مبعوثا الإدارة الأمريكية فى «تل أبيب» لبحث المرحلة الثانية من الخطة
قال الرئيس الأمريكى دونالد ترامب إن اتفاق وقف إطلاق النار فى قطاع غزة الذى تم توقيعة بشرم الشيخ لا يزال ساريًا، لكنه أضاف: «علينا أن نرى ما سيحدث» بعد حادثة رفح الفلسطينية. وأضاف ترامب: نريد أن نضمن الهدوء التام مع حماس، مشيراً إلى أنه من المحتمل أن يكون من انتهك الاتفاق وأطلق النار جنوب قطاع غزة ليسوا من حماس.
كان مسئولون فلسطينيون قد أكدوا أن الوسطاء نجحوا فى إعادة الوضع فى غزة إلى ما كان عليه فى اتفاق وقف إطلاق النار الذى دخل حيز التنفيذ، بعد توقيعه فى شرم الشيخ. وأضافوا أن المناقشات جارية لإنشاء آلية ملزمة للتعامل مع أى انتهاك مستقبلى فى غزة.
من جانبه، جدد وزير الدفاع الإسرائيلى، يسرائيل كاتس تحذيراته لحركة حماس، وقال فى تصريحات أمس، إن على كل عنصر من حماس خلف الخط الأصفر الانسحاب فوراً، مضيفاً أن قادة حماس سيتحملون المسئولية عن كل حادث، حسب تعبيره.
كان الوزير الإسرائيلى توعد فى وقت سابق أيضاً الحركة بأنها ستدفع ثمناً باهظاً. وقال فى بيان إثر عشرات الغارات التى ضربت القطاع الفلسطينى خلال اليومين الماضيين، لا سيما مدينة رفح، إن «حماس ستتعلم بالطريقة الصعبة أننا مصممون على حماية جنودنا».
كانت حماس قد نفت أى علاقة لها بالاشتباكات التى وقعت فى رفح جنوبى القطاع، وفقاً لما أكدته كتائب عز الدين القسام، الجناح العسكرى للحركة.
كانت مدينة رفح الفلسطينية، فضلاً عن جباليا «شمالاً» وغرب منطقة الزوايدة وسط القطاع، شهدت غارات وقصفاً إسرائيلياً أوقع عدة شهداء ومصابين، ما أثار مخاوف من احتمال انهيار الهدنة التى دخلت حيز التنفيذ فى العاشر من أكتوبر الحالى بعد سنتين من الحرب الدامية.
إلا أن جيش الاحتلال عاد وأعلن لاحقاً العودة إلى تطبيق اتفاق وقف إطلاق النار، محذراً فى الوقت نفسه من الاقتراب من الخط الأصفر.
لكن القصف الإسرائيلى تجدد أمس أيضاً غرب حى الشجاعية فى مدينة غزة، شمال القطاع.
فى غضون ذلك، وصل المبعوثان الأمريكيان ستيف ويتكوف وجاريد كوشنر إلى تل أبيب، بهدف بدء مناقشة المرحلة الثانية من اتفاق غزة التى طرحها ترامب الشهر الماضى.
نصت المرحلة الثانية من خطة «السلام»، على عدة نقاط أبرزها إدخال المساعدات الإنسانية إلى غزة، فضلا عن إعادة إعمار القطاع الفلسطينى المدمر، ونزع سلاح حماس والفصائل المسلحة الأخرى، فضلاً عن تشكيل حكومة تكنوقراط فلسطينية تدير السلطة فى غزة، ولم يحدد ترامب جدولاً زمنياً بما يتعلق بمسألة نزع سلاح حماس، وهو شرط تتمسك به إسرائيل من أجل وقف الحرب نهائياً. إلا أنه حذرمن أن أى مماطلة من قبل الحركة أو تمنع فى تسليم السلاح سيرد عليه بالقوة.
كما أن تشكيل حكومة فلسطينية بإشراف دولى من أجل إدارة القطاع لا تزال مدار بحث، حيث يتوقع أن يعقد لقاء فى القاهرة خلال الأيام المقبلة بين عدة فصائل فلسطينية.
كانت حماس قد أعلنت سابقاً أنها مستعدة للتخلى عن إدارة غزة والحكم فيها، لكنها شددت على أن قضية السلاح، مسألة داخلية ووطنية تناقش على مستوى الداخل الفلسطينى.
من جانبه، وصف جاريد كوشنر، حال القطاع، قائلاً: «وكأن قنبلة نووية انفجرت هناك»، فى إشارة إلى حجم الدمار الهائل، مضيفاً: «بدأ الأمر كما لو أن قنبلة نووية فُجّرت فى تلك المنطقة، ثم رأيت الناس يعودون أدراجهم.. فسألتُ الجيش الإسرائيلى: إلى أين يذهبون؟.. فقالوا لى إنهم يعودون إلى المناطق التى كانت فيها منازلهم المدمرة، إلى أرضهم، لينصبوا خيمة فوق الأنقاض».
كما أكد مستشار ترامب الخاص أن المشهد كان محزناً للغاية، لا سيما أن كل شىء كان مدمراً. وأضاف: «إنه لأمر محزن للغاية، لأنك تفكر فى نفسك وتقول ليس لديهم أى مكان آخر يذهبون إليه».، رغم ذلك رفض كوشنر الإقرار بإن ما حصل فى غزة كان إبادة جماعية.
من ناحية أخرى، شهدت مدينة طولكرم فى الضفة الغربية أمس، انتشاراً مكثفاً لآليات الاحتلال الإسرائيلى وفرق المشاة، تحديداً فى محيط شارع مستشفى الشهيد ثابت ثابت الحكومى.
أفادت وكالة الأنباء الفلسطينية «وفا» بأن قوات الاحتلال أغلقت الشارع، وأعاقت حركة تنقل المركبات والمواطنين، فى الوقت الذى داهمت مبنى العدوية التجارى فى المنطقة، واعتلت سطحه، فيما أوقفت عددا من المواطنين، وأخضعتهم للاستجواب الميدانى، دون أن يبلغ عن أى اعتقالات.
فى محافظة الخليل، واصلت سلطات الاحتلال الإسرائيلى، سياسة الاستيلاء على أراضى المواطنين، من خلال أعمال تجريف ومنع المزارعين من الوصول إلى أراضيهم، بالتزامن مع اعتداءات متواصلة من قبل المستوطنين فى مناطق متفرقة.
أفاد الناشط الإعلامى فى بلدة بيت أمر شمال الخليل، محمد عياد عوض، ان جرافات الاحتلال، قامت أمس بتجريف أراضٍ مزروعة بأشجار العنب قرب البؤرة الاستيطانية «بيت البركة» المحاذى لمخيم العروب، فيما منعت قوات الاحتلال أصحاب الأراضى من الاقتراب من المنطقة.