يعيش العالم ثورة غير مسبوقة فى دنيا التقدم التكنولوجى المذهل والذكاء الاصطناعى الذى لم يخطر على بال بشر.. وكل يوم يظهر جديد يصيب الإنسان بالدهشة.. ولسان حاله يقول إلى أين يأخذنا الذكاء الاصطناعي.. وكيف يعيش إنسان الحاضر والماضى فى عالم المدن الذكية التى لم يعهدها من قبل.. وأصبحنا نعيش الخيال العلمى الذى كنا نشاهده فى الأفلام الأمريكية السينمائية والكرتونية منذ ظهور سوبر مان وبات مان وسبايدر مان والرجل الأخضر والرجل الثلجى والمرأة المسحورة.. صار عالم الذكاء الاصطناعى واقعًا ملموسًا لكل كوامن الخيال البشري.. وأصابتنى الدهشة عندما قرأت عن صاعقة كهرومغناطيسية ستضرب الأرض يومًا.. فتشل عالم الالكترونيات وكل وسائل التقدم وتعيد البشر بعالمه إلى عصور الظلام والعصر الحجرى ما قبل اكتشاف الكهرباء وكل السبل العسكرية.. ويصبح الحطب والخشب هو مصدر الوقود والطاقة والخيل والجمال وسيلة الانتقال.. والسهم والنبال والسيوف هى أسلحة القتال.. لكن اصابتنى دهشة غبت فيها عن الوجود لحظات عندما قرأت عن تلك المرأة الغامضة الأنيقة الوسيمة التى ذهبت إلى زيارة الدولة الكبري.
>>>
فوجيء ضابط الجوازات وهو يفحص ركاب الرحلة القادمة لزيارة بلاده بسيدة أنيقة وسيمة تقدم له «الباسبور» الخاص بها.. وفوجيء بأنها قادمة من دولة ليس لها وجود على خريطة العالم.. ظل يبحث طويلاً بين كل الدول المحملة أمامه على الحاسب الالكتروني.. فلم يجد لها سبيلاً.. وضع التأشيرة التى تحملها على جهاز الفحص أمامه فلم يستدل على اسم الدولة.. ولم يستدل على أصل التأشيرة.. حيث ترسل سفارات أى دولة صورة من التأشيرات التى تمنحها لزائرى الدولة من كل بلدان العالم.. ولم يجد للتأشيرة أثرًا فى كل سفارات بلاده فى الخارج.. فعاد وسألها عن اسمها والدولة القادمة منها فقالت نفس الاسم الموجود فى جواز سفرها الذى فى يده فسألته لماذا تسأل كل هذه الأسئلة.. أين أنا؟.. فقال لها أنت هنا فى الدولة الأوروبية الكبيرة.. فصمتت.. استدعى ضابط الجوازات.. السلطات الأعلي.. وفحصوا جواز السفر واسم الدولة والتأشيرة.. فلم يعثروا على أثر لهذه الدولة غير الموجودة على خريطة العالم.. فاصطحبوا هذه المرأة الغامضة إلى حجرة مستقلة فى المطار.. وأحكموا الإجراءات الأمنية عليها.. لحين التوصل إلى حكاية هذه المرأة.. وبعد ساعات.. عادت سلطة المطار لأخذ هذه السيدة للسلطات الأعلى فلم يجدوا السيدة رغم إحكام الأبواب والإجراءات الأمنية.. اختفت المرأة الغامضة وجواز سفرها.. بينما تركت الحيرة والغموض للجميع.. فهل يمكن للذكاء الاصطناعى ودنيا الريبوتات أن يصل بالإنسان إلى ابتكار مثل هذه المرأة الغامضة.. وهل يمكن أن ينافس الذكاء الاصطناعى فى خلق جيوش وأسلحة من الريبوتات تحل محل البشر فى اختراق أوكار الإجرام والإرهاب وتنفيذ المهام الحربية دون خسائر فى الأرواح.. وهل يمكن استخدام الوسائل الالكترونية فى الحروب والقتل والاغتيال عن بعد مثلما حدث فى تفجير أجهزة محمول عناصر حزب الله من قبل.
>>>
قطعًا يخطيء كثيرون عندما يصنعون الإنسان.. والعقل البشرى فى مقارنة مع الذكاء الاصطناعى وقدراته وإمكاناته التى يرى المخطئون أنها تفوق قدرات البشر.. ويزيدون فى الخطأ عندما يؤكدون أن الروبوت سوف تحل محل البشر فى كثير من الوظائف.. فهذه مقارنة فى قمة الخطأ.. فلا يمكن ان تقارن بين الصانع وما يصنعه.. بين الخالق.. والمخلوق.. بين الابتكار والمبتكر ــ بضم الميم وفتح الكاف ــ فالذى يصنع ويبتكر ويمول الحاسب والريبوت هو العقل البشرى الذى يفعل كل جديد وكل يوم هو العقل البشري.. الذى يسابق الزمن فى الوصول إلى كل جديد فى كل ثانية هو الإنسان.
>>>
لكن إلى أين يقود العلم الكرة الأرضية.. وإلى أين يقود عقل الإنسان.. الإنسانية.. وماذا تفعل العقول بالابتكارات المتسارعة بين البشر.. وإلى أين يذهب الذكاء الاصطناعى بحياة البشر.. هذا هو بيت القصيد.. وإلى كل جديد فى عالم الذكاء الاصطناعى نلتقي.. ولكن يبقى لغز المرأة الغامضة.. هل كان فضائيًا.. أو كائنًا سفليًا.. أم افرازات دنيا الذكاء الاصطناعي..؟! ربما يأتى الحل فى التو واللحظة!!