> حين تنعم بدفء الأمن والأمان وحالة من الاستقرار فتلك نعمة كبرى لا ينبغى بحال من الأحوال التفريط فيها خاصة أن لديك تجارب مريرة قد مرت بك خلال أزمنة عديدة مضت ذاق خلالها الشعب الأعزل من السلاح أنواعًا شتى من الآلام.
> ومن هنا فإن ما يجرى فوق أرض غزة بعد توقيع اتفاق وقف إطلاق النار بين المقاومة الفلسطينية وإسرائيل ينبيء بأن هناك مَنْ يسعى مرة أخرى لإشعال نيران الحرب من جديد لذا فهل يُترك لهؤلاء الغوغاء الحبل على الغارب ليفعلوا ما يشاءون.. ويعيدوا عقارب الساعة إلى الوراء مرة أخري.. وبالتالى يتم إشعال المنطقة نارًا من جديد ويظهر تُجّار الدم بوجوهم القبيحة ليستولوا على الأخضر واليابس وهو ما يسعون إليه بكل دأب ولكن هل يرضى دعاة السلام من كل حدب وصوب بأن تذهب جهودهم سدى بحيث يتحكم فى مصائر الشعوب شرذمة من الناس لا خلاق لهم ولا مبدأ.. وبالتالى فإن ما يحدث فى الأراضى الفلسطينية لا يقبله أحد ممن سعوا إلى وقف الحرب بل إن عليهم أن يقفوا فى مواجهة تلك الفئة التى تريد بالزمن أن يعود إلى وراء وتدور رحى الحرب من جديد.. حتى يحققوا ما يريدون من تنفيذ مخطط التآمر والعمالة.. وفى النهاية يكون الضحية هم أهالى فلسطين فى غزة والضفة.
وعلى الجانب المقابل فيجب على العقلاء من رجال السلطة فى فلسطين أن يعملوا جاهدين من أجل إفشال هذا المخطط «المتوقع» وأن يفوتوا الفرصة على أمثال هؤلاء العملاء الذين يسعون بشتى الطرق أن يجعلوا من الأراضى الفلسطينية ساحة للكسب غير المشروع عن طريق تجارة الدماء التى يرفضها كل مخلص وشريف فوق تراب أمة العرب.
> إن ما فعله البعض من أعضاء حركة حماس بعد الهدنة مع الجانب الإسرائيلى يشى بأن هناك أمرًا يدبر بليل.. صحيح كان هناك خونة وعملاء للإسرائيليين داخل القطاع وهناك مَنْ قاتل إلى جانب جيش الحرب الإسرائيلي.. ولكن ورغم كل ذلك فعلى قادة حماس- عسكريين وسياسيين- أن يفكروا مليًا قبل الإقدام على أى فعل ضد عملاء إسرائيل حتى لا يُتخذ ما يفعلونه ذريعة لإشعال نيران الحرب مرة أخرى وهو ما تتمناه إسرائيل.. وهذه المرة سيكون القتال، فلسطينيًا- فلسطينيًا.. وهذا ما لا نرجو أن يحدث مهما كانت المبررات التى يسوقها أى فريق.. فالدماء العربية غالية جدًا لا يجب أن تراق هكذا تارة بيد الصهاينة وتارة أخرى بيد إخوانهم العرب.
أفيقوا يا أهل فلسطين فأنتم أمام عدو يتربص بكم الدوائر فكونوا على حذر.. واعتصموا بحبل الله ولا تفرقوا.. تفوزوا وتسعدوا.