لا زلت عند قناعتى بأن وسائل التواصل الاجتماعى سلاح ذو حدين حيث يمكنها أن تتحول لأن تكون أداة يتم استغلالها فى الخير بالكلمة الطيبة والتوعية والارشاد الايجابى كما يمكنها التحول للطريق المضاد للانحراف والتضليل وهنا يبدو لنا مكمن الخطورة خاصة إذا ارتبط ذلك بانحيازها لتزييف الوعى بشعارات مضللة تتستر من خلالها وتتمسح بعباءة الدين لتجنيد العقول بخاصة من فئة الشباب واستهدافهم من خلال ما يسمى بالجهاد الرقمى أو جهاد .دوت .كوم!!
ولا يزال الكثيرون يؤمنون بأن شبكة الإنترنت تمثل أحد أخطر أدوات التطرف فى الوقت الراهن بما تملكه من امكانيات سريعة فى النشر بخاصة طرح الأفكار الخبيثة والمنحرفة أو المواد المضللة وصولا لتحولها إلى دعوات للعنف مغلفة بشعارات دينية زائفة والهدف فى النهاية اصطياد الشباب لإيقاعهم فى فخ الارهاب الجديد او حتى الالتزام باتخاذ طريق الإلحاد سبيلا لهم وكلا الطريقين يستهدفان تدمير الأوطان.
وكثير من المنصات الالكترونية الموجهة من الخارج تطور من أدواتها الرقمية للتفاعل الايجابى مع جمهورها لتحقيق حضور مؤثر وتسعى البعض منها للاستغلال السريع للفراغ الفكرى لمرتاديها لتوجيههم إلى الفوضى بعد ان تكون قد نجحت فى تفسير النصوص الدينية خارج سياقها التشريعى وبما يتناسب مع أهدافها لهدم الأوطان.
لذلك من الأهمية التركيز على تحقيق الأمن الفكرى وصيانته والتمسك بهويتنا الوطنية ولن يأتى ذلك الا من خلال مقاومة كافة أشكال محاولة تفكيك اعتزازنا بالهوية المصرية والعربية والإسلامية.
بدون شك هناك جهات تسعى بكل قوة للتقليل من قيمة الوطن وتاريخنا لإحباطنا فى حين ان المحافظة على ثوابت الاعتزاز بلغتناالعربية وبوطننا وتاريخنا هو الضمان الحقيقى للوصول إلى الأمن الاجتماعى والفكرى خاصة فى ظل الحرب الفكرية الشرسة التى تواجه أمتنا وتستهدف القضاء على هويتنا اللغوية والتاريخية والوطنية.
لذلك من الأهمية مراعاة عند اعداد الاجيال الصاعدة من ابنائنا الالتزام بتربيتهم على جناحين متوازيين ومتكاملين بحيث تسير العبادات بجانب السلوكيات فى إطار التربية الوسطية باعتبارها الطريق الصحيح لجوهر التدين السليم الملتزم بالسلوك القلبى والتعامل الظاهرى خاصة ان الدين المعاملة.
التربية الوسطية المتكاملة فى القول والفعل تتطلب توافر القدوة الحسنة أمام الأبناء ومن هنا تقع المسئولية على النواة الأولى للمجتمع والمتمثلة فى الأسرة سواء الأب أو الأم وبما يتطلب من توفير بيئة آمنة ومستقرة وخالية من المشاحنات مع اثراء الحوار بين الآباء والأبناء للوصول بهم إلى تأهيلهم للاستقلال الفكرى وتدريبهم على التفكير العميق قبل اتخاذ القرارات.
وهناك جانب آخر لابد من مراعاته عند تنشئة ابنائنا يتعلق فى ربطهم بوطنهم وحماية فكرهم من الانحراف والانغلاق لضمان تحقيق الأمن الفكرى لهم وبما يقودهم للبناء بديلا للهدم حيث ان الفكر المنحرف ما هو إلا مصدر لغياب الاستقرار والطمأنينة.
من المؤكد ان الوعى والمعرفة هما خط الدفاع الأمامى لحماية الأوطان من الجهاد الرقمى أو الارهاب الجديد للنت.دوت .كوم والمبنى على النقل دون فهم أو وعى أو دراسة علوم الفقه.. مع مراعاة ان الفكر المستنير سبيل الرشاد لتحقيق السلام الاجتماعى.