اليمين المتطرف يستغل الحادث.. والشرطة تبحث عن اللصوص
يبدو أن المتاحف فى فرنسا تواجه أزمة أمنية كبيرة وأصبحت هدفا للمجموعات الإجرامية لما تحويه من كنوز فنية، وذلك بعد واقعة السرقة التى حدثت أمس الأول فى متحف اللوفر بالعاصمة باريس، خاصة أنها ليست الواقعة الأولى هذا العام حيث تعرضت متاحف فرنسية فى الآونة الأخيرة لعمليات سرقة وسطو مما يسلط الضوء على عيوب محتملة فى أنظمة الحماية والمراقبة.
وأعادت العملية، وهى السرقة الأولى فى اللوفر منذ عام 1998، فتح النقاش فى فرنسا بشأن أمن المتاحف لكونها تحظى بإجراءات حماية أقل من مؤسسات أخرى مثل المصارف.
فى منتصف سبتمبر الماضي، سرقت عينات من الذهب من المتحف الوطنى للتاريخ الطبيعى فى باريس الذى قدر قيمتها بنحو 600 ألف يورو.وفى الشهر ذاته، تعرض متحف فى ليموج وسط فرنسا، وهو أحد المتاحف الرائدة فى مجال الخزف، للسرقة، وقدرت الخسارة بنحو 6.5 ملايين يورو.
من جانبه، اعتبر الرئيس الفرنسى إيمانويل ماكرون، أن السرقة «اعتداء على التراث والتاريخ الفرنسي»، متعهدًا باسترجاع المسروقات وتقديم الجناة إلى العدالة، وأشار إلى أن مشروع «نهضة اللوفر الجديدة»، الذى تم إطلاقه فى يناير الماضي، يتضمن تعزيزًا للإجراءات الأمنية، وسيكون الضامن للحفاظ على ما «يشكّل ذاكرتنا وثقافتنا».
وعندما سئل وزير الداخلية الفرنسى عن خلل محتمل فى نظام المراقبة فى اللوفر، أشار إلى أن أمن المتاحف «هش»، وقال «نعلم جيدا أن هناك ضعفا كبيرا فى المتاحف الفرنسية»، مذكرا أن «خطة أمنية» أطلقتها مؤخرا وزارة الثقافة «لم تستثن اللوفر».
وأوضحت وزارة الثقافة أن أجهزة الإنذار على النافذة الخارجية لقاعة أبولون فضلا عن الواجهتين اللتين تحظيان بحماية عالية انطلقت بالتزامن عند وقوع العملية.
من جانبه، قال وزير العدل الفرنسى جيرالد دارمانان أمس إن عملية السرقة أعطت صورة «مؤسفة» عن فرنسا لأنها تظهر فشل الأجهزة الأمنية.وأوضح فى مقابلة مع إذاعة فرانس إنتر الفرنسية «هناك الكثير من المتاحف فى باريس، والكثير من المتاحف فى فرنسا، ومقتنياتها لا تقدر بثمن».وتابع: «الأمر المؤكد هو أننا فشلنا»، وشدد على أن الشرطة ستلقى القبض على المتورطين فى نهاية المطاف.
وأثارت السرقة ردود فعل فى فرنسا التى تواجه أزمة سياسية منذ أشهر، حيث استغل الحادثة زعيم اليمين المتطرف جوردان بارديلا لمهاجمة الرئيس إيمانويل ماكرون، الذى يواجه برلمانًا منقسمًا، حيث قال بارديلا: «هذه إهانة لا تحتمل. إلى متى سيستمر انهيار الدولة؟».
بينما قال زعيم مجموعة حزب الجمهوريين اليمينى فى الجمعية الوطنية لوران فوكييه: «فرنسا نُهبت. علينا حماية أثمن ما لدينا: تاريخنا».
يذكر أن متحف اللوفر يضم 35 ألف عمل فنى على مساحة 73 ألف متر مربع، ويستقبل سنويا نحو 9 ملايين زائر.
كان قد انتشر على منصات التواصل الاجتماعى مقطع فيديو لعملية السرقة التى هزت متحف اللوفر، وتبحث الشرطة الفرنسية عن 4 لصوص سرقوا حُلى «لا تقدر بثمن» من المتحف الأكبر والأشهر فى العالم، بعملية تحمل بصمة جماعات الجريمة المنظمة ووقعت فى وضح النهار.
ووقعت السرقة صباح الأحد الماضى بواسطة شاحنة مجهزة برافعة، ركنت فى جهة رصيف نهر السين، وصعد اللصوص بواسطة الرافعة إلى مستوى نافذة الطابق الأول وحطموها بجهاز قص محمول، ثم دخلوا إلى قاعة أبولون التى تضم مجوهرات التاج الفرنسى وهشموا واجهتين تحظيان بحماية عالية كانت الحُلى فيهما.
وقالت المدعية العامة للجمهورية الفرنسية فى باريس لور بيكو إن الرجال الأربعة كانوا «ملثمين» وفروا على درجات نارية والبحث جار عنهم.