يعتقد الخبراء أن هناك علاقة قوية بين تجديد الخطاب الدينى وتجديد الخطاب المجتمعى. وهذا حق.. فعندما تبنى الكاتب الصحفى الكبير مكرم محمد أحمد رحمه الله.. فكرة تجديد الخطاب الدينى.. كان الهدف الأكبر هو تجديد الخطاب المجتمعى باعتبار أن الدين هو العمود الفقرى والعماد الأساسى للمجتمع.. وأن شعب مصر متدين بطبعه ووسطى بفكره وقلبه.. لكن ما حدث فى القرن الماضى من تطرف وإرهاب باسم الدين جعل تجديد الخطاب الدينى ضرورة ملحة.. وبعدها كانت الدعوة لتجديد الخطاب الثقافى والذى تأثر كثيرا فى المجتمع مما جعل تجديد الخطاب المجتمعى ضرورة ملحة ولابد منه.. وتجديد الخطاب المجتمعى هو عملية ضرورية لإحياء المجتمع.. وإعادة الروح ليتواكب المجتمع مع التأكيد على الثوابت والأصول والقيمة المجتمعية مع تطوير العمل المجتمعى ليتناسب مع المستجدات الاجتماعية والثقافية والفكرية.. والفكر والإدراك المجتمعى.. والقيم والمعانى الشائعة فى المجتمع.
>> عندما تجد أن الطبيب والمهندس والمعلم والصحفى قد تراجع مقام وموقف كل منهم كثيرا ليصعد آخرون مكانهم.. فاعلم أن المجتمع فى حاجة لتجديد خطابه.
>> عندما نرى أن القيم والمفاهيم المجتمعية.. بل وفهم الدين والأخلاق يتراجع كثيرا.. فتأكد أن تجديد الخطاب المجتمعى أصبح ضرورة كبيرة.
>> عندما تجد اللغة العربية- لغة القرآن- والمعبرة عن تاريخنا وحياتنا قد تراجعت باسم المعاصرة فتأكد أنه أصبح ضروريا أن نجدد الخطاب المجتمعى لتعود اللغة إلى مكانها ويعود التدين إلى موقعه الأصيل فى صدارة المجتمع.
>> وعندما تجد أن المجتمع قد تخلى عن مبادئه وقيمه.. بل إن الأسرة قد تمزقت أواصرها.. وأن هنا رغبة قوية فى هدم الأسرة.. فهذا يعنى أن تجديد الخطاب المجتمعى صار ضرورة.
>> عندما نشاهد هدماً كبيرا وحرباً مستعرة ضد الكبار «كبار السن والمجتمع» فتأكد أن المقصود ليس هم الكبار فقط بل كل قيمة.. فكبير الأسرة وكبير العائلة.. وكبير القرية.. وكبير الشارع وكبير العمل كلهم هدف مستتر لهدم المجتمع ككل.. مما يعنى ضرورة تجديد الخطاب المجتمعى ليس بهدف الدفاع عن الكبار والقيمة فقط.. بل للدفاع عن كل القيم المجتمعية.
>> عندما يصبح التعليم والصحة أكبر سوق تجارى ومالى فى المجتمع فتأكد أن هناك خللا مجتمعيا يستوجب تجديد الخطاب المجتمعى عاجلا.
هذه مجرد ظواهر مجتمعية لكن الأمر أكبر ويستوجب الدراسة لأن قضية المجتمع الأساسية هى القيم المجتمعية التى أصبحت مستهدفة.. وهناك حرب خفية ضدها بهدف تحطيم المجتمع أو كسره..!!
>> الدين هو خط الدفاع الأول ولذلك كان التشكيك فى الدين.. وإثارة التساؤلات حول أسس الدين الأساسية ويكون هناك حرب حقيقية ضد الدين فالهدف هو المجتمع وتحطيم المجتمع.. حتى تكون الحرب الحقيقية ضدنا فى الداخل.
>> من يتابع الشارع المصرى يجد تغيراً كبيرا فالمقاهى مليئة عن آخرها والمساجد خالية والمدارس تشاهد هروبا جماعيا لصالح سائقى التوك توك.. فاعلم أن هناك خللا مجتمعيا حقيقيا ينذر بالخطر.. حتى الأعمال الحرفية التى تعتمد على الشباب لم تعد موجودة لأنه لا يوجد من يتدرب أو كما يقولون «بلية» لهذه المهنة.
>> التكنولوجيا الحديثة أصبحت خطرا على المجتمع بالفعل لأن كل طفل الآن لديه موبايل يتابع السوشيال ميديا بما فيها من تجاوزات ومخالفات وتحطيم للقيمة المجتمعية.. بل إنه مع زيادة التكنولوجيا والاعتماد عليها سيتم الاستغناء عن البشر.. وسيكون الإنسان المصرى عاطلا عن العمل لا يملك قوت يومه.. بسبب الاعتماد الكبير على التكنولوجيا وعلى حساب الإنسان «وهو خطر عالمى وليس خطر مصرى فقط».
>> خبراء الاجتماع مطالبون بدراسة الوضع الحالى مجتمعيا.. ووضع خطة عملية وعلمية لتجديد الخطاب المجتمعى.. من أجل مصر ومن أجل المستقبل ومن أجل المصريين الذين يستحقون الأفضل








