أرجو أن يتسع صدر القارئ .. «العزيز».. لما سأقر به من .. «رؤية».. تحدثنا عن واقع علم .. «حق».. وحق العلم كله لله ..بأنه لا توجد قط .. «حقيقة كاملة».. بظاهر وباطن الحديث .. «السياسى دنيويا».. بمنطق أى .. «إنسان».. نعم.. فزمان ومكان تلك الحقيقة فقط هى .. «لحظة حق واقع إدراك الموت».. نعم.. لحظة بها وفيها يتحقق الإسلام .. «الكامل نفسيا لله».. ويتبعه بذلك تسليم اعقال القلوب لله .. وحينئذ.. نرى والرؤية الحق لله وحده ـ أن مثال تلك اللحظة يتمثل فى ..قول رسول الله إبراهيم حين قال .. «إنى ذاهب إلى ربى سيهدين .. «99/ الصافات» ..وهنالك أتى الله .. «بقلب سليم».. قلب أسلم إعقاله لله ..هنالك أمر الله .. «النار».. الكامن بها حق قوامة .. «الموت».. فقال سبحانه للنار .. «يا نار كونى بردا وسلاما على إبراهيم».. «69/ الأنبياء».
ولكن.. يظل التساؤل قائماً عن .. هل سلامة قلب إبراهيم.. استبقت اكتمال إسلامه لله.. أم أن العكس هو الصحيح.. حينئذ.. أرى .. وما زالت وستظل الرؤية الحق لله.. أن أصل الأمر يكمن دائماً أبداً فى ..اكتمال سلامة حق ..»ذكر الله».. الذى لا تمسه قط ..أى ثلاثية الغواية.. غواية أهواء النفس.. وغواية زينة الحياة الدنيا.. «بالمال والبنون».. وغواية شياطين الإنس والجن.. هنالك تسيطر الحقيقة الكاملة على منطق حق .. «السياسة».. قولاً وحركة .. «عمليا».. نعم.. فهنالك سلامة استقبالات .. «السمع والبصر».. وهنالك سلامة .. «إعقال القلوب ذكرا لله».. وإسلاما له سبحانه وتعالى.. وهنالك تكون قوامة .. «الموت».. «بشرى حق».. بحسن لقاء الله.
ما زال رجائى بسعة صدر القارئ قائماً.. وزاد عليه رجائى بالتفكر والتدبر ومحاولة .. «إعقال».. ما تم التساؤل عنه قائم أيضاً.. خاصة أننا سنحاول الحديث عما .. «نواجهه بواقع حاضرنا».. الذى يحمل بباطنه .. سوءات سياسية ممكورة .. «بالخيانة للحق».. وتحتاج منا بالضرورة الحتمية.. سلامة ذكر الله .. «سياسياً عملياً».. نعم ..ذكر ما هو آت بإذن الله .. «1» التطهر من تراكم وتراكب .. «نواقص».. مكتسبات مخزون أنفسنا من .. «مستحبات أهوائها الدنيوية».. وتغليب حق القوة الجماعية على ..»ضعف الأناة الذاتية الفردية».. «2» الاعتصام بحق.. «أمان ذكر الله».. مع تفعيل عدل حق .. «أمانة علمه».. عملياً سياسياً.. فذاك نور كاشف لظلمة سوء المكر ومكر السوء.. وممهد لسبل الانتصار ورفعته .. «3» العود الحميد للتمسك .. «سياسياً عملياً».. بما تعهدنا به ونحن .. «ذر»..»172/ الأعراف».. بل وحين بايعنا الله .. وقد اشترى منا أنفسنا ..نقاتل فى سبيله ..بأن لنا الجنة ثمنا.. «111/ التوبة».. فما من سلام حق .. «دون قوة تحميه».. وما من قوة دون إعداد علمى .. «مستبصر».. لكيفية تفعيلها ..نعم.. فعدونا .. «الدائم».. لا يجنح للسلام دون اجباره بالقوة عليه.. «4» «السلام».. اسم من .. «أسماء الله الحسنى».. والله سبحانه هو الغنى عن العالمين.. وهو ينصر من ينصره.. كما كان نصره لإبراهيم فكتب له رفعة النجاة.. نعم.. فالله ينصر قلة الحق على كثرة الباطل.. ينصر بإلقاء الرعب فى قلوب المبطلين.. ينصر بإرسال ملائكته .. «مقاتلين».. رغم أن النصر منه وبأمره.. فلنسعى أن نكون من عباده المخلصين أولى البأس .. «الشديد».. ولنتذكر وعده .. «تتبير».. باطل علو المجرمين فى الأرض .. «7/ الإسراء».. ولا ننسى أنه سبحانه قد نصرنا من قبل فى .. «أكتوبر 1973م».. ونصرنا بمؤتمر شرم الشيخ .. «13 أكتوبر 2025».. فلنعتصم بنصـــره أمــام خيـانة العدو .. «ونقضه الدائم لما يعاهد عليه».
مرة ثالثة أرجو بها.. سعة صدر القارئ .. «العزيز».. نعم..فما ذكرناه لا يعنى قط أن .. «غيرنا».. قد أخذته سكرة النسيان ..أو أننا أكثر منه ذكرا.. أو أننا لا نحتسب ذكره وتقواه.. ودليلنا على ذلك هو نصر الله لنا حتى .. «الآن».. ولكن.. نحن نذكر أنفسنا كى تكون الذكرى .. «سمة جماعية».. نحن جميعا فى حاجة واقعية لها ..نعم.. «واقعية سياسياً».. نعم.. أقول ذلك لأننا نعلم أن النفسية الإنسانية إلا قليلاً .. «تأبى التذكير من غيرها».. بعشقها للتعالى بذاتها.
كثيراً ما يستوقفنى .. «مثال طالوت».. وقد عصت الكثرة من جيشه أمره .. وصار قلة فى مواجهة الكثرة عدداً وعدة.. ولكنه استمر محارباً بيقين ذكره لله .. «فانتصر بأمر وفضل الله».. وقتل الفتى .. «داوود».. الملك جالوت.. وكذا نتذكر كيف كان .. «ثبات ذكر».. رسولنا الكريم محمد حتى أتاه نصر الله العظيم .. «شرقاً وغرباً».. حرباً وسلاما كدين حق.. حكم العالم قرابة ألف عام.. فذاك هو الذكر الذى نقصده.
وإلى لقاء إن الله شاء
ملاحظة مهمة
دهاء الأسباب .. «متاح» ..إذا قام على يقين الذكر بالله….






