عشرة أيام فقط تفصلنا عن افتتاح المتحف المصرى الكبير، ذلك الحدث الأعظم الذى كان ينتظره العالم طوال 25 عاما وتحديدا منذ إرساء حجر أساس المشروع مطلع القرن الحالي. المتحف الذى يقام أمام سفح أهرامات الجيزة الخالدة يعد صرحا ثقافيا وأثريا جديدا لا يقل فخامة ولا أهمية عن جيرانه الثلاثة ، الأمر الذى جعل الكثيرين يصفون المشروع بـ»الهرم الرابع»، ليس لكونه من أحجار الصحراء، بل لأنه من روح الحضارة. حيث يحوى بين جدرانه حكايات الملوك والكهنة والجنود والفنانين، وفى قاعاته تسكن كنوزاً لم يرها العالم من قبل مجتمعة فى مكان واحد وبه تفتح مصر بوابة جديدة إلى الخلود، فى أول نوفمبر القادم لتعيد للعالم سحرها الأول وتقول إن الحضارة لا تزال تنبض من ضفاف النيل وأن مصر باتت أخيرا تمتلك متحفا يليق بتاريخها العريق بعد طول انتظار. ومنذ إعلان مصر موعد الافتتاح الرسمى للمتحف فى أول نوفمبر القادم خصصت الصحف الاجنبية والمواقع الأجنبية مساحات كبيرة تتحدث فيها عن الافتتاح المنتظر حيث سلطت صحيفة «فاينانشيال تايمز» الضوء على تصميم المتحف ، مشيرة إلى أنه سيكون أكبر متحف فى العالم مخصص لحضارة واحدة. ويضم المتحف أكثر من 100 ألف قطعة أثرية، بما فى ذلك المجموعة الكاملة لمقبرة توت عنخ آمون، بالإضافة إلى تمثال ضخم لرمسيس الثاني، وتم تمويل المشروع جزئيًا من خلال قروض يابانية، بتكلفة إجمالية بلغت 1.4 مليار دولار. فيما ذكرت صحيفة «تايمز أوف إنديا» أن المتحف يمثل بداية فصل جديد فى عرض التاريخ المصرى القديم، ويهدف المشروع إلى أن يكون وجهة ثقافية وسياحية بارزة، مما يعزز مكانة مصر الثقافية على الصعيدين الإقليمى والدولي. وأشارت صحيفة «ذا صن» ، إلى أن المتحف يتميز بتصميم معمارى يتماشى مع أهرامات الجيزة، ومن بين المعروضات، تمثال ضخم لرمسيس الثاني، ومجموعة ملكية لملكة هتيب هرس، وزورق خشبى للملك خوفو، ويهدف إلى تعزيز مكانة مصر الثقافية والسياحية. يأتى ذلك فى الوقت الذى ركزت فيه هيئة الإذاعة البريطانية “BBC” على الجانب الثقافى العالمي، وقدمت المتحف باعتباره «أكبر متحف للآثار فى العالم»، مع إبراز كيف سيعيد رسم خريطة السياحة الثقافية فى مصر، ويجعل القاهرة وجهة عالمية متميزة. الجارديان البريطانية تناولت الموضوع بروح نقدية استكشافية، إذ أشارت إلى ضخامة المشروع وتكلفته التى تجاوزت المليار دولار، وربطت بين المتحف و«القوة الناعمة» المصرية، معتبرة أن مصر تعيد توظيف تاريخها كأداة دبلوماسية. فيما ركزت «فاينانشيال تايمز» على البعد الاقتصادي، خاصة تأثير المتحف على جذب الاستثمارات والسياحة، واعتبرت افتتاحه «فرصة ذهبية» لإحياء قطاع السياحة بعد سنوات من التحديات. بينما قدمت «التليجراف» البريطانية قراءة إنسانية أكثر، حيث ركزت على «الدهشة» التى سيثيرها المتحف لدى الزوار، مع وصف معمارى تفصيلى للبناء، وصور حية لكيفية عرض كنوز توت عنخ آمون لأول مرة مجتمعة. شبكة “CNN” الأمريكية تناولت الحدث من زاوية إعلامية سريعة ومباشرة، معتبرة أن المتحف يمثل «إضافة استثنائية إلى المشهد الثقافى العالمي»، وربطت بينه وبين رغبة مصر فى جذب ملايين السياح. من جانبها غاصت «نيويورك تايمز» فى البعد التاريخي، وركزت على كيفية تعامل المتحف مع سرد «الحضارة المصرية القديمة» فى إطار عصري، وربطت بين الماضى والحاضر، وأشارت أيضا إلى التنافس بين المتاحف العالمية فى عرض الآثار المصرية، وللحديث بقية إن كان فى العمر بقية.









