المؤكد، أنه إلى جانب الإيجابيات الكثيرة التى تحققت للقضية الفلسطينية ولمنطقة الشرق الأوسط وللدولة المصرية والعالم فى مؤتمر شرم الشيخ للسلام ومخرجاته، فإن الحقيقة اللافتة للانتباه أن صورة الدولة المصرية أو «مصر- السيسى» قد تأكد بريقها عبر إعلام دولى غير مسبوق تناول بالكثير من الاهتمام والإبراز الدور المحورى المصرى، وكيفية إدارة الرئيس عبدالفتاح السيسى ومعاونيه أحداث وتوابع عامين من حرب غاشمة بربرية مستعرة خرقت كل نواميس الطبيعة والقانون الدولى بأعلى درجات الكفاءة.. صبراً وعزماً وحزماً وقوة وصلابة.. فأطلقت على الرئيس السيسى أوصافاً أو صفات ندر أن يتصف بها زعيم آخر، فهو- كما قالوا- رمز للحكمة والاتزان، وقائد يحمل على عاتقه مسئولية الأمن والأمان لمصر والمنطقة والعالم، وتصدر الإشادات بالرئيس السيسى عناوينها بوصفه «صانع السلام» ويتمتع برؤية إستراتيجية بعيدة المدى، فإنه القائد الحقيقى الذى يمنع الحرب، ولا يشنها.. اللافت للانتباه، أن صحفاً ووكالات أنباء عالمية اشتهر عنها التناول السلبى لما يدور فى مصر، لم تستطع أن تتجاهل حقيقة أن ما قامت به مصر على مدى عامين ومواقفها الواضحة والشجاعة فى الوقوف بكل ما تملك من قوة أمام مخططات تهجير الفلسطينيين ومؤامرات تصفية القضية الفلسطينية وحرب الإبادة والتجويع والتشريد، وتصدرها للدعوة إلى حشد دولى يدعم السلام ويوقف آلة الحرب الوحشية الإسرائيلية والدعوة للحوار بدل البارود والإصرار على حل الدولتين وكسب تأييد العالم.. كلها عوامل لم يستطع الإعلام الذى دأب على النقاط أو فبركة السلبيات أن يتجاهلها، وهذا الإعلام نفسه تحول «180 درجة» يشيد بالدور المصرى والقيادة المصرية القوية والحكيمة.
أكدت جميعها بلسان واحد، لولا مصر، لما تم التوصل إلى اتفاق غزة أو استضافة هذا الحدث العالمى الفريد والمهم، ولم يستطيعوا أيضا تجاهل كلمات الرئيس ترامب عندما وصف الرئيس السيسى بأنه قائد عظيم وصانع للسلام، وهى شهادة كررها دون ملل الرئيس ترامب.. يحق للمصرى أن يمتلئ حماسة وفخراً بمصريته وزعامتها، فإن ما كتبته الصحف والمواقع الأجنبية عن مصر تتضاءل أمامه المليارات والتريليونات وأعظم شركات العلاقات العامة الدولية.
اليوم، اصطفت الصحف والوكالات والمواقع العالمية جميعها فى خندق الإشادة بالدولة المصرية وزعيمها الرئيس عبدالفتاح السيسى، وكلها صحف ومواقع لها ثقلها الدولى المؤثر.. رأينا ذلك فيما كتبته «النيويورك تايمز» و«الديلى ميل» و«لوموند» و«الواشنطن بوست»، وفى شبكة «بى بى سى» وإذاعة «مونت كارلو» وشبكة «سى إن إن»، وفى وكالات «رويترز، اسبوتنيك، شينخوا»، وفى مواقع «ذا ميديا لاين، اكسيوس، يواس نيوز، بوليتيكو، روسيا اليوم، سكاى نيوز، دوتيش فيله، الأناضول» وقناة «العالم» الإيرانية.. لقد توقف الإعلام الدولى طويلاً أمام قدرة مصر على إدارة الأزمة، لأكثر من عامين بما تحمله من معطيات متناقضة وكيف استطاعت «مصر- السيسى» أن تحافظ على القضية الفلسطينية وإقناع العالم بإعمار غزة دون تهجير أهلها، وكيف تصدت بثبات وقوة لمخططات التهجير، ونجاح الدبلوماسية المصرية فى تجاوز فترة «الفتور» فى العلاقات مع الولايات المتحدة وحافظت على العلاقات الإستراتيجية التى تجمع البلدين، وفى نفس الوقت حماية لكرامتها ومصالحها الوطنية والتزاماتها التاريخية تجاه القضية الفلسطينية.. بالأرقام والإحصاءات والرصد العلمى لمدى اهتمام العالم والإعلام الدولى بمصر ومؤتمر السلام بشرم الشيخ، وأنا هنا أستند إلى إحصائية صادرة عن الهيئة العامة للاستعلامات المنوط بها رصد الإعلام الدولى وصورة مصر بالخارج.
الأرقام تؤكد أنه وعلى مدى ثلاثة أيام فقط، نشرت الصحف والمواقع الإخبارية ووكالات الأنباء الدولية الكبرى فى أمريكا وأوروبا ودول الجوار وآسيا وأفريقيا والعالم العربى نحو 362 ثلاثمائة واثنان وستون قادة متنوعين عن مصر والقمة.
الأرقام تؤكد أن أكثر من 232 مراسلاً وصحفياً إعلامياً قد تابعوا «مصر السلام» فى شرم الشيخ، ورصدوا بعيونهم وأقلامهم وكاميراتهم كل صغيرة وكبيرة، وكل شاردة وواردة وكل «نملة» تفكر فى العبور إلى شرم الشيخ.. فإن 138 وسيلة إعلامية على مستوى العالم قد رصدت ما يدور، منها 40 وسيلة إعلامية أوروبية أنجزت ما يعادل 38٪ من التغطية الإعلامية، فيما حضرت لمصر- ولى شخصياً هنا بعض التحفظات- 32 وسيلة إعلامية عربية قدمت فقط 23 ٪ من حجم التغطيات الدولية لأكبر حدث مصرى وعُرس عالمى فى القرن الحالى، ويشهده أكثر من ثلاثين من قيادات العالم.. أهم قيادات العالم، يتقدمهم الرئيس ترامب، لتأتى التغطية الإعلامية لكل الدول العربية لأهم حدث عالمى يجرى على أرض مصر العروبة، مصر الأمن القومى العربى، مصر القضية الفلسطينية حية نابضة، تأتى التغطية الإعلامية العربية فى المرتبة الثانية بعد التغطية الأوروبية لدول الاتحاد الأوروبى، التى تدرك حقيقة وبشكل موضوعى وبلا أنانية، ماذا حققت «مصر- السيسى» للمنطقة والعالم والقضية الفلسطينية.. لا أريد أن أتوقف طويلاً أمام بعض الدلائل الرقمية، فالحديث عنها يطول ويطول، ولكننى أتوقف أمام عدد من النقاط للبناء على ما تحقق من نجاحات، من بينها:
> أن الرئيس عبدالفتاح السيسى كان قد تحدث مع الإعلاميين بعد شهرين من توليه المسئولية، حين كانت مصر تعيش حالة من العزلة، وأعلن الرئيس أنه سوف يعمل جاهداً على استعادة علاقات مصر فى الخارج وتصحيح صورتها التى أساءت إليها ولوثتها دول وأجهزة مخابرات وعملاء وتنظيمات وجمعيات دولية والإخوان المجرمون، وكان هدفهم الأعلى المشترك تشويه صورة مصر.. وها هو الرئيس عبدالفتاح السيسى عبر نجاحاته فى إدارة تبعات الحرب على غزة، يحقق ما وعد وصارت صورة «مصر- السيسى» الأنقى والأنصع بين دول العالم وقياداته بشهادات دولية موثقة.
> إن الحرب على مصر لن يطفئها النجاح العظيم الذى تحقق على أرض «مصر السلام» فى شرم الشيخ، بل على العكس، فكلما زاد نجاح الدولة المصرية، زاد الكيد والحقد للدولة المصرية، ويتزايد لهيب النار فى أجساد وعقول خصومها ويبتدعون الوسائل، كل الوسائل الشرعية وغير الشرعية بهدف إسقاط الدولة المصرية ورموزها، وهذا ما يجب أن نحذر منه جميعاً.. وبالتالى فإنه يتحتم على المصريين بكل انتماءاتهم ومواقعهم الانتباه لما سوف يحاك للدولة المصرية ويستهدف إنجازاتها وقياداتها ومؤسساتها ويصبح علينا جميعاً دولة وحكومة ومؤسسات وهيئات ومجتمع مدنى أن نتفانى جميعاً فى إبراز الصورة المثلى لمصر الحبيبة، والامتناع بيقين وقناعة عن فعل أو نشر كل ما هو سلبى ويسىء للدولة المصرية.
> صار واجباً العمل المؤسسى المنظم نحو بناء إستراتيجية وطنية لدعم صورة مصر فى الإعلام الدولى بكل الطرق، وتواجه بشكل علمى منظم ما يتم نشره أو تداوله من إعلام سلبى معاد فى الصحف والمواقع الأجنبية.
> صار لازماً تأهيل سائر العاملين فى قطاعات الإعلام بالوزارات والهيئات والمؤسسات والمحافظات على كيفية التناول العلمى الناجح لأى سلبية تتعلق بنشاطات قطاعاتهم فى سرعة وشمول وبشكل يجمع بين حرية الإعلام ومقتضيات الأمن القومى المصرى، والمصلحة العليا للوطن.
> أصبح حتمياً الاهتمام بالإعلام الرقمى وكل ما تنشره وسائل التواصل الاجتماعى، ويتعين تحديث خبرات القائمين على الرد بمؤسسات الدولة المختلفة، لمواجهة الحملات المغرضة التى تستهدف الدولة المصرية.
> لابد من توظيف الذكاء الاصطناعى للارتقاء بقدرات العاملين فى مجال الرد على النشر السلبى.
> وأخيراً، فإن اللجوء لشركات العلاقات العامة الدولية، لم يعد سراً أو إثماً.. إنما أصبح ضرورة لازمة لاختراق والوصول إلى بعض القطاعات الجماهيرية فى بعض الدول، والهدف تماماً هو صورة الدولة المصرية، تعظيم قدراتها ونجاحاتها وإنجازاتها، وأيضا فى نفس الوقت الرد السريع القوى والحاسم على أى نشر سلبى فى أى وسيلة إعلامية دولية تسىء إلى مصر وشعبها.









