الدولية فى أداء الاقتصاد المصرى واستقرار أوضاعه المالية والنقدية بعد فترة من التحديات المرتبطة بالتضخم وسعرالصرف والديون، وفى تصورى أن هذا القرار يعكس تقييماً إيجابياً للإصلاحات الاقتصادية التى تبنتها الحكومة مؤخراً سواء على مستوى السياسة النقدية عبر خفض معدلات التضخم واستقرار الجنيه، أو على مستوى السياسة المالية من خلال تقليص عجز الموازنة وتحسين الانضباط المالى.
الحقيقة الأخرى التى يجب أن ننتبه إليها، أن معدلات التضخم مرتفعة على مستوى العالم كله وليس فى مصر فقط، وربما نشعر بها نحن أكثر قليلاً من غيرنا لأننا فى مرحلة بناء وتنمية ومستقبل أفضل للأجيال القادمة، وكذلك ارتفاع الأسعار فهو يشمل كل دول العالم بما فيها دول أوروبا التى كانت يضرب بها الأمثال فى الرفاهية والعيشة الرغدة، ورغم ذلك فإن قرار البنك المركزى الأخير بخفض الفائدة ليس مجرد تعديل فى السياسة النقدية، ولكنه فى تصورى رسالة ولها أبعاد كثيرة، منها أن التضخم تحت السيطرة ورفع أسعار الوقود لم يعد يهدد استقرار الأسعار كما كان متوقعاً، والصدمات تم امتصاصها، وكذلك تشجيع الاستثمار لأن الفائدة المرتفعة كبّلت حركة الاستثمار لفترة طويلة، والآن حان وقت تخفيف الأعباء عن المستثمرين، وأيضا ثقة فى تدفقات الدولار لأن القرار يعكس اطمئنان الدولة لتوافر موارد دولارية تكفى لتغطية الاحتياجات من استثمارات وقروض وتحويلات، ويحقق أيضا مرونة فى سعر الصرف لأنه لم يعد الهدف الحفاظ على «جنيه قوى بأى ثمن»، بل تحقيق توازن يدعم النمو والإنتاج.
ما دفعنى لتوضيح تلك الحقائق أوالتذكير بها، أن ما يحدث الآن من تسخين على الحكـومة ليس صدفة أو نقد برىء بنّاء، بل أرى فيه تربصاً بنفس الأسلوب واللعبة القديمة التى رأيناها فى 2011 من حيث تعبئة المشاعر السلبية للمصريين عن طريق لجان إلكترونية ومنصات إعلامية مأجورة تم توظيفها لهذا الهدف، ولكن هيهات هيهات لما توعدون والكلمة سوف تكون فقط للمصريين الشرفاء.
كلمة فاصلة:
ببساطة، دولة 30 يونيو رغم الظروف الصعبة التى مرت بها، أطلقت مبادرة «حياة كريمة» التى غيرت حياة ملايين من المصريين وبرنامج الدعم النقدى «تكافل وكرامة» الذى وفر دخل لأسر كثيرة مصرية، و«100 مليون صحة» التى حفظت شعب كامل من أمراض مزمنة، ومشروعات إسكان انتقل إليها مصريون من عشش إلى منازل آدمية، وبالتالى فإن ما تحقق من إنجازات تحت قيادة الرئيس عبدالفتاح السيسى كان عبوراً لمرحلة صعبة من مراحل التطوير والبناء على كل المستويات التنموية، وتجلت الرؤية التنموية فى وضع خطة لرؤية مصر 2030 كان أساسها بناء المواطن المصرى ورعايته من خلال توفير حياة كريمة والقضاء على الفقر وتوفير فرصة عمل وسكن مناسب والقضاء على العشوائيات والنهوض بقطاعى الصحة والتعليم.. حفظ الله مصر وشعبها.






