افتتح الكنيست الإسرائيلى دورته الشتوية الأخيرة وسط أعمال شغب وصراعات شهدتها أروقة المجلس، حيث تم طرد عدد من الأعضاء، وأُلغيّت خطابات، وشهدت الجلسة هجومًا عنيفًا بين الأعضاء، مما كشف عن تصدع كبير بين الأحزاب والمؤسسات فى الداخل الإسرائيلى.
بدأت الجلسة العامة التى عقدت بعد عطلة دامت 3 أشهر قبل انعقادها ببيانات إعلامية من قادة الأحزاب، شملت تهديدات لرئيس الوزراء بنيامين نتنياهو من قبل بعض أصدقائه ومعارضيه، من بينهم وزير الأمن القومى إيتمار بن جفير الذى هدد بالخروج من الائتلاف الحاكم.
ومع انطلاق الجلسة، قامت المعارضة بترديد هتافات وصيحات استهجان ضد رئيس الكنيست المتطرف أمير أوهانا، الذى رد على ذلك بطرد عدد من الأعضاء، ثم بدأ شخصيًا فى مهاجمة رئيس المحكمة العليا الإسرائيلية، ووصفه بـ «القاضى»، مما أثار هرجًا ومرجًا داخل القاعة.
الرئيس الإسرائيلى إسحاق هرتسوج استشاط غضبًا من أوهانا، وقرر إلغاء خطابه المعد مسبقًا، حيث وجه نقدًا حادًا ضد رئيس الجلسة، محاولًا استرضاء رئيس المحكمة العليا بعد الإهانة التى تعرض لها النظام القضائى.
لم يسلم رئيس الوزراء الإسرائيلى بنيامين نتنياهو من تلك الفوضى التى عمت الكنيست، إذ تعرض خلال خطابه، الذى خصصه للحديث عن إنهاء الحرب فى غزة، إلى صيحات استهجان ومقاطعات عدة من قبل أعضاء الكنيست المعارضين له، مما دفعه لمهاجمتهم. وزعم نتنياهو أنه لو أصغى إلى مطالب المعارضة بوقف الحرب وسحب جيش الاحتلال من قطاع غزة، لكانت الحرب قد انتهت بانتصار ساحق لحركة حماس، مؤكدًا أن قادة حماس مثل يحيى السنوار وخالد مشعل، فضلاً عن حسن نصر الله، كانوا سيظلون على قيد الحياة. وأضاف أنه لو تم تنفيذ مطالب المعارضة، لكانت إيران قد امتلكت قنبلة ذرية.
من جانبه، خصص زعيم المعارضة يائير لابيد خطابه، وفقًا للقناة الـ 13، لمهاجمة رئيس الكنيست وسياسات نتنياهو، حيث وجه عدة أسئلة للأخير، منها كيفية تمكن حزب الله من جمع آلاف الصواريخ فى عهده؟ وكيف تمكنت إيران من تجميع قوتها النووية؟ واتهمه بأنه حول إسرائيل إلى «دولة محمية» من ترامب. كما هاجم لابيد تصريحات نتنياهو بشأن وضع الاقتصاد الإسرائيلى، حيث ادعى الأخير أن الوضع الاقتصادى جيد، مشيرًا إلى تخفيضات التصنيف الائتمانى وارتفاع الأسعار فى السنوات الأخيرة، خاصة بعد الحرب التى فتحها نتنياهو على جبهات متعددة.
على صعيد منفصل، أكد رئيس الوزراء الكندى مارك كارنى، أنه سيلتزم بقرار سلفه جاستن ترودو القاضى بتنفيذ مذكرة التوقيف الصادرة عن المحكمة الجنائية الدولية بحق رئيس الوزراء «الإسرائيلى» بنيامين نتنياهو، فى حال وصوله إلى الأراضى الكندية.
وقال كارنى فى تصريح صحفى مقتضب إن حكومته «تحترم القانون الدولى ومبدأ المساءلة»، مشددا على أن كندا «ستتعامل مع مذكرة المحكمة الجنائية الدولية كما تتعامل مع أى أمر قضائى دولى ملزم». وأضاف: «سننفذ أمر الاعتقال إذا دخل نتنياهو إلى كندا، تنفيذا لالتزاماتنا الدولية».