الاستقرار رؤية قائد واستثمار فى القدرة الشاملة
لم تأت حالة الأمن والأمان والاستقرار غير المسبوقة فى مصر من فراغ، لم تحدث صدفة بل جاءت وفق رؤية وإرادة، ووعى، والأمن هو أعلى وأهم النعم، التى تنطلق منها قوة وقدرة الدولة، وتمكنها من تحقيق الأهداف والغايات والتقدم، وتحتاج إلى تضحيات وإرادة، فمن ينظر إلى حالة الأمن والاستقرار فى مصر قبل تولى الرئيس عبدالفتاح السيسى أمانة المسئولية الوطنية فى قيادة الأمة المصرية العظيمة تأخذه حالة الدهشة والتعجب والانبهار فكيف تحول حال هذه الدولة التى كان الخوف والفوضى والإرهاب فى ربوعها، وكيف يمكن لدولة تعيش مثل هذا المناخ أن تتقدم وتعبر إلى المستقبل، الحقيقة أن وراء هذا التحول من الخوف والفوضى والإرهاب إلى أعلى مراتب الأمن والأمان والاستقرار فكرًا ورؤية وإرادة وتضحيات يمكن أن نلخصها فى عبارة واحدة وهى «الاستثمار فى بناء القدرة» التى تمكن الدولة من استعادة الهيبة، وسلطة القانون، وردع كل من تسول له نفسه الخروج عليه، وبناء الدولة الوطنية القوية القادرة، التى تستطيع أن تهيىء سبل الحياة الكريمة والآمنة لشعبها، دولة وطنية لا تسمح بوجود كيانات موازية أو جماعات أو ميليشيات ولكنها هى منفردة من تسيطر وتوفر الأمن والأمان للمواطن، والوطن فى ذات الوقت، فهذا الاستثمار فى القدرة لم يكن عملاً متواضعًا، بل كان ومازال عظيمًا وهو أعظم مشروعات الدولة المصرية فى الـ12 سنة الأخيرة.
لم يأت مناخ الأمن والاستقرار الذى نعيشه صدفة ولكن نتاج رؤية شاملة ومعركة حسمتها الدولة المصرية عندما خاضت حربًا مقدسة ضد الفوضى والإرهاب الذى حاول إسقاط الدولة لكنها انتهت بنصر مبين وكاسح فباتت سيناء وكل ربوع البلاد لا صوت يعلو فيها على صوت الدولة الوطنية ومؤسساتها، دولة القانون والعدل، دولة ذات هيبة، كل ما فيها يعرف حقوقه وواجباته، لكنها لم تتحقق مجانًا بل قدمت مصر العظيمة أكثر من 3 آلاف شهيد وأكثر من 12 ألف مصاب سقطوا فى معركة الإرهاب، وتكلفة وصلت إلى 100 مليار جنيه.
لم تكن كلمات الإشادة والثناء والإعجاب التى اطلقها الرئيس الأمريكى دونالد ترامب تزامنًا مع قمة شرم الشيخ للسلام عن قوة الأمن والأمان والاستقرار الذى تعيشه مصر، وأنها دولة قوية، وما شهدته القمة من تأمين محترف على أعلى درجات ابهرت زعماء العالم مجاملة بل واقع تمناه ترامب فى بلاده، وشهادته لم تأت من فراغ بل هى جل الحقيقة، فما تعيشه مصر من أمن وأمان واستقرار وطن ومواطن هو حصاد لرؤية وإرادة، واستثمار فى القدرة التى هى أهم مقومات النجاح والانجاز، وتحقيق آمال وتطلعات الدولة والشعب وحماية التقدم فى إقليم شديد الاضطرابات، وحدود ملتهبة من جميع الاتجاهات وحملات شرسة ومتواصلة لمحاولات تزييف وعى المصريين، وتحريضهم لكن رغم هذه التحديات والتهديدات فإن مصر تتمتع بأمن وأمان واستقرار شامل، لكن لماذا تعيش مصر هذه الحالة المثالية للأمن بل باتت ملاذًا للباحثين عن الأمان هناك أسباب كثيرة لكن أبرزها كالتالى:
أولاً: وجود الرؤية والإرادة والإصرار على استعادة الأمن والاستقرار والقضاء على جميع مظاهر الفوضى واستعادة هيبة الدولة، والقضاء على الإرهاب والاستثمار فى بناء الدولة الوطنية ومؤسساتها فهى المنوطة بتحقيق الحماية والأمن للوطن، وتوفير الأمان للمواطن، الجيش المصرى العظيم والشرطة الوطنية، جناحا الأمن والأمان والاستقرار فى مصر، رجال شرفاء أشداء على أعلى درجات الاحترافية والكفاءة أخذوا بأسباب التطور والتكنولوجيا، والتأهيل والتدريب والعلم فهما قلعتان وطنيتان، لذلك أتت رؤية الرئيس السيسى ثمارها، عندما قرر تطوير وتحديث الجيش المصرى العظيم وتزويده بأحدث منظومات التسليح فى جميع التخصصات، إضافة إلى مواكبة العلم والتطور العالمى، فأصبح الجيش المصرى هو جيش دولة عظمى، وهو الأقوى فى الشرق الأوسط ومن الأقوى فى العالم، لذلك ورغم التحديات والمتغيرات الجيوسياسية، والحدود المشتعلة فى كافة الاتجاهات الإستراتيجية والنيران المشتعلة فى الجوار، إلا أن مصر لم تمسسها نيران الفوضى والاضطرابات والاقتتال الأهلى ولم تفلح معها المخططات والمؤامرات لأن لها جيشًا وطنيًا قويًا لا تجرؤ أى قوة على فرض أمر واقع أو الاقتراب من الأرض والحدود أو تجاوز الخطوط الحمراء، كما أن مصر كما قال الرئيس السيسى باتت تتملك القدرة الشاملة، السياسية والاقتصادية والعسكرية والأمنية والمجتمعية لإنفاذ إرادتها وتحقيق أهدافها، نحن أمام فكر منظم ورؤى استباقية.
أيضا إذا كان الجيش المصرى العظيم يؤمن ويحمى الوطن بكفاءة وجاهزية وباحترافية فإن مصر لديها شرطة وطنية محترفة، تمتلك قدرات عظيمة على تحقيق الأمن والأمان والاستقرار للجبهة الداخلية، واستباق طيور الظلام التى تحاول العبث فى أمن مصر وشعبها، قدرات هائلة على مكافحة وكشف الجريمة، وفرض الأمن والأمان دون ضجيج وصخب، إنه الأمن الهادى والواثق بفكر خلاق، رغم التطور الهائل فى الجريمة وعبورها للحدود إلا أن يقظة رجال الشرطة تجهض بشكل استباقى كل محاولات العبث والنفاذ، من خلال احترافية ومعلومات ويقظة، وقدرات تكنولوجية هائلة، وتدريب وتأهيل فى أكاديمية باتت هى الأفضل فى الشرق الأوسط ومن الأفضل فى العالم وتعامل إنسانى مع المواطن، تحترم حقوقه، بل تمد له العون، والمساعدة والدعم الشامل الأمر المهم أيضا أن مصر تمتلك أجهزة معلومات وطنية على أعلى درجة من الاحترافية والكفاءة باتت من الأفضل فى العالم، تعرف المعلومات والمخططات والمؤامرات وتفاصيلها وهى مازالت فى عقل أصحابها وأطرافها بل تساهم فى انقاذ دول صديقة وشقيقة من العبث، والتآمر، والإرهاب والخلايا النائمة جهاز وطنى محترف يمتلك من الخبرات والامكانيات والقدرات ما يجعله من الأفضل والأقوى فى العالم، فى حروب المعلومات، تقرر مصير الأوطان لذلك فإن مصر فى أمن وأمان واستقرار بفضل عيون الصقور المصرية، أبطال المخابرات العامة.
ثانيًا: الأمن والأمان والاستقرار هو مسئولية الجميع دولة وشعبًا، والحقيقة والإنصاف يؤكدان أن المصريين كانوا ومازالوا هم ضمان الأمان لهذا الوطن، وعى حقيقى واصطفاف خلف قيادتهم الوطنية التى تصفهم دائمًا بأن الشعب هو البطل وهو سر النجاح والانجاز والاستقرار والتقدم وعبور الأزمات بوعيه وفهمه ودحره لمحاولات تزييف الوعى والتحريض والتشكيك والتشويه.
ثالثًا: حكمة القيادة ورؤيتها وإرادتها فى تحويل مصر إلى واحة الأمن والاستقرار واستثمارها فى بناء القدرة الشاملة، وتبنيها لمشروع الدولة الوطنية دولة العدل والمساواة والقوة والقدرة.