من العدل أن يعترف الجميع بأن فريق بيراميدز ليس خدعة كروية بل ولد عملاقا بجناحى التفوق بعد أثبت ذلك عمليا ومنح القائمين على شئون الكرة المصرية دروساً مجانية فى علم الاستثمار الرياضى الذى يخشى منه المتخلفون عن الركب الكروى عندنا رغم ما يفعله هذا الاستثمار من تقدم رياضى خاصة كروى فى العالم أجمع !
فيكفى أن يعلم مثل هولاء أن الأندية الإنجليزية التى تطل علينا حاليا بأقوى دورى فى العالم 13 منها يمتلكه أجانب فيما هناك 3 أندية فقط يمتلكها الإنجليز ولم تتغير انتماءات الجماهير واللاعبين ولا حتى المسئولين لأن الجميع يدرك تماماً أن الاستثمار الحقيقى يعانقه التسويق من شأنه أن يحقق نجاحا باهراً فى عالم يعرف كلمة السر فى العالم والذى يكمن فى أن الرياضة تحولت إلى صناعة من ثلاثة عقود تقريباً ونحن لا نزال نائمين فى العسل !!
فالتفوق الذى حققه فريق بيراميدز هذا الموسم بالسيطرة على القارة الأفريقية واعتلاء قمتها بتحقيقه الفوز ببطولة الأندية الأبطال وأعقبها بالفوز بالسوبر الافريقي على حساب فريق نهضة بركان المغربى يؤكد أن هذا الفريق ولد عملاقا وقدم للكرة المصرية أول إنجاز كروى بنكهة الاستثمار يستحق معه أن نرفع القبعة للقائمين عليه بدلا من التقليل من حجم هذا الإنجاز الذى تفوق على قطبى الكرة المصرية.
فلا أحد يستطيع أن ينكر التاريخ التليد للأهلى والزمالك وإنجازاتهما الكبيرة على كل الساحات .
لكن فى نفس الوقت لابد أن نعترف بأن التاريخ وحده لا يحافظ على استمرارية التفوق مثلما هو الحال بالنسبة للحضارات التى ترمى برسوخها فى الأرض لكنها لابد أن تواكب التطور المتلاحق حتى تستطيع أن تحافظ على تاريخها العظيم .
وبالتالى على كل المسئولين عن الرياضة المصرية بداية من وزارة الشباب والرياضة ومروراً باللجنة الأولمبية والأندية والاتحادات أن يدرسوا جيداً قصة نجاح فريق بيراميدز الكروى ويغوصون فى أسلوب العمل الإدارى الذى انتهجه القائمون عليه والذى احتضن العمل الفنى فكان الاستقرار هو عنوان النجاح للنادى المصرى الذى لم يمر عليه عقد من الزمن بعد تحوله لهذا الشكل الاستثمارى الذى يواكب ويتماشى مع العمل فى الأندية المحترفة بالدول المتقدمة كرويا .
إن التقليل من شأن الإنجازات التى حققها فريق بيراميدز فى وقت قصير لن يرفع قامة الآخرين أو يزيدهم بهاء بل قد يوقف عجلة تقدمهم إلا إذا قاموا بالإستفادة من تلك التجربة ومنحها حقها ودراستها بأسلوب ينتمى إلى علم التنظيم والإدارة وهذا ما يهمنا حتى تسير الكرة المصرية فى الطريق الصحيح بعيدا عن لغة الهواية والعشوائية وغياب الأستثمار الحقيقى ومعه مفرداته من التسويق وغيره .
مبروك الإنجاز الجديد لفريق بيراميدز الذى نتمنى له المزيد الذى نرى معه استثمارا جديداً للأندية المصرية يليق بتاريخها ولا يقلل من استقلاليتها وانتماءاتها .
والله من وراء القصد .