لقد جاءت قمة شرم الشيخ لتنتصر المواقف والرؤى المصرية وليعترف الجميع بمحورية وفاعلية الدور المصرى فى منطقة الشرق الأوسط.. ولتؤكد مصر على مكانتها وقوة تأثيرها عربيًا وعالميًا وأنها دولة مركزية قوية وتشير إلى قوة رئيسها وحكمته وحنكته ومصداقيته فى كلمته ورؤيته.. ولتعيد العلاقات المصرية – الأمريكية إلى وضعها ومسارها الطبيعى وتؤكد مصداقية الرؤية المصرية والتى اعلنها الرئيس عبدالفتاح السيسى منذ بداية حرب الإبادة على غزة فى السادس من أكتوبر العام قبل الماضى وسعيه لوقف الحرب مبكرًا فور اندلاعها.. وفى ظل أزمة إنسانية حادة تدمى القلوب جراء العدوان الغاشم وحرب الإبادة التى يقوم بها جيش الاحتلال فى قطاع غزة والحصار والتوتر.. ثم مطالباته بإنفاذ المساعدات الإنسانية سواء الغذائية أو الطبية والإغاثية لأهالى القطاع وإنهاء معاناة الشعب الفلسطيني.. ثم رفضة رفضًا قاطعًا ووقوفه بكل حزم وحسم وإصرار ضد خطة تهجير أهل غزة من أرضهم قسريًا أو طوعا للاستيلاء على أرضهم وممتلكاتهم وطمس هويتهم.. مشددًا دائمًا على ضرورة اضطلاع المجتمع الدولى بدورة ومسئولياته بما يسهم فى تحقيق التهدئة وخفض التوترات بالمنطقة وتحقيق الأمن والاستقرار الإقليمى وصولاً إلى السلام العادل والشامل والدائم للقضية الفلسطينية وفقًا لمقررات الشرعية الدولية من خلال إقامة الدولة الفلسطينية المستقلة على خطوط الرابع من يونيو 67 وعاصمتها القدس الشرقية.إلى جانب جهوده المستمرة والمكثفة لحشد الدعم الدولى للخطة العربية لإعادة إعمار قطاع غزة ودعم حل الدولتين.
جاءت قمة شرم الشيخ بهذا الحضور القوى لتؤكد أن مصر هى حاضنة السلام وأنها بلد الأمن.. وأنها مازالت ورئيسها ساعية للحل العادل واسترداد الحقوق وحماية الأرواح والأرض والمقدسات بعد أن دمرت آلة الحرب الغاشمة لجيش الاحتلال كل ما هو قائم فى قطاع غزة.
جاءت القمة لتكلل بالنجاح الجهود الكبيرة والمستمرة على مدار الساعة التى بذلها الرئيس عبدالفتاح السيسى على كافة المستويات لحشد التأييد الدولى لوقف الحرب الغاشمة الدائرة فى عزة وادخال المساعدات الإنسانية والطبية ومنع التهجير القسرى والطوعى الذى هو فى حقيقته قسرى نتيجة تصعيب المحتل الحياة فى الداخل الغزاوى ودعم الخطة العربية الخاصة بالتعافى المبكر فى غزة وإعادة إعمارها.. ولتؤكد هذه القمة رؤية الرئيس السيسى أن الآلة العسكرية الغاشمة لن تحقق الأمن ولن تصنع سلامًا وستؤدى إلى زعزعة الاستقرار فى المنطقة كلها.. وأن التدخل فى شئون الدول لن يحقق استقرارًا.. وأن الحروب لن تقود إلى التنمية ورفاهية الشعوب.. رافضًا لأى انتهاك لميثاق الأمم المتحدة أو القانون الدولى تحقيقًا للسلم والأمن الدوليين.
جاءت قمة شرم الشيخ تلبية لمطلب الرئيس السيسى المجتمع الدولى والمنظمات والمؤسسات المعنية باتخاذ مواقف إيجابية ملموسة ومحسوسة وعملية وعدم الانسياق لفكر تهجير أهالى غزة للدول المجاورة وخاصة مصر والأردن ومؤخرًا السعودية.. مؤكدًا من خلال التواصل المباشر والدبلوماسى ان ذلك لن يؤدى إلى نزع فتيل الأزمة والتوتر والعنف بالمنطقة وإنهاء الكارثة الإنسانية التى يعيش فيها أهالى فلسطين بل ستزداد المشاكل والكراهية والحروب الإقليمية.