> مدينة شرم الشيخ.. مدينة السلام.. لم تغب عنها الأضواء أبدا.. وقد تلألأت من جديد بأضواء قمة غير مسبوقة عقدت على أرضها.. قمة السلام فى الشرق الأوسط بحضور ثمانية وعشرين رئيسا وملكا ورئيساً للوزراء.. فى مؤتمر حقق نجاحا باهرا.. وسوف يكون نقطة تحول فى سلام الشرق الأوسط.. ونقطة تحول فى مسار العمل نحو إعادة الحياة إلى القضية الفلسطينية.. والسير بخطوات حثيثة تؤدى إلى قيامها بإذن الله.. وقد أوجزت الحديث عن هذا فى 25 مشهداً.
> المشهد الأول: من شرم الشيخ.. وكانت حماس قد أنهت التكهنات حول ردها على خطة ترامب: تقبل أو ترفض أو تقبل وترفض معا.. وإذا بالمفاجأة أنها تقبل ويسارع الرئيس ترامب إلى الترحيب ويسارع العالم كله إلى الترحيب وعلى رأسه مصر.. وهنا نشهد الوفد المفاوض فى شرم الشيخ وفى يوم 6 أكتوبر.. ولا تخفى هنا على أحد رمزية هذا التاريخ.. ورمزية اختيار شرم الشيخ مدينة السلام مكانا للاجتماعات.
> المشهد الثاني: فى أكاديمية الشرطة: الرئيس عبدالفتاح السيسى يعلن أن المفاوضات تسير سيرا حسنا ويبدى تفاؤله ويدعو الرئيس ترامب إلى حضور التوقيع النهائى فى شرم الشيخ.. مؤكدا أن هذه مناسبة لابد أن يحتفى بها احتفاء كبيرا.
> المشهد الثالث: من واشنطن حيث يعلن الرئيس ترامب موافقته على الحضور إلى مصر.. ويوجه الشكر إلى الرئيس عبدالفتاح السيسى على دوره وما بذلته مصر من جهود لإنهاء الحرب ويصف الرئيس بأنه شخصية رائعة.
> المشهد الرابع: فى شرم الشيخ والإعلان عن توقيع الاتفاق لوقف النار وتبادل المختطفين والجثث والأسرى الفلسطينيين.
> المشهد الخامس: فى تل أبيب ونتنياهو يعلن أن وقف النار لن يتم إلا بعد 24 ساعة من موافقة مجلس الوزراء.. وتم الاجتماع والمصادقة على الاتفاق رغم اعتراض وزراء اليمين.. وتم إعلان وقف اطلاق النار.
> المشهد السادس: فى غزة الناس خرجوا جميعا فور الإعلان عن توقيع الاتفاق للاحتفال بوقف اطلاق النار الذى لم يكن قد توقف بعد.
> المشهد السابع: من جنوب غزة.. أفواج الفلسطينيين تسارع بالعودة من الجنوب إلى الشمال حاملين أمتعتهم الشخصية.
> المشهد الثامن: من جنوب غزة سيارات نقل وركاب مصرية.. كلها تسهم فى نقل أبناء الشمال العائدين الى مدينة غزة المدمرة.. وأبناء غزة يرفعون الأعلام المصرية.
> المشهد التاسع: فى مدينة غزة المدمرة وآلاف الفلسطينيين العائدين إليها من الجنوب يعبرون عن حزنهم الشديد.. لم يجدوا منازلهم.. لم يعرفوا حتى مكانها ولا شوارعهم.. فالكل سوى بالأرض.. والدمار شامل.
> المشهد العاشر: مدينة السلام تستعد لاستقبال الوفود المشاركة فى المؤتمر.. المدينة زينت بأعلام الدول.. ولوحات الطرق تحمل صور القادة.. وخاصة صور الرئيسين السيسى وترامب.
> المشهد الحادى عشر: من طائرة الرئيس ترامب يتحدث إلى الصحفيين: الحرب انتهت فى غزة.. ويعود لتأكيد ذلك عدة مرات.
> المشهد الثانى عشر: من إسرائيل.. ترامب يجتمع بأسر رهائن أفرج عنهم من قبل.. الكلمات كلها عن ضحايا 7أكتوبر ولا حديث عن أكثر من 67 ألف شهيد.. وأكثر من مائتى ألف جريح ومعاق من أبناء غزة.
> المشهد الثالث عشر: من الكنيست.. وحديث من رئيس البرلمان ونتنياهو ولابيد رئيس المعارضة.. نتنياهو يدعى أن ترامب يؤيد حق إسرائيل فى الضفة الغربية ويكيل المديح لترامب.. ولا بيد يتخلى عن المعارضة ويدعى أنه لم تكن هناك حرب إبادة ولا حرب تجويع.
> المشهد الرابع عشر: عودة بطريقة «الفلاش باك» إلى مشاهد الدمار والضحايا.. والتجويع فى غزة وأماكن توزيع الطعام والأوانى الفارغة.
> المشهد الخامس عشر: ترامب يتحدث فى الكنيست ويكيل المديح هو الآخر لنتنياهو ويطالب رئيس إسرائيل بالعفو عنه.
> المشهد السادس عشر: الرئيس عبدالفتاح السيسى يستقبل ضيوفه فى شرم الشيخ ثم يجتمع بهم.. الرئيس يجلس فى منتصف القاعة وعلى يمينه ستارمر رئيس الوزراء البريطانى وعلى يساره الرئيس ماكرون وأمامه على اليمن واليسار باقى قادة ورؤساء الدول العربية والأوروبية والإسلامية.. مشهد يعبر عما استطاعت مصر فعله خلال أيام قليلة بجمع كل هؤلاء القادة فى شرم الشيخ.. كأنهم مجلس قيادة العالم.. أو مجلس سلام العالم.
> المشهد السابع عشر: فى مطار شرم الشيخ.. سيارة الرئيس عبدالفتاح السيسى فى طريقها إلى استقبال الرئيس ترامب الذى تحلق طائرته وعن يمينها ويسارها طائرات سلاح الجوى المصرى من طراز «اف16» أمريكية الصنع.. يعلق عليها الرئيس ترامب بعد ذلك ممتنا لهذا الاستقبال.
> المشهد الثامن عشر: ينزل الرئيس دونالد ترامب من الطائرة ويستقبله الرئيس السيسي.. ثم يصر الرئيس ترامب على أن يستقل الرئيس السيسى معه سيارة الرئاسة الأمريكية.. وعليها العلمان المصرى والأمريكي.. إشارة لا تخطئها العين عما حققته المبادرة المصرية بعقد قمة السلام فى شرم الشيخ.. مصر صانعة قرار.. تدير المبادرات.. والعالم ينصت للقاهرة.. ويستجيب لدعواتها.
> المشهد التاسع عشر: الرئيس ترامب يقف على منصة قاعة القمة تحمل عبارة بالانجليزية «السلام 2025».. يستقبل الوفود.. ويلتقط معهم الصور التذكارية.
> المشهد العشرون: المشهد الأكثر إثارة كان للرئيس محمود عباس يصافحه الرئيس ترامب.. وأبومازن ينتهز فرصة اللقاء ليتحدث إلى الرئيس الأمريكى عدة دقائق.. وبودى لو أعرف ماذا قال للرئيس ترامب وبماذا رد عليه.
> المشهد الحادى والعشرون: صورة تذكارية للوفود المشاركة فى المؤتمر.. الرئيس أردوغان يحفظ المكان على يمين ترامب للرئيس السيسى.. والرئيس ترامب يسأل عن الرئيس ماكرون.. ويكتشف أنه يجلس بعيداً عن المنصة.
> المشهد الثانى والعشرون: بدأت اجتماعات القمة للرؤساء والملوك يجلسون خلف مائدة الرئاسة.. والتى يجلس عليها فى المنتصف الرئيسان السيسى وترامب وإلى يمين الرئيس السيسى الأمير تميم وإلى يسار الرئيس ترامب الرئيس أردوغان.. يوقع الرؤساء على الاتفاق.. وعلى طريقة الرئيس ترامب يرفع الجميع الاتفاق على الصفحة التى وقعوا عليها.
> المشهد الثالث والعشرون: الرئيس ترامب يتحدث عن الرئيس عبدالفتاح السيسى ويصفه بالجنرال ويعرب عن تقديره الكبير للرئيس السيسى ويقول إن اختيار مصر لقمة السلام لم يكن مصادفة.. لأنك القائد الأنسب وبلدك رائع وأنت صديقى منذ وقت طويل.
> المشهد الرابع والعشرون: مشهد الختام الرئيس السيسى يتحدث فى كلمته ويؤكد أن من حق الشعب الفلسطينى تقرير مصيره.. وأن ينعم بالحرية والعيش فى دولته المستقلة.. ويعلن عن إهداء الرئيس ترامب قلادة النيل.. النيل الذى تحدث ترامب كثيراً عن أهميته لمصر.
> وتنتهى هذه المشاهد التى كتبتها صباح يوم الأربعاء 15 أكتوبر لظروف السفر.. إلى المشهد الخامس والعشرين: العالم كله يشيد بما حققته القمة.. ويشيد بدور مصر والرئيس السيسى فى تأكيد السلام والدفع باتجاهه.. بينما الوضع فى غزة غير مريح.. حماس تقوم بدور مشبوه.. تهاجم وتعدم جماعات تدعى أنها متعاونة مع إسرائيل.. وتهاجم جماعات لتصفية حسابات.. والخوف فى تطور الأمور إلى اقتتال داخلي.. بينما إسرائيل تخرق وقف اطلاق النار وتدعى أنها اطلقته على متسللين شكت فى أمرهم.. ومطالب إسرائيلية بعدم إدخال المساعدات إلا إذا عادت جثث الرهائن.