على العكس مما يردده المتشائمون والمشككون وأعداء النجاح، فإن كل المؤشرات تفيد بأن مصر تعيش حاليا مرحلة التحولات الكبرى، وأنها خلال سنوات قليلة ستغادر مقعدها بين الدول الفقيرة والنامية إلى مكانها الطبيعى بين مقاعد الدول الكبرى والذى كانت تستحقه قبل عقود، فمصر الخمسينيات والستينيات من القرن الماضى والتى كانت تكافح وتناضل من أجل الصعود والترقى لتكون بين دول العالم المتقدم،، لم يمهلها الاستعمار تنفيذ هذا الحلم وظلت على مدى عقود تعمل وتحاول إصلاح ما دمرته إسرائيل فى العام 1967، حتى بعد نصر أكتوبر 1973 ظلت مصر تعانى من آثار النكسة ومن التكلفة العالية للعبور واسترداد سيناء بالحرب والسلام،، وبقدر ما كانت التجربة مريرة بقدر ما كانت النتائج عظيمة رغم أننا لا نستشعرها كلها فى الوقت الحالى، إلا أنه وحسب المؤشرات فالقادم أفضل وفى كل المجالات.
>>>
ولكن لماذا كانت النتائج عظيمة رغم أن التجربة مريرة، والإجابة لأن تجربة 67 جعلت مصر تعيد بناء القوات المسلحة على أسس عسكرية علمية وعالمية، بالتخطيط الإستراتيجى وتحديد حجم وتشكيلات القوات المسلحة وإعداد الفرد المقاتل وتجهيزمراكز القيادة والسيطرة، كما كان لتجنيد أصحاب المؤهلات العليا أثره البالغ فى استيعاب الأسلحة الحديثة وتطوير العمليات العسكرية والذى ظهر واضحا فى حرب أكتوبر1973 واستمر حتى وقتنا هذا، باختصار فإن مرارة تجربة النكسة ساعدت فى خلق أجيال جديدة مؤمنة تماما بأهمية بأن يكون لدينا قوات مسلحة قوية وقادرة فى أوقات السلم وأوقات الحرب، والأهم أن قسوة الهزيمة لم تفقد المصريين إيمانهم ببلدهم وبقواتهم المسلحة، وربما تكون هذه النقطة بالتحديد هى السبب المباشر فى تحقيق نصر اكتوبر 73، وفى فرض السلام على إسرائيل بعد ذلك.
>>>
إننا هنا أمام مرحلة مهمة من تاريخنا الوطنى الحديث تفسر إلى حد بعيد عبقرية الشعب المصرى خاصة وقت الأزمات والحروب حيث يكون «الكل فى واحد» وعلى «قلب رجل واحد»،، وحقيقة فإن هذه السمات الشعبية والإنسانية للمصريين هى التى أنقذتنا من تداعيات أحداث يناير 2011 ومن حكم جماعة الإخوان الإرهابية وإشعال ثورة 30 يونيو 2013،، الحقيقة الثانية : أن نفس هذه السمات هى التى تجعلنا نشعر بمزيد من التفاؤل بأن مستقبل مصر أفضل فى ظل التطورات الأخيرة، لاسيما بعد المشهد العظيم فى قمة شرم الشيخ للسلام والذى أثبت بما لا يدع مجالا للشك قوة مصر وقدرتها على إدارة الأزمات دون الدخول فى حروب وصراعات، الحقيقة الثالثة: أن النجاحات السياسية انعكست بالإيجاب على الأوضاع الاقتصادية حيث تشير التوقعات إلى زيادة الاستثمارات وعودة إيرادات قناة السويس إلى معدلاتها الطبيعية قبل حرب الإسرائيلية على غزة قبل أكثر من عامين.
>>>
نعم هناك حالة من التفاؤل بالمستقبل بين المصريين- لا يقلل منها الحديث عن أسعار السلع والخدمات – لأن الواقع الذى نعيشه يؤكد أن مصر تسير فى الطريق الصحيح، وأن هناك حالة من الرضا تبدو واضحة فى الشارع المصرى والتى يلحظها أى مراقب، نتيجة التطور الهائل فى البنية التحتية والطرق والمحاور والتى باتت لاتقل عن مثيلتها فى أى دول متقدمة بالعالم، أيضا هناك المشروعات التنموية الكبرى التى بدأت تؤتى ثمارها فى بعض المجالات الزراعية والصناعية،، كما انه وبعد أيام قليلة سيشهد القطاع السياحى طفرة كبيرة بافتتاح المتحف المصرى الكبير والذى سيؤدى افتتاحه إلى إنتعاش سوق السياحة فى مصر وزيادة الإيرادات والتى ستحسن بدورها من الحالة الإقتصادية ومن الدخل القومى،، وبما ينعكس بالإيجاب على مختلف قطاعات الدولة.
>>>
فى كل الأحوال ووفقا للسيد الرئيس عبد الفتاح السيسى فى كلمته خلال الندوة التثقيفية التى نظمتها القوات المساحة بمناسبة ذكرى حرب أكتوبر 1973: فإن ما نحن فيه الأن هو حرب لتغيير واقعنا الاقتصادى إلى الأفضل وهو شكل من أشكال الإجتهاد والصراع والاقتتال، وهناك من راهن أن نمل مما يحدث ولكننا مستمرون،، الرئيس قال أيضا: إن رهانى دائما كان على الناس فهم لديهم قلب برىء وأن هناك محاولة جادة من الدولة لتجاوز الظروف الاقتصادية، معربا عن تفاؤله بالمستقبل فهناك نقاط إيجابية كثيرة حققناها وساعدنا عليها الله سبحانه وتعالى، وداعياً لبذل المزيد من الجهود حتى يتم تحقيق غد واعد لأبنائنا وأحفادنا.
>>>
هكذا هى قراءة القيادة السياسية وتوقعات شعب مصر العظيم وكلها مغلفة بالأمل والتفاؤل بأن القادم أفضل وأن مستقبل مصر مستقر وآمن برعاية الله… فقط فقط يصمت المتشائمون والمتشككون وأعداء النجاح.









