أكد الدكتور أيمن عاشور، وزير التعليم العالي والبحث العلمي، أن الدولة المصرية تولي اهتماماً كبيراً بدعم التعليم في إطار التعاون الدولي، خاصة مع الدول الأعضاء في المنظمة الفرانكفونية، مشيراً إلى أن الجامعات القومية تمثل أحد أبرز نماذج هذا التعاون.
جاء ذلك خلال حفل تخرج الدفعة التاسعة عشرة من طلاب جامعة سنجور في فرعها الجديد بمدينة برج العرب. وأوضح الوزير أن إنشاء الحرم الجديد للجامعة على مساحة ١٠ أفدنة يعكس دعم القيادة السياسية المصرية للمنظمة الفرانكفونية ولدولها الأعضاء.
سنجور: منارة للتعاون الإقليمي
أضاف الوزير أن جامعة سنجور تُعد منارة للتعاون بين مصر والدول الناطقة بالفرنسية، مشيراً إلى أن عدد الطلاب الدارسين في برامج الدراسات العليا بالجامعة قد تضاعف خلال الفترة الأخيرة، في خطوة تعزز من دور مصر الإقليمي في دعم التعليم والتنمية في أفريقيا والدول الفرانكفونية.
وأوضح أن الحرم الجديد يضم مباني تعليمية متطورة، ومعامل ومراكز تدريب، وسبناً للطلاب، بالإضافة إلى منشآت رياضية متكاملة.
وأشار الوزير إلى استمرار التعاون الأكاديمي بين مصر وفرنسا، موضحاً أن الجامعة الفرنسية في مصر، إلى جانب سبع جامعات مصرية تمتلك أفرعاً فرنسية، تمثل جسوراً قوية للتبادل العلمي والثقافي، مؤكداً أن هذه الجامعات تستقبل طلاباً مصريين في تخصصات متعددة تُدرَّس باللغة الفرنسية. وتأتي هذه الجهود في إطار توجه الدولة نحو تعزيز العلاقات مع الدول الفرانكفونية، ودعم التعليم العالي والبحث العلمي كركيزة للتنمية المستدامة والتقارب الثقافي بين الشعوب.
رئيس الجامعة يشكر الرئيس السيسي
من جانبه، قال الدكتور هاني هلال، رئيس جامعة سنجور، إن هذا اليوم يُعد “يوماً استثنائياً ومميزاً”، حيث يتم الاحتفال بعدة مناسبات في آن واحد: تخرج دفعة جديدة، والذكرى الخامسة والثلاثين لتأسيس الجامعة، بالإضافة إلى افتتاح الحرم الجامعي الجديد، الذي يُعد علامة بارزة في مسيرة جامعة سنجور بالإسكندرية.
وأشار رئيس الجامعة إلى أن افتتاح الحرم الجامعي الجديد تم بفضل الدعم الواسع من الدولة المصرية، معرباً عن شكره للرئيس عبد الفتاح السيسي على دعمه المتواصل للجامعة ومشروعاتها التعليمية، ومؤكداً: “لولا الدعم السياسي والمالي من الدولة المصرية، لما استطعنا أن نشهد اليوم هذا الصرح العلمي المتكامل”.
إشادة أفريقية بالنهضة التعليمية في مصر
أكد محمد فودري سيلا، المستشار الأول والمسؤول عن الشؤون الثقافية والاجتماعية في سفارة غينيا بالقاهرة، أن مصر تُعتبر دولة ذات تاريخ عريق في مجالات العلم والثقافة، وهي بمثابة “أم للعديد من الدول الأفريقية”. وأشار إلى أن أكبر جامعة في غينيا تحمل اسم الزعيم الراحل جمال عبد الناصر، مما يعكس عمق علاقات التعاون المثمرة التي تجمع بين البلدين منذ سنوات الاستقلال الأولى.
وأشاد سيلا بالدور الريادي الذي تؤديه جامعة سنجور كمنارة علمية في أفريقيا والعالم العربي، من خلال دعمها المستمر للتعليم والتنمية في القارة السمراء، معرباً عن تشرفه بالمشاركة في هذا الحدث العلمي الكبير.
وفي حديثه عن التطور العلمي في مصر، أعرب عن تقديره لهذا التطور، واصفاً إياه بأنه “أمر مذهل بكل المعايير”. وتوقع أنه إذا استمر هذا الاتجاه، فإن مصر ستتبوأ موقع الصدارة عالمياً في مجال العلوم خلال خمس سنوات فقط، مؤكداً أن هذا التوقع نابع من مشاهداته الشخصية خلال زياراته للجامعات المصرية، مثل جامعة بنها التي نالت إعجابه بتقدمها وتحديثها الملحوظين.
واختتم المستشار الثقافي حديثه باعتزاز غينيا بعلاقتها التاريخية مع مصر، مؤكداً على أهمية السعي المستمر لتعزيز هذه العلاقة على جميع الأصعدة، بما يعود بالنفع على الشعبين الأفريقيين الشقيقين.