المخاطر لن تنتهى.. واستهداف الدولة لايتوقف
رهانى دائمًا على الناس
الحرب ليست بالسلاح فقط.. بل بالمعرفة والوعى والعلم والإرادة والتحمل
نحن فى حرب لتغيير واقعنا وأحوالنا إلى الأفضل
أكد السيد الرئيس عبدالفتاح السيسى، أن ما مرت به مصر خلال عام 2011 كان شكلاً من أشكال الحرب، مشيرًا إلى أن كل المؤشرات فى ذلك الوقت كانت تنذر بانزلاق البلاد إلى حرب أهلية لكن إرادة الله حالت دون اندلاع هذه الحرب، وأنقذت مصر من مصير واجهته دول أخرى فى المنطقة ولم تنجُ منه. مؤكدا أن ما حدث فى 2011 كان اختبارًا قاسيًا مر به الشعب المصري، لكن العناية الإلهية حفظت الدولة ومنحتها القدرة على الصمود وأن كثيرًا من التفاصيل لا يدركها الناس بسبب كثرة الأحداث وتشابكها.
قال الرئيس – خلال الندوة التثقيفية الـ 42، والتى نظمتها القوات المسلحة؛ بمناسبة الذكرى الـ 52 لانتصارات حرب أكتوبر المجيدة – إن الفضل أولاً وأخيرًا فى نجاة مصر يعود لله سبحانه وتعالي، وأن دعم الله وستره كان السبب فى تجاوز تلك المرحلة الحساسة، مشددًا على ضرورة تذكر ذلك وعدم نسب الفضل لأى شخص بعينه.
أضاف: «محدش يقدر يقف ضد إرادة ربنا».
كما تطرق الرئيس السيسى إلى حرب أكتوبر، مبينًا أن النصر فيها أيضًا جاء رغم قلة الإمكانيات وكثرة الشكوك، لكن «يد الله كانت معانا»، مؤكدًا أن تاريخ مصر الحديث مليء بلحظات كان فيها التدخل الإلهى سببًا فى النجاة والاستقرار.
أكد الرئيس أن مصر بعد أحداث 2011 استمرت فى محاربة الإرهاب و- بفضل الله – نجحت وانتصرت عليه، مشيرا إلى أن هناك دولا أخرى استمرت عشرات السنين تحارب الإرهاب ولم تنجح.
وقال: إن تكلفة عشر سنوات من الحرب على الإرهاب بلغت 100 مليار جنيه للقوات المسلحة فقط، غير الشهداء من الجيش والشرطة والقضاء وأبناء الشعب، لافتا إلى أن تكلفة الفترة بين «2011 و2013» والأحداث التى حدثت فى مصر وتأثيرها على الاقتصاد بلغت 450 مليار دولار، وهى أرقام ضخمة جدا وتداعياتها وتأثيرها مستمرة معنا لفترة طويلة ويمكن لسنوات.
أضاف الرئيس: أن هذه المرحلة مرت بفضل الله سبحانه وتعالي، مشيرا إلى أن الأحداث منذ جائحة كورونا وخلال الـ 5 سنوات الماضية كانت تشير إلى أن الأمور كانت ستستمر هكذا، لكن الأمور مرت علينا بخير وسلام.
قال الرئيس خلال كلمته أن شهر أكتوبر يحمل دائماً أياماً طيبة لمصر، مشيراً إلى أنه شهر الإنجازات الكبرى من نصر أكتوبر المجيد إلى النجاحات الدبلوماسية والسياسية التى تحققت مؤخراً..قائلا: «إن شهر أكتوبر الحالى كان له طعم مختلف إذ تمكنت مصر من وقف الحرب فى قطاع غزة بعد جهود مكثفة فى شرم الشيخ».
أضاف أن الهدف لمصر لم يتغير منذ اللحظة الأولي «من أول يوم كان هدفنا إدخال المساعدات ووقف القتال وإطلاق سراح الرهائن الإسرائيليين والأسرى الفلسطينيين».. مشددا على أن التحرك المصرى كان دائماً من منطلق إنسانى ومسئول تجاه الشعب الفلسطينى وتجاه استقرار المنطقة.
ولفت الرئيس السيسى أن سياسة مصر الثابتة هى العمل من أجل أمن واستقرار البلاد وجوارها، قائلاً: «هدفنا الدائم أن تكون بلادنا والمنطقة كلها فى أمن واستقرار».. معربا عن سعادته بطاقة الدعم والتماسك التى يشعر بها الشعب المصرى فى هذه الفترة.
أكد الرئيس أن مصر ستكون من المبادرين بلا أى تزايد فى إعمار غزة، وستتحرك فى هذا مع مؤسسات المجتمع المدنى والمنظمات المختلفة والدولة بالكامل بشكل يعكس المسئولية والتقدير والمحبة لأهلنا فى قطاع غزة.
وقال الرئيس تألمنا جميعا من خسائر الحرب فى غزة من قتلى وجرحي، ونحن نحاول بقدر الإمكان أن نوقف ما يحدث ونساعد الناس داخل غزة».
وأكد أن مصر لم تقصر يومًا اتجاه القضية الفلسطينية، ولم تتوقف عن دعم الشعب الفلسطينى فى قطاع غزة، وبذلت جهودا كبيرة لوقف الحرب، متسائلا: «هل كان المطلوب من مصر أن تحارب مثلا.. وأن تضع مقدرات 110 ملايين مواطن و10 ملايين ضيف ومستقبل الدولة وشبابها فى خطر، من أجل وجهة نظر موجودة؟».
وقال الرئيس: «من الأشياء الجميلة التى حدثت هذا الشهر أنه على مدى عشرات السنين لم تكن للدول العربية والإفريقية فرصة تولى مسئولية أو قيادة اليونسكو، ولكن بفضل الله نجحت مصر فى الحصول على منصب مدير عام اليونسكو، ونهنئ الدكتور خالد العناني» مؤكدا دعمه له فى تلك المهمة».
تابع الرئيس: «أمر آخر حدث هذا الشهر وهو أن تكون مصر عضوا فى المجلس الدولى لحقوق الإنسان وهو أمر أهنئ مصر وشعبها على تولينا لهذا المنصب، وهناك منصب أخر نتمنى أن نفوز به ومؤسسات الدولة تعمل عليه وهو (الإيكاو) وأتمنى أن نوفق فى هذا الأمر ونصل إلى هذا المنصب».
أشار الرئيس إلى أنه خلال العامين الماضيين واجهت مصر ظروفا صعبة، وأن الظروف الصعبة لا تنتهى على أى دولة، وأنه على الإنسان أن يكون دائما فى حراك وتدافع مستمر مع الواقع الذى يعيشه، حتى يحسن ويطور ويتجاوز التحديات التى تقابله.
مضيفا ان المخاطر لن تنتهى كما ان استهداف الدولة لن يتوقف .
أكد الرئيس أهمية الدور الذى يلعبه الإعلام والفن فى تشكيل ودعم الوعى داخل المجتمع المصري، مشددا على خطورة الكلمة وتأثيرها العميق على الأفراد والدول.. قائلا «إن الكلمة قد تشعل ثورة أو تتسبب فى دمار دولة، رغم أنها ليست حدثا بل مجرد تعبير لفظي» مشيرا إلى أن مسئولية الكلمة كبيرة جدا، خاصة حين توجهه إلى الناس وتسمع على نطاق واسع.
أوضح أن الفرق كبير بين حديث الإنسان فى نطاق ضيق داخل أسرته أو مع أصدقائه وبين الكلمة التى تقال على الملأ ويكون لها أثر واسع فى المجتمع، لافتا إلى أن الإعلام والفن يمثلان علما وفنا كبيرين فى كيفية توجيه المجتمعات وتحريكها والتأثير فيها، مشيرا إلى أن الحديث عن الوعى وهذه القضايا يظل ضروريا فى كل وقت، حتى تظل مصر دائما فى خير وأمن وسلام.
وقال الرئيس: إن الحرب ليست بالسلاح فقط، فالحروب لها صور مختلفة، وما نحن فيه الآن هو حرب لتغيير واقعنا الاقتصادى وأحوالنا إلى الأفضل، وهو شكل من أشكال الاجتهاد والصراع والاقتتال لوشئتم أن تسموه كذلك، وهناك من راهن أن نمل مما يحدث لكننا مستمرون .
وأضاف الرئيس: أننا نأخذ الرأى العام فى الاعتبار، وفى كل مرحلة تحدث مناقشات كثيرة من الوزراء والمسئولين ورجال الفكر والثقافة، ولكن التحدى كبير جدا، ولابد أن نجتهد جميعا ونبذل أقصى جهد ممكن ونتحمل، «فبكم نعبر ظروفنا الصعبة، ويتحسن الاقتصاد بما يليق بكم وبأبنائكم وأحفادكم القادمين».
وتابع الرئيس : أسجل هنا وليس مجاملة، أن رهانى دائما كان على الناس، فهم لديهم قلب يرى أن هناك محاولة جادة من الدولة لتجاوز هذا، وعقل يمكن أن يجد الظروف صعبة والأوضاع الاقتصادية قاسية لكنه يقدر الوضع .
وأعرب الرئيس عن تفاؤله، قائلا: «هناك بعض النقاط الإيجابية التى حققناها، والتى ساعدنا عليها الله سبحانه وتعالى كالعادة، أريد أن أقول إن الحرب ليست فقط بالسلاح لأنها حرب بالمعرفة وبالاقتصاد وبالعلم وبالوعى والإرادة والثقة والتحمل وكل هذا شكل من أشكال الأسلحة».
الرئيس وصف محاولات التظاهر أمام السفارات المصرية فى الخارج، بأنها «مكر وكذب وإفك»، واستدرك قائلاً: «لكن السياسة كذلك، والله – سبحانه وتعالي- مطلع، وله العزة دائما. وندعوه أن يديم على مصر وشعبها، دعمه ونصره ورضاه».
كان الرئيس قد شهد أمس الندوة التثقيفية رقم 42، والتى تنظمها القوات المسلحة، بمناسبة الذكرى الـ 52 لانتصارات حرب أكتوبر المجيدة فى مركز المنارة بالقاهرة الجديدة.
حضر فعاليات الندوة، التى بدأت بتلاوة أيات من القرآن الكريم رئيس مجلس الشيوخ المستشار عصام فريد ورئيس مجلس الوزراء الدكتور مصطفى مدبولى والقائد العام للقوات المسلحة وزير الدفاع والإنتاج الحربى الفريق أول عبد المجيد صقر ونائب رئيس الوزراء وزير النقل والصناعة كامل الوزير ووزير الصحة الدكتور خالد عبد الغفار وعدد من الوزراء وكبار رجال الدولة.
وعقب تلاوة أيات من الذكر الحكيم للقاريء الشيخ «أحمد تميم المراغي».. شهد الرئيس عبدالفتاح السيسى عرضاً بعنوان «أصل الحكاية» شارك فيه مجموعة من الفنانين منهم أحمد فؤاد سليم، دينا فؤاد، وندى موسى حول انتصارات أكتوبر المجيدة والأحداث ما بعد 2011 و2013 وحتى الوقت الحاضر.
تخلل المشهد التمثيلى عرض فيلم تسجيلى شمل الأحداث منذ 5 يونيو 1967 وما عاشته مصر من لحظات صعبة وإصرار الشعب المصرى على خوض الحرب، والإنجازات التى تحققت سواء فى تدمير المدمرة إيلات ومعركة رأس العش، فضلا عن حرب الاستنزاف التى سببت خسائر كبيرة فى صفوف العدو.
عقب ذلك، تم عرض فيلم تسجيلى بصوت الفنان ماجد الكدوانى تناول محطات بارزة من حرب أكتوبر المجيدة، حيث بدأ العمل بمقطع يصور تصريحات لوزير الدفاع الإسرائيلى آنذاك موشيه ديان داخل غرفة العمليات فى وقت الحرب، حيث دعا فى حديثه إلى أن «نأمر الجنود بالهروب مع حلول ظلام المعركة، ومن يتعرض للقتل فلا مفر، والجرحى سيقعون أسري، عليهم أن يتركوا الدبابات وكل شيء خلفهم، ولو لم نفعل ذلك فستدمر قواتنا ولن نربح شيئاً، ومن يستطع الهروب فليهرب».
وتضمن الفيلم شهادات لأبطال حرب أكتوبر، الذين أكدوا أن أفضل كلمة تم سماعها هى «اعبر»، مشيدين بكسر اسطورة التفوق الجوى الإسرائيلى فى الساعات الأولى للحرب وبدور التخطيط الشجاع لقواتنا المسلحة.
وعقب ذلك، توسط السيد الرئيس عبدالفتاح السيسى صورة تذكارية مع عدد من أبطال حرب أكتوبر المجيدة، وحرص على مصافحتهم.
تلى ذلك، كلمة للمذيعة «لما جبريل» عن حرب الوعى التى تستهدف الأوطان وتعتبر أخطر الحروب، التى تستهدف العقول قبل الأوطان والشائعات بدل السلاح والأكاذيب بدل الرصاص.
وأشارت المذيعة إلى دور الفن والإعلام كجبهة دفاع متقدمة وسط قوة ناعمة تحمى الوعى وتصون الهوية لنصنع إنسانا يدرك الحقيقة، ويواجه التحديات ويقف ثابتا خلف قيادة السيد الرئيس عبدالفتاح السيسى الرشيدة، حيث يولى الرئيس اهتماما بالغا بدعم الفن والإعلام وترسيخ ثقافة الوعى خاصة بين الشباب لأنهم عماد الأمة وسر نهضتها وقوتها.
وأكدت أن الوعى المصرى حاضر بكل وضوح فى تعامل الدولة، وعلى رأسها مع القضية الفلسطينية، وبينما انتشرت الشائعات حول التهجير وبيع القضية اختار مصر أن ترد بالفعل لا بالكلام.
وعقب ذلك تم عرض مقتطفات من كلمة سابقة للرئيس، التى قال فيها «ترحيل وتهجير الشعب الفلسطينى من مكانه هو ظلم لا يمكن أن نشارك فيه»، مضيفا «مصر بتقول إن التهجير بالنسبة لنا خط أحمر».وكرم الرئيس عدداً من أبطال حرب أكتوبر 1973 خلال الندوة.
وقال الرئيس السيسى «يوم جميل أن نلتقى بأبطال صنعوا وأعادوا العزة لمصر، متشرفين بوجودكم معنا».
ووجه الرئيس السيسى التحية لهؤلاء الأبطال قائلاً: «لن تفوتنى الفرصة أن أكون معكم، لم أكن أتواجد معكم فى الحرب، لكن اسمحوا لى أن التقط صورة لى معكم».
و شاهد الرئيس فقرة فنية قدمها كورال وزارة الشباب والرياضة ومجموعة من الفنانين.
عقب ذلك، كرم الرئيس عدداً من أبطال حرب أكتوبر خلال الندوة.
