الأحد, أكتوبر 19, 2025
  • سياسة الخصوصية
  • إتصل بنا
  • من نحن

رئيس مجلس الإدارة

طارق لطفي

جريدة الجمهورية

رئيس التحرير

أحمد أيوب

  • الرئيسية
  • أخبار مصر
  • ملفات
  • مدارس و جامعات
  • محافظات
  • رياضة
  • برلمان و أحزاب
  • فن و ثقافة
  • حوادث و قضايا
  • المزيد
    • تكنولوجيا
    • عرب و عالم
    • إقتصاد و بنوك
    • الجمهورية معاك
    • منوعات
    • متابعات
    • أجراس الأحد
    • عالم واحد
    • مع الجماهير
    • العـدد الورقـي
    • مقال رئيس التحرير
لا توجد نتائج
كل النتائج
  • الرئيسية
  • أخبار مصر
  • ملفات
  • مدارس و جامعات
  • محافظات
  • رياضة
  • برلمان و أحزاب
  • فن و ثقافة
  • حوادث و قضايا
  • المزيد
    • تكنولوجيا
    • عرب و عالم
    • إقتصاد و بنوك
    • الجمهورية معاك
    • منوعات
    • متابعات
    • أجراس الأحد
    • عالم واحد
    • مع الجماهير
    • العـدد الورقـي
    • مقال رئيس التحرير
لا توجد نتائج
كل النتائج
جريدة الجمهورية
لا توجد نتائج
كل النتائج
الرئيسية ملفات

جذور العنف لدى التنظيمات الإرهابية

القيادى الإخوانى المنشق والمفكر الكبير مختار نوح يفضح

بقلم محمد مسعد
19 أكتوبر، 2025
في ملفات
الزمالك يطلب 2.5 مليون دولار لرحيل حسام عبد المجيد
1
مشاهدات
شارك على فيسبوكواتس اب

«التكفير والهجرة» «الجهاد» «الجماعة الإسلامية»

من رحم الإخوان

اغتيال الرئيس السادات على يد الإسلام السياسى تم التخطيط له منذ عملية «صالح سرية»

IMG 20251019 WA0114 - جريدة الجمهورية

أكتوبر.. شهر الانتصارات المصرية المتتالية.. ومع كل انتصار تحققه الدولة الوطنية تخرج أبواق إعلام الجماعة الإرهابية فى محاولة مهاجمة أو تشكيك أو تشتيت لفرحة المصريين لتثبت أنها بالفعل تقف فى صفوف الأعداء… فى 1974 وبعد أقل من عام على نصر أكتوبر المجيد، خطط أحد التنظيمات الإرهابية التى خرجت من رحم الإخوان لعملية «الكلية الفنية العسكرية» وتوالت العمليات الإرهابية النوعية حتى وصلت لعملية الجهاد الكبرى باغتيال الرئيس السادات بطل الحرب والسلام فى خطوة لم تحلم بها إسرائيل نفسها..

بين الحدثين سنوات من تنامى فلسفة العنف والإرهاب، التى عمل المفكر الكبير والقيادى الإخوانى المنشق مختار نوح على كشف تفاصيلها وجذورها فى موسوعة ضخمة تحت عنوان «موسوعة العنف».

تسمية الكتاب «الموسوعة» هى تسمية دقيقة ومقصودة.. إذ لا يكتفى «نوح» بالتحليل النظري، بل يقدم فصولًا أشبه بـ»كتالوج» منهجي، يتتبع فيه تطور الفكر العنيف وتطبيقاته العملية عبر تاريخ هذه الحركات المسلحة مستندا إلى خبرته الضخمة فى صفوف الجماعة ومهنيته العميقة كمحامى «عقر» ومنهجيته كباحث فكشف وسجل وطرح بالوثائق الرسمية والكتابات النادرة أسرار جذور التطرف.

استطاع «نوح» أن يرسم «شجرة عائلة» للعنف، موضحًا كيف أن الأفكار التى ولدت فى كتابات سيد قطب، وتم تبنيها داخل الإخوان، أصبحت هى المنهج الذى استلهمته كل التنظيمات التى خرجت من رحمها بداية من «التكفير والهجرة»، و»الجهاد»، و»الجماعة الإسلامية»، وصولا إلى تنظيم القاعدة وداعش. ليكشف فى موسوعاته «سلسلة الإمداد الأيديولوجية» للجماعات التكفيرية.

فى أبريل 1974 وقعت عملية الكلية الفنية العسكرية، التى لم يقتصر مداها على اعتبار أنها عملية إرهابية تمكنت الأجهزة الأمنية من إيقافها، لتصبح واضعة أسس فكر الجهاد الإسلامي، تحت راية تنظيم أسسه الإرهابى الفلسطينى صالح سرية استهدف الاستيلاء على الحكم بالإرهاب، وتم تقديم الفكرة على أنها دفاع عن الدين حتى شملت العشرات بل مئات الأشخاص.

أصحاب الفكر الجهادى كما تسجل الموسوعة هم من أبناء جماعة الإخوان الإرهابية، الذين لم يجدوا ما يفرغون به طاقاتهم النفسية المتجهة إلى العنف مع قرارات عمر التلمسانى بإيقاف النشاط الظاهر للجناح السرى للجماعة..هذه الطاقات وجدت ضالتها بداية فى الأضرحة والمقامات المقامة فى المساجد .. فوجهوا هذه الطاقة إلى هدم الأضرحة، وكان للمسجد المرسى أبو العباس فى الإسكندرية نصيب الأسد.. إلا أن العملية لم تتم رغم استحضار أدواتها من بنزين وزجاجات فارغة وغير ذلك فاستبدلوها بعمليات مشابهة.

ثم استطاع صالح سرية تجميع هؤلاء جميعا، تحت المبادئ القطبية وعلى رأسها مفهوم «الجاهلية» فكان أعضاء التنظيم يعتبرون الدولة كافرة والمجتمع ومؤسساته كفارا لابد من محاربتهم والموت فى ذلك شهادة، ويوثق الكاتب ما دار أثناء محاكمتهم حيث عمد بعض المتهمين حينما سألته المحكمة عن قوله فيما هو منسوب إليه أن يشير إلى المحكمة بالآية القرآنية: «وَمَن لَّمْ يَحْكُم بِمَا أَنزَلَ اللَّهُ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الْكَافِرُونَ «. وكان هذا القول من المتهم خالد سالم» 19 سنة» وهو طالب بمدرسة مصطفى كامل الثانوية بالإسكندرية، أما المتهم محمد جاد الكريم وهو طالب فى طب الإسكندرية فقد أجاب المحكمة بقوله: «أنا غير مذنب وأنت كافر فى شرع الله» .

الانتماء للإخوان

حاولت جماعة الإخوان ادعاء انعدام صلاتها بالتنظيم، لكن وبحسب الوثائق التى أوردتها الموسوعة تتضح العلاقة الكاملة بين الاثنين، بل إن التنظيم الجهادى كان يجلس محل التنظيم السرى للإخوان الذى ادعى التلمسانى تحييده، لاسيما أن جذور الفكر مشتركة بين الاثنين، كلاهما لا يؤمن بالدولة وكلاهما يتبنى الأيديولوجية ذاتها.

ليس هذا فحسب بل وصلت حالة «الفجر» عند أحدهم أن قال أثناء المحاكمة «لقد وقف سيد قطب نفس موقف إبراهيم عليه السلام، إذ قال إبراهيم للنمرود، إنى لن أعبدك، ولن أعبد إلا الله، وقال سيد قطب لفرعون مصر : إنى لن أعبدك، ولن أعبد إلا الله، إلا أن النمرود رغم كفره وجحوده ونكرانه كان أشرف وأكرم من فرعون السابق.»

وفى اعترافاته قال طلال الأنصارى أحد أبرز أعضاء تنظيم الفنية العسكرية كنا «نعتبر أنفسنا امتدادا طبيعيا للإخوان» وكان هو وفريقه من المحكوم عليهم فى قضية 65، فلما خرجوا تبلورت علاقتهم مع الجماعة عبر ثلاث مراحل كما يصف.. الأولى مع أحد أبرز قيادات الجماعة بالإسكندرية وهو محمد إبراهيم سالم، ثم المرحلة الثانية مع زينب الغزالي، ثم وأخيرًا فى المرحلة الثالثة مبايعة على يد المرشد العام للإخوان حسن الهضيبى وأصبحوا من الإخوان رسميا.

تكفير المعصية

تتوقف الموسوعة كثيرا عند التطورات التى طرأت على أفكار سيد قطب من خلال جماعة الإخوان الإرهابية أولا ثم ما انبثق عنها من تنظيمات تكفيرية، كان لكل منها فلسفته الخاصة، واجتمعت أغلب التنظيمات على منطق تكفير المعصية، بمعنى أن الشخص المؤمن إذ ارتكب معصية عادية يصبح فى نظرهم كافر بعد إيمان فتوجب عليهم قتله أو أحل دمه بالقياس على حروب الردة.

ويستشهد «نوح» بما حدث مع حسن الهلاوى الذى كان متهما فى تنظيم الفنية العسكرية ثم ذاع صيته بين التنظيمات الجهادية عقب حصوله على حكم بالبراءة وهو ما دفع تنظيم التكفير والهجرة إلى محاولة إقناعه بالانضمام إليهم، لكن حسن طلب مهلة للتفكير ثم تقدم بعدها برد مطول فند فيه أفكار الجماعة خاصة فيما يتعلق بالتكفير بالمعصية.

جاء فى نص رده الذى كشف كذبتهم كما توثق الموسوعة فما بالكم فى حديث من صلى البردين دخل الجنة وهو ما أثار غضب الجماعة عليه نظرا لأن الكثيرين قد تركوا التنظيم وجماعة الإخوان عقب رد الشيخ حسن من بينهم فيلسوف الجماعة ماهر عبدالعزيز بكرى زناتي، ورفعت أبو دلال المدرب العسكرى للجماعة.

ثم كانت المحاولة الثانية لاستقطاب الهلاوى إلى صف التنظيم، وحددوا موعدًا له مع رئيس الجماعة شكرى مصطفى لكن دب الخلاف فيما بينهم حول الأخذ بإجماع الصحابة واصفين أنفسهم بأنهم رجال والصحابة رجال فلم يوافقهم الشيخ حسن على ذلك.

وكان عدد الجلسات التى تمت فيما بين الشيخ حسن وجماعة التكفير والهجرة جلستين إحداهما كانت فى بيت العائلة بمنطقة الهرم بمحافظة الجيزة. وللمرة الثانية أتى الرد من الشيخ حسن، كان ردا صادما على نحو كبير، فند الشيخ حسن آراء الجماعة بندا بندا وسجل ذلك الرد على شريط نال شهرة واسعة وجرى تداوله بين الكثيرين من المعنيين بأمور الدين.

اغتيال المخالفين

يكشف نوح أن عقيدة الإخوان فى التعامل مع كل من يخالفهم الرأى أو يختلف معهم فى المواقف هى منطق التصفية حتى لو كانت تصفية ذاتية بالتخلص من أنفسهم، وهو الميراث الفكرى الذى قدمته الجماعة إلى كل التنظيمات التكفيرية من بعد ذلك، فالشيخ حسن الذى أرادوا ضمه سرعان ما رغبوا فى التخلص منه لأنه رفض طلبهم.

فقد تلاحقت الأحداث سريعا إثر انتشار الشريط وتداوله وازداد نقم الجماعة على الشيخ حسن وما قام به من تقليب الإخوة ضد الجماعة، حين أفحمهم بالرد القاطع بأن هناك أحاديث مجابهة لأحاديث «ولا يدخل الجنة قاطع رحم» أو «لا يدخل الجنة نمام» التى يعتمدون عليها كمرجعية فى التكفير بالمعصية مثل ذلك حديث «من صلى البردين دخل الجنة» ولم تستطع الجماعة الرد عليه فدبروا محاولة اغتيال شنيعة له.

الشيخ الذهبى

كانت أبرز محطات اغتيال التنظيمات الجهادية لمخالفيهم فى الرأى عملية اختطاف الشيخ محمد حسين الذهبى من منزله واغتياله، وبحسب الموسوعة فإنها قصة مأساوية خلاصتها احتجاز أحد علماء الدين اختلف مع آخرين فى الرأي، فأخذوه مكبلا مقيدا.. قيدوا قدمه بالسلاسل واحتجزوه فى مكان ما،ثم يقرر أحدهم أنه أتى إليه الأمر ليقوم باغتياله.. فيتقدم دون أدنى حرج ويمسك بمسدسه ويطلق النار على عينه اليسرى فتخترق الجمجمة فيموت الرجل من فوره ويخرج القاتل متفاخرا ليعلن أنه قد أتم المهمة الربانية التى سيحصل من خلالها على الجزاء الأكبر.

العملية قام بها تنظيم التكفير والهجرة وبالتحقيق معهم قالوا إنه وقع الاختيار على الشيخ الذهبى بسبب تشهيره بالجماعة فى الجرائد والمؤتمرات العامة، ولأنه ذو مركز سابق – وزير أوقاف – جعله محل اهتمام الحكومة والرأى العام، خاصة أنه حلال الدم نظريا وواقعيا.

وقد سألت المحكمة أمير التنظيم ومؤسسه الإرهابى شكرى مصطفي.. أليس هناك مسلمون خارج جماعتك؟ فأجاب»إن الجماعة المسلمة الوحيدة على الأرض هى جماعتى على أساس أن سنة الله – بزعمه – أن ينشئ سبحانه نواة واحدة للأمة الواحدة التى يريدها.»

ثم سألته المحكمة فإذا دعوت إنسانا بعينه إلى فكرك ومذهبك ولم يدخل فيما دخلت فيه هل تعطيه الحق فى أن يستقل برأيه فيحاسبه الله سبحانه وتعالى على نيته واجتهاده؟

فأجاب: «بل لا يوجد عندنا سبب للكفر غير هذا، واستطرد: هذا وقد جعلنا الله شهداء على الناس فى الأرض.»

القنصلية القبرصية

عادت الاتصالات بين مجموعة الفنية العسكرية القدامي، كان على رأسهم محمد ياسر الذى أخذ فى شحن الشباب ضد النظام وأنه لابد أن يتم تغييره بالقوة عملا بنص الآية: «وَأَعِدُّوا لَهُم مَّا اسْتَطَعْتُم مِّن قوة» وكان تفسيره للآية هو أن يكون الجهاد بآية وسيلة ممكنة ، حتى ولو كان القتال بالأظافر وقد لاقى محمد ياسر مصطفى إقبالا كبيرا لآرائه الفكرية، لكن لم يتبن فكره سوى 3 إلى 6 أفراد وهم محمد شريف إبراهيم وعادل فارس صلاح فهمي، ومحمد حسن الصغير ومن خطب محمد ياسر كانت بداية قضية القنصلية عام 1977.

كان محمد شريف إبراهيم ومعه حسن الصغير وآخرون فى نزهة على طريق قناة السويس فوجد هو ورفقته حارس القنصلية القبرصية نائما وبجواره البندقية الخاصة به فتخمر فى ذهنهم سرقة البندقية لكن الحارس استيقظ عقب التقاط حسن للبندقية فطعنوه بالمطواة وفروا، لكن الحارس توفى على أثر تلك الطعنة وقد أنكروا ملابسات الواقعة وتنكروا لها حتى تمكنت الأجهزة الأمنية من اكتشاف ما حدث.

لا عهد لهم

طبيعة الإخوان وكل من اتبع منهجهم هو الغدر والخيانة، والمصالحة معهم مستحيلة فهم لا يضمرون إلا العداء للوطن وأبنائه مهما طال بهم الأمد أو تعرضوا للعقوبة.. تكشف صفحات الموسوعة كواليس قضية «الجهاد 79 « والتى تكون أفرادها من اولئك المفرج عنهم ضمن قضية «الفنية العسكرية» قبلها بخمس سنوات فتكونت المجموعات الأولى فى القاهرة الكبرى فى منطقة بولاق الدكرور والمطرية وشبرا.

أما فى الإسكندرية فتكونت مجموعات كبرى بقيادة حسين السيد ووضاح سلامة، والتف حول هذه المجموعة العشرات من الشباب، كما تكونت مجموعات فى البحيرة وفى الوجه القبلي، وظهر جليا نشاط مجموعة من القيادات كقيادة فكرية كان من أبرزهم الفلسطينى محمد سالم الرحال.

والتنظيم الإرهابى الجديد لم يتعظ حتى من نجاح الدولة فى إسقاط نظيره السابق، بل كانوا يعتمدون فى فكره على كتب كثيرة على رأسها رسالة الإيمان لـ «صالح سرية» مسئول تنظيم الفنية العسكرية، وكتابه كان يوضح أن الجهاد شعبة من شعب الإيمان كما انه عمل لابد من حدوثه على أرض الواقع وليس مجرد قول فحسب، وأن الإيمان أعلى مراتبه الجهاد فى سبيل الله.. تنظيم الجهاد 79 كانت أبرز مراجعه ومناهجه التى تدرس  كتاب سيد قطب معالم الطريق والمصطلحات الأربعة، وكتب أبى الأعلى المودودي، وعلى ذلك فكما يشرح مختار نوح أن التنظيمات الإرهابية لم تكن ترى فى إرهاب من سبقوهم إلا قدوة لابد من السير على خطاها وتلافى ما أوقعها فى الخطأ، لذلك جاء التنظيم الجديد ومن أولى اهتماماته تفنيد ومراجعة أخطاء العمليات السابقة.

عملية الجهاد الصغرى

الأحداث الإرهابية التى وقعت على مدار فترة حكم الرئيس السادات كانت كلها تخرج عن تنظيم وفكر وإرادة لدى الجماعات الإرهابية وليست وليدة صدفة وعلى رأس هذه الأحداث قضية «الجهاد الصغري» عام 79 التى كان لها أهداف عميقة وفلسفة شديدة الخطورة،الأهداف تمثلت فى زعزعة استقرار الحكومة وفتح الجبهات الداخلية أمام السادات فى الوقت الذى كانت مصر فيه تشكل اتفاقية السلام، ولتحقيق هذه الأهداف عملت الجماعات الجهادية بفلسفة جديدة وخطيرة وهى تفجير الكنائس انتقاما من نظام الحكم وانتقاما من المسيحيين.

وتماشى مع ذلك توتر العلاقة بين الرئيس والبابا شنوده فمهد ذلك الطريق لهؤلاء الشباب بالقيام بعمليات اغتيال واسعة للمسيحيين مع اقتحام المحال التجارية الخاصة بهم واشتعلت وقائع الزاوية الحمراء فضلا عن تفجير عدد من الكنائس، وضمت هذه التحقيقات جميعًا فى قضية الجهاد الصغرى والتى حملت رقم 687 لسنة 1979 أمن دولة عليا، إلا أنه بانتهاء هذه القضية لم يكمن أو يستكين فكر الجهاد، بل على العكس بدأ محمد عبد السلام فرج فى جمع العناصر التى خرجت من الفنية العسكرية والتى خرجت من قضية 1 لسنة 77 عسكرية عليا «والمعروفة بقضية القنص» والتى خرجت من القضية 687 لسنة 79 «والمعروفة بقضية الجهاد الصغري» ليشكل من هؤلاء جميعا تنظيم الجهاد العام الذى تم بقتضاه التخطيط لقتل الرئيس محمد أنور السادات، ونفذت العملية.

عملية الجهاد الكبرى

استغل شباب التنظيمات المتطرفة أحداث الزاوية الحمراء ليعتبروا انفعال الرئيس السادات ومطالبته بفصل الدين عن الدولة وكشفه لحقيقة زيف بعض رواد المنابر، عملا خارج نطاق الالتزام بالفكرة الإسلامية وهو ما قدم لهم دعما نفسيا كبيرًا لاتخاذ قرار اغتيال السادات.

وبحلول عام 1980 كما يسجل مختار نوح كانت تنظيمات الجهاد الإسلامى الإرهابية قد انطوت تحت راية واحدة بقيادة محمد عبد السلام فرج مؤسس تنظيم الجهاد وصاحب كتاب الفريضة الغائبة الذى استطاع أن يجمع المجموعات المختلفة من التنظيمات المسلحة التابعة للإخوان والتى كان عمر التلمسانى فى هذا التوقيت قد حجم النشاط المباشر للتنظيم السرى بها معتمدا على هذه الحركات التابعة بشكل غير مباشر للإخوان، وقادها عبد السلام فرج خاصة بعد أن لاقى كتابه إقبالا كبيرا من جماعات عدة، والتف حوله الآلاف من أبناء الجماعات الإسلامية وقد جاب أنحاء البلاد لكى يكون مجموعات متناثرة من المنتمين إلى فكر الجهاد ومن هنا بدأت مقدمات استهداف الرئيس محمد أنور السادات.

دستور الإرهاب

تلخصت أفكار جماعة الجهاد الإرهابية فيما أسموه ميثاق العمل الإسلامى الذى تمت كتابته داخل السجن، والذى كان المقدمة الطبيعية لكتاب «حكم قتال الطائفة الممتنعة» وهو الكتاب الذى قدمت سطوره جذور الأفكار العقائدية المتطرفة التى اجتمع عليها أعضاء التنظيم الإرهابى وآمنوا بها ومنها قاموا باغتيال الرئيس السادات.

الكتاب لم يعد له بعد أى نسخة متاحة بالمكتبات فهو وثيقة نادرة قدمتها الموسوعة بشكل مستفيض،  ليكشف من خلاله أصل التطرف والإرهاب والكتاب يقرب من مائة وثلاثين صفحة من القطع الكبير، والإهداء فيه من التنظيم الإرهابى إلى أبنائه خالد وعطا وحسين ومحمد عبد السلام «وهم الذين حكم عليهم بالإعدام فى مقتل السادات» وجاء نص الإهداء: «هذه ثمرة من ثمرات عملكم الخالد فى سبيل الله هذا هو حكم قتال الطائفة الممتنعة عن شرائع الإسلام، هذا هو الحكم الشرعى الذى خرجتم امتثالا له فذاع صيته واشتهر بعد أن كان فريضة غائبة.. التوقيع الجماعة الإسلامية».

الجامعات

تعتمد الحركات الجهادية لتجنيد شبابها على جوامع الجامعات التى اعتبروها بيئة حاضنة لتفريخ أجيال جديدة أو ملتقى متاح وآمن لمناقشة أفكارهم وبلورة رؤاهم تحت مسمى الحديث فى الدين.. فيذكر وضاح سلامة  عضو عملية الجهاد الصغرى «عدت لاستئناف دراستى فى جامعة الإسكندرية، وكانت الجماعة الإسلامية وقتئذ تحت الإنشاء فبدأنا فى تشكيل مجموعات داخل زوايا ومساجد الكليات ومن هذا ظهرت مجموعة كلية الهندسة ومجموعة كلية طب ومجموعة تجارة التى أنشأت مسجد كلية التجارة بالإسكندرية وكان هناك شبه اجتماعات يومية فى جوامع الكليات وحدث تعارف فيما بين كل القائمين على النشاط الإسلامي، فتم التعارف بيننا مجموعة «تنظيم الجهاد «79»« وبين قيادات جماعة الإخوان المسلمين وقيادات السلفيين وغيرهم.

تكشف الموسوعة أن التنظيمات الإرهابية تعتمد فى التجنيد على فكرة الأنشطة الطلابية كأداة أخرى للتجنيد ففى اعترافات أحمد حامد الرجال عن تنظيم الفنية العسكرية قال إنه انضم فى أول العام الدراسى للجماعة الدينية بالكلية والتى كانت تعقد اجتماعاتها صباح الأحد من كل أسبوع، وقبل العملية بحوالى أربعة أشهر دعاه أحد الطلبة من زملائه بكلية الطب ويدعى محمد باشا إلى الانضمام إلى تنظيم طلابى يهدف إلى إقامة حكم الإسلام والاستيلاء على السلطة.. ولما أبدى استياء من كلامه قال إنه يمزح.

الطلاب

لفتت الموسوعة لأحد ملامح العنف لدى التنظيمات الجهادية وهى اختراقها للطلاب..كان أغلب المشاركين فى عملية الفنية العسكرية من الطلاب وتظهر البيانات أن نسبة الطلاب إلى نسبة الموظفين مضاعفة، فعدد الموظفين لا يزيد على ستة عشر موظفا بينما جاء عدد الطلاب ليصل إلى ستة وسبعين طالبا بنسبة زادت على 70 ٪.

كذلك كان عبد الرحمن محمد عبد الرحمن أحد المتهمين فى قضية الجهاد 79 فى وقتها طالبا بالثانوية العامة وانخرط فى مثل هذا العمل الإرهابى المنظم، يسجل الكتاب أقواله عن الإعداد للعملية فيقول إنه تم تقسيم أفراد التنظيم إلى المجموعات بحيث لا يعرف الشخص إلا أعضاء مجموعته وكانت مجموعة عبد الرحمن تجتمع كما يقول نصا « كى نقرأ القرآن و نتدارس بعض الأحكام الخاصة بالقتال والجهاد ضد الكفر والشرك بالله وكنا دائما نركز على كتابات فضيلة الأستاذ سيد قطب» حسب تعبيره.

الأمر الذى يبدأ بالتأثير الفكرى والعقائدى يمتد للتأهيل والسلوك فيقول فى أقواله «ثم تطور الأمر إلى الوصول للتدريبات على الكاراتيه والكونغ فو ثم السلاح بداية من بنادق ضغط الهواء «الرش» إلى الطبنجات إلى البنادق وارتفعت مهارتى فى التصويب إلى أن وصلت إلى قطع خيط «دوبارة» عن طريق التصويب بالبندقية الرش، ثم التقيت القيادى حسن الهلاوى الذى تمت على يديه المبايعة بصيغتها المعروفة وتم بهذا الموقف وتلك المبايعة الاعتماد على ضمن أفراد التنظيم الأساسيين والنشطين.» كل هذا يحدث مع مراهق لم يتم الثامنة عشرة من عمره تم تأهيله ليكون إرهابيا نشطا.

شهادة

الأخطر من ذلك أن أساليب الجماعات  التكفيرية ما زالت مستمرة فى شكلها التقليدى إلى جانب توظيف المستجدات التقنية مثل الفيس بوك وتويتر وانستجرام وتليجرام، وهنا سأخرج من عرض الكتاب إلى سرد تجربة خاصة كنت معايشا لها فى أكتوبر 2017 وكنت حينها حديث العهد بأحد أكبر المدارس الثانوية بنين بمحافظة الجيزة فى الصف الأول الثانوي.. تميزت حينها بين زملائى فاختارنى معلمو اللغة العربية لكتابة الإذاعة المدرسية وتقديمها، وما هى إلا أيام حتى دعانى أحدهم يدعى «ش» معلم لغة عربية يتشابه فى ملامحه مع مرشد الإخوان الإرهابى محمود عزت وعمره 59 عاما.. طلب إلى أن أحضر معه صباح كل يوم فى مسجد المدرسة قبل موعد الطابور الصباحى بنصف ساعة لكى أحفظ القرآن من خلاله ومع مجموعة انتقاها هو من الطلاب، رفضت بداية ثم ألح على فذهبت وكان يقرأ من سورة «المجادلة» ثم خرج من طور القراءة والتحفيظ إلى التفسير وكان يشرح معنى التجادل والقبول المطلق بشكل يختلف عن ما تمليه الطبيعة وتفرضه الحياة السوية، وهو ما فهمت بعد ذلك أنه يقارب لحد بعيد مفهوم السمع والطاعة.

ناقشته فى ما أرى من ضرورة إعمال العقل وأهمية المناقشة وسردت ما عرفته من أحاديث نبوية فى ذات السياق فأبدى استياء شديدا وانقطعت علاقتى بتجمعه  الصباحى واقتصر تعاملى معه على مراجعة نص الإذاعة، ثم بعد حين طلب منى أن أقرأ ضمن مقدمة الإذاعة ورقة كتبها هو بخط يديه تتحدث بنبرة ترهيب عن حتمية الصلاة مع الجماعة وان تاركها بشكلها هذا دون عذر قهرى هو كافر، قلت له أن الدين علاقة بين الإنسان وخالقه ولا املاء لأحد بشيء وان القول بالقطع مستحيل فى أى مسألة وهذا حكم بالكفر، فاختار غيرى ليقدم الإذاعة، ثم ترك هو الاشراف واكتفى بتقديم كلمة له.

الجدير بالذكر أن هذا الرجل استطاع اجتذاب الكثيرين من الطلاب فى هذا التوقيت، وهذا الرجل فى نوفمبر من العام نفسه وعقب تفجير إرهابى استهدف مسجد الروضة بالعريش رفض أن يقول كلمة عن الحدث، عرفت بعد ذلك أنه إماما لزاوية صغيرة بحى بولاق الدكرور، وقد استقطب من زملائى الذين تحلقوا حوله فكان يدربهم حتى على صعود المنبر وهم غير مختصين وما هو إلا عام وبعض العام حتى تغيرت هيئتهم فى المظهر والمخبر، ومنهم من اعتبرنى كافرا وعلاقته بى أو واجهنى بحكم الكفر.

إن هذا ما يدعو لأهمية المتابعة الدقيقة من كل أسرة لأبنائها، يقول عبد الرحمن عضو تنظيم 79 نصا «كانت أسرتى على علم أننى بمعسكر مع الإخوة فى المسجد وأعطانى والدى مساحة كبيرة من الحرية لكننى أخطأت فى استخدامها وممارستها حيث انتهى بى الأمر إلى الوصول لبوابة السجن والمعتقل وبعد مرور السنين ألقيت باللوم على أبى حيث إنه لم يمارس أى نوع من أنواع الضغط أو الحرمان على ولده الكبير» هذا بنص حديثه والأمر اليوم أخطر مع استخدام قنوات التلجرام من أجل تجنيد الأطفال والمراهقين ضمن جماعات الإرهاب، وهو ما ستفرد له الجمهورية تحقيقا موسعا.

متعلق مقالات

الزمالك يطلب 2.5 مليون دولار لرحيل حسام عبد المجيد
ملفات

الدور المصرى الرشيد

19 أكتوبر، 2025
الزمالك يطلب 2.5 مليون دولار لرحيل حسام عبد المجيد
ملفات

فى ذكرى الاحتفال بنصر أكتوبر «الجمهورية» فى منزل بطل الحرب والسلام

19 أكتوبر، 2025
ثورة رقمية في المعارك الانتخابية.. «اللجان الإلكترونية» تحتل الصدارة
ملفات

ثورة رقمية في المعارك الانتخابية.. «اللجان الإلكترونية» تحتل الصدارة

16 أكتوبر، 2025
المقالة التالية
الزمالك يطلب 2.5 مليون دولار لرحيل حسام عبد المجيد

الدور المصرى الرشيد

اترك تعليقاً إلغاء الرد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

ملحق الجمهورية التعليمي

الأكثر قراءة

  • «محمود الفولي» يضيف إنجازًا جديدًا لمسيرته التربوية بنيل الدكتوراه من جامعة القاهرة حول الكتابة العلمية لطلاب STEAM

    «محمود الفولي» يضيف إنجازًا جديدًا لمسيرته التربوية بنيل الدكتوراه من جامعة القاهرة حول الكتابة العلمية لطلاب STEAM

    0 مشاركات
    شارك 0 تغريدة 0
  • محمد النادي: المعرفة مفتاح مستقبل الشباب المصري في الخارج

    0 مشاركات
    شارك 0 تغريدة 0
  • عميد هندسة الأزهر: هدفنا تخريج طالب يبدع ويفكر ويبتكر.. ونمتلك مشروعات معالجة مياه الصرف الصناعي للمصانع كثيفة الاستهلاك

    0 مشاركات
    شارك 0 تغريدة 0
  • كل ما عليك معرفته عن برج الثور الرجل

    0 مشاركات
    شارك 0 تغريدة 0
لوجو جريدة الجمهورية
صحيفة قومية أنشأتها ثورة 23 يوليو عام 1952, صدر العدد الأول منها في 7 ديسمبر 1953م, وكان الرئيس الراحل محمد أنور السادات هو أول مدير عام لها, ثم تعاقب على رئاسة تحريرها العديد من الصحفيين ويتولي هذا المنصب حالياً الكاتب الصحفي أحمد أيوب.

تصنيفات

  • أجراس الأحد
  • أخبار مصر
  • أهـلًا رمضـان
  • أهم الأخبار
  • إقتصاد و بنوك
  • الجمهورية أوتو
  • الجمهورية معاك
  • الدين للحياة
  • العـدد الورقـي
  • برلمان و أحزاب
  • تكنولوجيا
  • حلـوة يا بلـدى
  • حوادث و قضايا
  • رياضة
  • سـت الستـات
  • شهر الفرحة
  • عاجل
  • عالم واحد
  • عالمية
  • عرب و عالم
  • عقارات
  • فن و ثقافة
  • متابعات
  • مجتمـع «الجمهورية»
  • محافظات
  • محلية
  • مدارس و جامعات
  • مع الجماهير
  • مقال رئيس التحرير
  • مقالات
  • ملفات
  • منوعات
  • سياسة الخصوصية
  • إتصل بنا
  • من نحن

جميع حقوق النشر محفوظة لـ دار التحرير للطبع والنشر - 2024 ©

لا توجد نتائج
كل النتائج
  • الرئيسية
  • أخبار مصر
  • ملفات
  • مدارس و جامعات
  • محافظات
  • رياضة
  • برلمان و أحزاب
  • فن و ثقافة
  • حوادث و قضايا
  • المزيد
    • تكنولوجيا
    • عرب و عالم
    • إقتصاد و بنوك
    • الجمهورية معاك
    • منوعات
    • متابعات
    • أجراس الأحد
    • عالم واحد
    • مع الجماهير
    • العـدد الورقـي
    • مقال رئيس التحرير
إتصل بنا

جميع حقوق النشر محفوظة لـ دار التحرير للطبع والنشر - 2024 ©