فى اليوم العاشر لوقف إطلاق النار، شنت الطائرات الإسرائيلية غارات على رفح الفلسطينية جنوب غزة، بزعم الرد على خرق الاتفاق بعد تبادل إطلاق نار بين جيش الاحتلال ومسلحين فى المنطقة، فيما بدأ مبعوث الرئيس الأمريكى ستيف ويتكوف زيارة إلى الشرق الأوسط لدفع جهود تنفيذ الاتفاق الرامى لإنهاء حرب غزة.
يركِّز ويتكوف خلال جولته على تسريع تشكيل القوة الدولية للاستقرار، وعلى مشروعات إعادة الإعمار فى المناطق الخارجة عن سيطرة حركة حماس، ولا سيما فى مدينة رفح الفلسطينية.
ويزور أيضا نائب الرئيس الأمريكى جيه دى فانس، إسرائيل للقاء رئيس الوزراء الإسرائيلى بنيامين نتنياهو، ومناقشة ما وصفته صحيفة «يسرائيل هيوم»بـ»المرحلة الانتقالية»، وأشارت الصحيفة إلى أن الضغوط الأمريكية المتوقعة تهدف إلى منع إسرائيل من اتخاذ «خطوات عقابية مفرطة» ضد حماس، مقابل ضمان التزام الوسطاء بتطبيق تعهد الحركة بالتخلى عن السلطة والسلاح.
ونقلت «يسرائيل هيوم» عن مسئول أمريكى رفيع قوله، إن زيارة فانس تأتى نتيجة للخشية من توقف عمليات تنفيذ الخطة، موضحًا أنه سيناقش تفاصيل المرحلة الثانية، بما فى ذلك تشكيل القوة الدولية متعددة الجنسيات التى ستتولى الانتشار فى القطاع، وتسلم السلطة من حماس والإشراف على نزع سلاحها.
على الصعيد الميداني، أكدت وسائل إعلام محلية فلسطينية أمس سقوط شهداء ومصابين جراء غارة جوية إسرائيلية شرقى جباليا شمالى قطاع غزة.وشنت قوات الاحتلال الإسرائيلية 3 غارات على مدينة رفح الفلسطينية، التى لا تزال أجزاء واسعة منها خاضعة لسيطرة قوات الاحتلال.
وزعم الجيش الإسرائيلى أمس، أن حركة حماس «نفذت هجمات متعددة» ضد القوات الإسرائيلية خارج المنطقة العازلة المعروفة باسم «الخط الأصفر»، بما فى ذلك «إطلاق قذيفة صاروخية ونيران قناصة».ووصف ذلك بأنه «انتهاك صارخ» لاتفاق وقف إطلاق النار، على حد قوله.
من جانبها، قالت وزارة الصحة فى غزة، إن إسرائيل قتلت 35 فلسطينيا منذ وقف إطلاق النار فى 11 أكتوبر الحالي، وأصابت 146 آخرين.وذكرت الصحة أن الطواقم الطبية انتشلت 414 جثماناً لفلسطينيين بعد انسحاب القوات الإسرائيلية.وقالت إنه خلال الـ24 ساعة الماضية، وصل إلى مستشفيات قطاع غزة 18 جثمانا، منهم 10 تم انتشالهم، و8 قتلتهم القوات الإسرائيلية، و3 إصابات.
فى السياق، أكدت الوزارة استلام 15 جثماناً لفلسطينيين من إسرائيل، بواسطة منظمة الصليب الأحمر، ليرتفع بذلك إجمالى عدد الجثامين المستلمة إلى 150 جثماناً.وأشارت إلى أن بعض الجثامين كان ظاهراً عليها علامات التنكيل والضرب، وتكبيل الأيدي، وتعصيب للأعين.وذكرت أنها حددت حتى الآن هوية 25 جثماناً، عبر ذويهم.
فى المقابل، أكدت وسائل إعلام إسرائيلية، أمس، مقتل جندى وإصابة اثنين آخرين فى صفوف الجيش الإسرائيلي، فى حدث أمنى وقع فى مدينة رفح الفلسطينية جنوبى قطاع غزة.
وذكر موقع «واى نت»، التابع لصحيفة يديعوت أحرونوت بأن وزير الدفاع يسرائيل كاتس غادر اجتماعاً للحكومة برفقة السكرتير العسكرى لرئيس الوزراء بنيامين نتنياهو لإجراء تقييم أمنى لـ«أحداث رفح الفلسطينية».كما ذكر مراسلون بأن مروحيات عسكرية إسرائيلية تنقل مصابين جراء الحدث الأمنى فى رفح الفلسطينية.
من جهته، ذكرت القناة الـ12 الإسرائيلية أن وزير المالية بتسلئيل سموتريتش طالب باستئناف القتال فى غزة بعد ما اعتبرته إسرائيل انتهاكا للاتفاق فى رفح، وبعدما طالب وزير الأمن القومى إيتمار بن غفير بذلك أيضا.ونشر منشوراً من كلمة واحدة على منصة «إكس»، كتب فيها «حرب!».
كانت حركة حماس قد أكدت التزامها باتفاق وقف إطلاق النار فى غزة، مشددة على أن الاحتلال الإسرائيلى هو من يواصل خرق الاتفاق، واختلاق الذرائع الواهية لتبرير جرائمه، بحسب بيان صادر عن الحركة.وشددت حماس على أن محاولات نتنياهو التنصل والتنكر من التزاماته تأتى تحت ضغط ائتلافه الإرهابى المتطرف، فى محاولة للهروب من مسئولياته أمام الوسطاء والضامنين.
وأكدت أن الهجوم المخطط له ضد المدنيين فى غزة يشكل انتهاكًا مباشرًا وخطيرًا لاتفاق وقف إطلاق النار، ويقوِّض التقدم الكبير الذى تحقق من خلال جهود الوساطة.وتعليقا على بيان لوزارة الخارجية الأمريكية، أعلنت حماس رفضها القاطع لما ورد فى البيان بشأن انتهاك اتفاق وقف إطلاق النار فى قطاع غزة، مؤكدة أنه لا صحة للمزاعم الموجهة للحركة بتنفيذ هجوم وشيك فى القطاع.ودعت حماس، فى بيان، الإدارة الأمريكية إلى «التوقف عن ترديد رواية العدو المضللة والانصراف إلى لجم انتهاكاته المتكررة لاتفاق وقف إطلاق النار».
فى السياق، أكدت كتائب القسام على أنه لا علم لها بأى أحداث أو اشتباكات تجرى فى رفح الفلسطينية مضيفة أن تلك المنطقة ضمن المناطق الحمراء التى تقع تحت سيطرة الاحتلال.وتابعت أن الاتصال مقطوع مع من بقى من مجموعات تابعة لها فى منطقة رفح منذ عودة الحرب فى مارس من العام الجاري.وقالت «لا يمكننا التواصل مع أى من مجاهدينا فى منطقة رفح إن كان لا يزال أحد منهم على قيد الحياة».
وإنسانيا، أكد مدير المكتب الإعلامى الحكومى بغزة أن العدوان أدى إلى نزوح مليونى فلسطينى من منازلهم وتشريد 288 ألف أسرة.
من جهته، حذر الدفاع المدنى بغزة من أن 70 ألف طن من المواد غير المتفجرة تشكل تهديدا كبيرا لسكان القطاع، وسط استمرار إغلاق معبر رفحومنع دخول المواد اللازمة للتعامل مع المتفجرات.