مبروك المغرب الشقيق فوز منتخبها المستحق بكأس العالم للشباب في كأول منتخب عربي وثاني منتخب أفريقي يحقق هذا الإنجاز العالمي.
هذا الإنجاز لم يأت من فراغ وإنما جاء نتيجة تخطيط علمي تبنته الدولة المغربية للنهوض بالكرة علي مختلف الأصعدة بداية من النهوض بالبنية التحتية الرياضية مرورا بأكاديميات الكرة ووصولا للمنتخبات الوطنية في كافة المراحل السنية وذلك تحت إشراف إتحاد كرة وطني بقيادة فوزي لقجع الذي فجر ثورة كروية كبري في بلاده.
وكانت نتيجة هذا التخطيط أن حقق المنتخب المغربي الاول المركز الرابع في المونديال القطري الأخير كأول منتخب عربي وأفريقي يحقق هذا الإنجاز وتبعها فوز منتخب الشباب بالمونديال.
لم تتوقف إنجازات الكرة المغربية عند الفوز بالألقاب والبطولات وإنما تعدته إلي الفوز بتنظيم البطولات العالمية وعلي رأسها كأس العالم بعدما فازت بالتنظيم المشترك مع إسبانيا والبرتغال عام 2030 وسبق للمغرب تنظيم مونديال الأندية.
أما نحن هنا فقد اكتفينا بالتأهل لكأس العالم واعتبرناه إنجازا وأقمنا له الأفراح والليالي الملاح ..لأن القائمين علي الرياضة والكرة المصرية علي مدار العقود الماضية لم يخططوا جيدا للكرة المصرية باستثناء بعض المبادرات الفردية أيام فترة تولي اللواء الدهشوري حرب رئاسة إتحاد الكرة أوائل الألفية الثالثة وهي التي أنتجت منتخب الشباب ثالث العالم 2001 ومنتخب حسن شحاتة2003 والذي صادفه سوء حظ كبير وخرج من دور الــ 16 وكان هذان المنتخبان هما أساس المنتخب الوطني الأول الذي فاز بكأس الأمم ثلاث مرات متتالية أعوام2006 و2008 و2010 تحت قيادة المعلم حسن شحاتة شفاه الله وعافاه.
لكن للأسف تراجعت الكرة المصرية بعد ذلك وخرج المنتخب من التصفيات كأس الأمم ثلاث مرات متتالية في رقم سلبي تاريخي.
وقاد جيل محمد صلاح وتريزيجيه وعبد الله السعيد ومحمد النني وأحمد حجازي المنتخب للتأهل لمونديال روسيا 2018 ولكن الفريق بسبب غياب التخطيط خرج من الدور الأول بثلاثة هزائم متتالية منها هزيمة غريبة من المنتخب السعودي الشقيق.
وللأسف الشديد فإن الكرة المصرية لم تحقق الاستفادة المنتظرة ولم تشهد التخطيط المتوقع رغم عودة المهندس هاني أبوريدة لقيادة إتحاد الكرة واستمراره في عضوية المكتب التنفيذي للإتحادين الأفريقي والدولي وهي نفس مناصب صديقه المغربي فوزي لقجع.
وإذا كان البعض سيقول وماذا تنتظر من أبوريدة بعد تأهل المنتخب للمونديال في ولايتيه الأولي والثانية؟!!
والرد ببساطة أن تأهل المنتخب للمونديال يجب أن يكون طبيعيا ولا يعد إنجازا في حتي مع النظام السابق بتأهل خمسة منتخبات فقط ..فما بالك والنظام الجديد يسمح بتأهل 9 منتخبات مع فرصة تأهل منتخب عاشرمن خلال ملحق عالمي؟!!!
ياسادة ..مصر دولة كبيرة ورائدة في الرياضة وكرة القدم ..وكانت أول دولة أفريقية وآسيوية وعربية تلعب في المونديال عندما شاركت في 1934 بإيطاليا ..ومع ذلك فهي تأتي بعد المغرب والسعودية وتونس والجزائر في عدد مرات التأهل للمونديال.
ولم تنجح في تنظيم المونديال وسبقتنا قطر والمغرب والسعودية ..ولم يبق أمامنا سوي تنظيم أوليمبياد2036 إذا أردنا أن نسبق الجميع وتعود ريادتها العربية والأفريقية مرة أخري.
أرجو أن يراجع كل من الدكتور أشرف صبحي وزير الشباب والرياضة والمهندس هاني أبوريدة الأمور وإنقاذ ما يمكن إنقاذه فيما تبقي لهما من وقت في موقع المسئولية والبدء في وضع خطط وبرامج حقيقية لإجراء تطوير حقيقي للرياضة وكرة القدم المصرية لتتبوء مكانتها العالمية خاصة أن الدولة لا تتدخر جهدا في تطوير البنية الأساسية في كل المجالات والقطاعات من بينها المجال الرياضي .