على طريقة فيلم لصوص لكن ظرفاء.. حطم لص جدار أحد المساجد لنهب أموال مكتب البريد الملاصق له. لكن القدر كان له بالمرصاد وفشل في إتمام جريمته لانطلاق “جرس الإنذار” بمجرد دخوله، ليفر المتهم هارباً خشية ضبطه. وتمكنت أجهزة الأمن من تحديد هويته خلال ساعات والقبض عليه ليدفع ثمن إجرامه واستغلاله بيتاً من بيوت الله في إتمام مهمته الشيطانية. حُرِّر محضر بالواقعة وتباشر النيابة التحقيق.
مكتب البريد
اكتشفت الجريمة ببلاغ لقسم شرطة ثان الرمل بمديرية أمن الإسكندرية من (مدير أحد مكاتب البريد الكائن بدائرة القسم) بأنه حال توجهه للمكتب محل عمله فوجئ بوجود فتحة بحائط مشترك بين المكتب ومسجد ملاصق له، وفشل “الحرامي” في إتمام جريمته بسبب إطلاق “صافرة الإنذار” بمجرد الاقتراب من الخزينة المؤمنة ذاتياً.
جريمة فاشلة
انتقلت إلى مكان البلاغ قوة من رجال المباحث للفحص والتحري، وتم تحديد مرتكب الجريمة (عاطل “له معلومات جنائية” مقيم بصعيد محافظة قنا). بعد اتخاذ الإجراءات القانونية والتنسيق مع قطاع الأمن العام برئاسة اللواء محمود أبو عمرة مساعد أول الوزير، تم ضبطه بمأمورية حال تواجده بمحل إقامته، وبمواجهته أقر بأنه يتردد على شقيقته بالإسكندرية بشكل مستمر للاطمئنان عليها والإقامة معها بعض الوقت، وبتاريخ 18 الجاري اختمرت في ذهنه سرقة مكتب البريد القريب منها بأسلوب “النقب”.
جرس الإنذار
أضاف اللص المتهم في اعترافاته بأنه ظل يفكر في طريقة التنفيذ، وهداه شيطانه لاستغلال المسجد الملاصق لمكتب البريد في إتمام المهمة، وقام بالانتظار حتى انصراف المصلين، والحفر باستخدام (مطرقة حديد وإزميل “عبارة عن مسمار كبير”)، وبذلك استطاع إحداث فتحة بالحائط ودخول المكتب، إلا أنه لم يتمكن من السرقة لتشغيل صافرة الإنذار ذاتياً، ليصاب بحالة ذعر ورعب من هول الصدمة والمفاجأة التي لم تكن في الحسبان.
نقب الحائط
قال المتهم وهو يكمل قصته بأنه لم يكن أمامه حل للخروج من تلك “الورطة” سوى الإسراع بالفرار هرباً خوفاً من افتضاح أمره، تاركاً الأدوات المستخدمة في الجريمة التي ارتكبها على طريقة فيلم “لصوص لكن ظرفاء” وفشل في إتمامها، ليكون مصيره السجن والضياع بسبب حياة الاستهتار وتهوره. تم اتخاذ الإجراءات القانونية وإحالة المتهم للنيابة التي قررت حبسه أربعة أيام على ذمة التحقيقات مع مراعاة التجديد له في الميعاد لحين إحالته للمحاكمة.