أكد السفير أندريه باكلانوف، نائب رئيس اللجنة الروسية لمنظمة تضامن شعوب آسيا وأفريقيا، أن مصر تواصل أداء دورها المحوري في استعادة الاستقرار والسلام في منطقة الشرق الأوسط، مشيدًا بجهودها المتواصلة في دعم مسار التسوية السياسية ووقف إطلاق النار في غزة، إلى جانب الدور الروسي في هذا الملف.
وأشار «باكلانوف» خلال مؤتمر صحفي عقدته سفارة روسيا بالقاهرة، إلى أن موسكو استضافت خلال العامين الماضيين مجموعات من حركة «حماس» ضمن جهود الوساطة لوقف إطلاق النار، مؤكدًا أن الدورين المصري والروسي في دعم القضية الفلسطينية ممتدان منذ تأسيس حركة التحرير الفلسطينية بقيادة ياسر عرفات، مرورًا بمساهماتهما في اتفاقات أوسلو ومدريد خلال تسعينيات القرن الماضي، وصولًا إلى الجهود الحالية الرامية إلى تحقيق سلام عادل وشامل في المنطقة.
وأوضح نائب رئيس اللجنة الروسية أن استقرار الشرق الأوسط يمثل مصلحة استراتيجية لروسيا لما يتمتع به من أهمية جغرافية واقتصادية، مؤكدًا رغبة بلاده في تعزيز التعاون مع دول المنطقة في مجالات التجارة والصناعة والتكنولوجيا.
وأضاف أن زيارته إلى القاهرة تهدف إلى تنشيط عمل منظمة تضامن الشعوب الأفريقية والآسيوية، التي لعبت تاريخيًا دورًا مهمًا في دعم حركات التحرر الوطني ومناهضة الاستعمار، لافتًا إلى أنه تم الاتفاق على عقد المؤتمر المقبل للمنظمة في بغداد خلال أبريل 2026.
وكشف «باكلانوف» عن مبادرة روسية لإنشاء مركز إعلامي عابر للحدود بين الدول الآسيوية والأفريقية، يكون مقره الرئيسي في موسكو، مع إنشاء مراكز فرعية في عدد من الدول الأعضاء، بينها مصر، بهدف تبادل المعلومات وتطوير أدوات التواصل الإعلامي والتكنولوجي بين الشعوب.
كما أشار إلى زيارة مرتقبة لوفد روسي إلى البحرين لبحث إنشاء مركز إعلامي للمنظمة هناك، موضحًا أن هذه المراكز ستسهم في تعزيز الدراسات الخاصة بتطبيقات الذكاء الاصطناعي في مجالات الهندسة والدبلوماسية والتعليم، إلى جانب تنشيط التعاون السياحي بين الدول الأعضاء.
وأكد «باكلانوف» أن المركز الإعلامي المزمع إنشاؤه سيساهم في دعم السياحة والتعليم، مشيرًا إلى تجربة سلطنة عمان التي شهدت زيادة في عدد السياح الروس بنسبة 30% خلال ستة أشهر بعد تنفيذ مشروع لتصميم 50 نموذجًا للآثار العمانية.
وشدد الدبلوماسي الروسي على أهمية إعادة تفعيل منظمة تضامن الشعوب الأفريقية والآسيوية لما تمثله من منصة فاعلة لتبادل الخبرات وتعزيز التعاون بين الدول، مؤكدًا أن مصر وروسيا كانتا في طليعة الداعمين لحركات الاستقلال في آسيا وأفريقيا وأمريكا اللاتينية خلال خمسينيات وستينيات القرن الماضي.
ورداً على سؤال حول غياب روسيا عن مؤتمر شرم الشيخ للسلام مؤخرًا، أوضح «باكلانوف» أن موسكو ليست في صراع مع الولايات المتحدة، بل تسعى إلى تحقيق السلام ووقف إطلاق النار بما يضمن حياة كريمة للشعب الفلسطيني، مشيدًا بالجهود المصرية البارزة في هذا الإطار.
وأشار إلى أن خطة السلام المعروفة باسم «صفقة ترامب» تحقق منها العنصر الأول المتمثل في وقف إطلاق النار، مؤكدًا أهمية استكمال المسار عبر الانسحاب الإسرائيلي من غزة والبدء في مفاوضات حول مستقبل الدولة الفلسطينية.
واختتم «باكلانوف» بالتأكيد على أن روسيا كانت من أوائل الدول التي طرحت مبادرة لإقامة الدولة الفلسطينية خلال الفترة من 1993 إلى 1996، بمشاركة الولايات المتحدة ومصر والنرويج وإسرائيل ومنظمة التحرير الفلسطينية، وهي الجهود التي أثمرت عن اتفاقيتي أوسلو 1 وأوسلو 2.