بمجرد بدء سريان وقف إطلاق النار فى قطاع غزة عاد فى اليوم الأول أكثر من ثلاثمائة ألف فلسطينى إلى منازلهم التى هجروها قسرا ليروها مجرد أطلال وركام وبقايا ذكريات لتستمر معاناة الفلسطينيين إلى أن يتم الانتهاء من إعادة إعمار القطاع التى تستغرق خمسة أعوام وبتكلفة تقدر بنحو 53 مليار دولار وفق الخطة المصرية العربية لإعادة إعمار القطاع والتى تتم على ثلاثة مراحل زمنية وقد تزيد التكلفة عن ذلك نتيجة الأضرار الإضافية بينما ترى الأمم المتحدة أن إزالة 55 مليون طن من الركام قد تستغرق 15 عاما و70 مليار دولار لإعادة الإعمار.
وكان ستيف ويتكوف مبعوث الرئيس ترامب للشرق الأوسط قال فى يناير الماضى ان إعادة إعمار غزة قد تستغرق 10 إلى 15 عاما..أما خطة ترامب الأخيرة التى تم على أساسها وقف الحرب فلم تحدد مدة زمنية لإعادة الإعمار فقط أشارت إلى أنه تم إعداد العديد من المقترحات الاستثمارية المدروسة وأفكار لمشاريع عقارية مثيرة من مجموعات دولية حسنة النية سيتم دراستها للتوصل إلى إطار زمنى وإدارى يجذب ويسهل هذه الاستثمارات التى ستخلق فرص عمل وفرصا وأملا لمستقبل غزة.
سألت الذكاء الاصطناعى كم تستغرق فى رأيك عملية إعادة إعمار غزة؟ فأجاب بعد أن أشاد بالسؤال أن ذلك يعتمد على عدة عوامل سياسية واقتصادية وأمنية فإذا توافرت الظروف المثالية من هدوء أمنى وتمويل دولى ضخم وفتح المعابر بالكامل قد تستغرق من 7 إلى 10 سنوات لإعادة إعمار البنية التحتية والمنازل والمستشفيات والمدارس بشكل كامل وربما أقل «5 سنوات « لإعادة الخدمات الأساسية فقط..أما فى حالة استمرار الحصار أو ضعف التمويل فقد تمتد إعادة الإعمار إلى 15 سنة أو أكثر وتكلفة إعادة الإعمار تتجاوز 50 إلى 60 مليار دولار وهو رقم ضخم يصعب جمعه بدون اتفاق سياسى شامل هكذا يقول الذكاء الاصطناعى.
إن وقف حرب غزة إذا صمد الاتفاق وهو مانتمناه جميعا فالحياة لن تعود إلى طبيعتها قبل مرور خمسة أعوام على الأقل حسب الخطة المصرية العربية وربما تمتد إلى أكثر من ذلك ما يعنى أن الفلسطينيين تنتظرهم معركة جديدة هى معركة الإعمار فالقطاع تم تدميره وفقد 85 ٪ من سكان غزة منازلهم والأرقام تقول ان 300 ألف وحدة سكنية سويت بالأرض وتعرضت مائة ألف وحدة لأضرار جزئية و85 ٪ من شبكة الطرق تعرضت للدمار ويعيش أكثر من مليون ونصف المليون فى مأوى مؤقت ومخيمات مكتظة تفتقر إلى الخدمات.
إن تكلفة إعادة إعمار قطاع غزة تتطلب إنشاء صندوق دولى لدعم الإعمار وهيئة دولية للإشراف عليه لكن تبقى المشكلة أن الرئيس الأمريكى ترامب لم تزل لديه رؤيته الخاصة لشكل غزة بعد الحرب فهل ينجح فى فرضها مثلما نجح فى فرض السلام؟









