أكد الدكتور خالد القلاف، الأستاذ بالمعهد العالي للفنون الموسيقية في دولة الكويت، أن توظيف قدرات الذكاء الاصطناعي يعيد للأغنية الكويتية حضورها القوي في المشهدين الخليجي والعربي، ويفتح أمامها أبواب الانتشار الدولي بشكل لم يكن متاحا في العقود الماضية، لافتًا إلى أن الذكاء الاصطناعي يمثل في المرحلة الراهنة نقطة تحوّل محورية في مسار الأغنية الكويتية، وأنه قوة مؤثرة تعيد تشكيل منظومات الإنتاج والتوزيع والاستهلاك الفني على مستوى عالمي.
جاء ذلك في الورقة البحثية التي قدمها الدكتور القلاف بعنوان: “استشراف مستقبل الأغنية الكويتية في ظل الذكاء الاصطناعي”، خلال مشاركته في مؤتمر ومهرجان الموسيقى العربية الثالث والثلاثين، الذي يُعقد تحت عنوان «الموسيقى العربية في ظل التحوُّل الرقمي.. آفاق وتحديات»، في دار الأوبرا المصرية بالقاهرة، خلال الفترة من 16 حتى 21 أكتوبر الجاري.
أوضح عضو مجلس إدارة جمعية الفنانين الكويتيين ورئيس لجنة البحوث والدراسات أن الإمكانات التي يتيحها هذا الحقل التقني تحقق آفاقا جديدة غير مسبوقة كالقدرة على توليد الألحان تلقائيا ومعالجة الأصوات وتحسينها بجودة عالية جدا وتحليل البيانات الضخمة لفهم تفضيلات الجمهور، وتصميم استراتيجيات تسويقية تستهدف شرائح محددة بدقة.
وأشار ممثل دولة الكويت في مؤتمر ومهرجان الموسيقى العربية الثالث والثلاثين، إلى أن المفارقة تكمن في أن هذه الثورة التكنولوجية تحمل في طياتها تحديات وجودية تهدد بطمس الهوية الموسيقية وتفريغها من مضمونها الجمالي والثقافي، مضيفًا: فحين تتحول الموسيقى إلى منتج خوارزمي بالكامل، تصبح قيم الأصالة والإبداع الإنساني مهددة بالتراجع لصالح أنماط مكررة تعتمد على المعايير الرقمية وليس على التعبير الوجداني، لافتًا إلى أن تسارع وتيرة الابتكار قد يقود إلى حالة من “التهجين الثقافي” التي تذيب الفوارق بين الجذور الفنية المختلفة.
أوضح الدكتور خالد القلاف، أن الجمع بين التمسك بالجذور التراثية، وبين فتح الباب أمام الحداثة، يتطلب رؤية استراتيجية متكاملة تقوم على ثلاثة مرتكزات أساسية: وهي: أولا: تمكين الفنانين من اكتساب مهارات تقنية تؤهلهم للتفاعل مع أدوات الذكاء الاصطناعي دون فقدان هويتهم الفنية.
ثانيا: بناء سياسات ثقافية تحمي الملكية الفكرية وتضمن عدالة الاستخدام، بحيث لا يتحول الذكاء الاصطناعي إلى أداة لإقصاء الفنان أو سرقة إبداعه. ثالثا: الاستثمار في مشاريع أرشفة رقمية ذكية تعيد إحياء التراث الغنائي الكويتي، وتتيح له فرصة الاندماج مع الأجيال الجديدة من خلال قوالب معاصرة تحافظ على الجوهر وتطور الشكل.

الدكتور خالد القلاف يقدم ورقته البحثية في مؤتمر ومهرجان الموسيقى العربية الـ33 بالقاهرة

جانب من مشاركة الدكتور خالد القلاف في مؤتمر ومهرجان الموسيقى العربية الثالث والثلاثين

مشاركة الدكتور خالد القلاف في مؤتمر ومهرجان الموسيقى العربية الـ33 بالقاهرة