«الاثنين الماضي» كانت عيون العالم بملياراته الثمانية تتجه إلى مدينة السلام «شرم الشيخ» وكان توقيع الاتفاق رسالة للعالم كله بحضور الرئيس عبدالفتاح السيسى وضيفه الكبير دونالد ترامب وسط هذا الحضور الدولى المميز الذى يعكس التقدير العالمى لمكانة ودور مصر كصانع وحام وحارس للسلام والاستقرار فى منطقة عانت لعقود طويلة من حروب وقتل وتشريد وتدمير.. هذا الحضور العالمى رسالته ان السلام بات ضرورة مهمة وان الحروب والدبابات لا تحل القضايا وان التفاوض والحكمة بحسب قراءة التاريخ هى التى أنهت حروبا طويلة.. ما حدث فى شرم الشيخ أكثر المتفائلين كان قبل عام ونصف العام لم يكن يتوقع هذا وأن يخاطب الرئيس عبدالفتاح السيسى ومعه الرئيس الأمريكى ترامب وشركاء السلام العالم من منصة «شرم الشيخ» المنتجع الذى بات «أيقونة» للسلام فى الأرض نفسها التى كلم الله فيها سيدنا موسى وأيضاً مرت منها رحلة العائلة المقدسة السيد المسيح عيسى بن مريم مع والدته العذراء فى دخولهما إلى مصر.
العالم يوم الاثنين الماضى تسمر أمام شاشات الفضائيات فى واحدة من أهم السهرات السياسية الحقيقية فى التاريخ الحديث ولم يحدث مثل هذا التجمع العالمى منذ نهاية الحرب العالمية الثانية التى انتهت بالقنبلة النووية فى هيروشيما ونجازاكي.. رسائل كثيرة بعثتها القمة لأطراف الصراع العربى – الإسرائيلى وأولاها ما قاله الرئيس ترامب نفسه فى الكنيست وما قاله فى شرم الشيخ.. وما أكده الرئيس عبدالفتاح السيسى وهو يخاطب الشعب الإسرائيلى بأهمية السلام والتعايش فى كلمات بليغة تمس الوجدان.. وأيضاً إلى الأشقاء فى فلسطين والأمل فى المصالحة الفلسطينية – الفلسطينية من أجل بناء الدولة واعتبار قمة شرم الشيخ عيد ميلاد جديد لإقامة دولتهم.
خلال أيام تبدأ عملية الإعداد للإعمار وهنا نقول ان قادة العالم الحضور فى شرم الشيخ هم أيضاً شهود بدء مسيرة إعمار ما دمرته حرب استمرت 732 يوما حولت مدينة كاملة إلى «كومة من الدمار» غير قابلة للحياة وتحتاج إلى مليارات الدولارات لإعادة إعمارها وإقامة بنيتها التحتية.. والذى نخشاه ألا تلتزم إسرائيل بما تم الاتفاق عليه وخشية كل الأطراف أن تسيطر عقلية «المؤامرة» على قادة إسرائيل ويتصيدون الذرائع لأبناء فلسطين وتدخل فى دوامة اللاحرب واللاسلم وهذا ما لا يتمناه أى زعيم من الحضور وأيضاً الذين لم يتمكنوا من الحضور إلى شرم الشيخ.. الوقت الحالى يحتاج «مجلس السلام» الذى يريد إنهاء مراحل الاتفاق التحرك السريع من أجل أن نرى سلاما حقيقيا على أرض فلسطين وأن يعود الاستقرار إلى منطقة الشرق الأوسط وفلسطين التى لا أعتقد أنه مر يوما دون ذكر مأساتها فى فضائيات وإذاعات وصحف العالم.. هذا الشعب الذى عانى منذ 108 أعوام عندما أصدر بلفور وعده عام 1917 وخاضت دول المنطقة الحروب تلو الحروب.. ونتمنى أن تكون اتفاقية شرم الشيخ كما تمنى القادة والسيد الرئيس عبدالفتاح السيسى أن تكون حرب غزة الأخيرة آخر الحروب فى منطقتنا ليتفرغ دولها إلى البناء والتعمير والرخاء والأمن والأمان.
من شرم الشيخ وقف قادة العالم يتحدثون وعيونهم تقرأ الماضى قبل 52 عاما مرت على انتصارات أكتوبر وكانت هذه المدينة نفسها التى تصنع دولتها السلام الدائم مسرحا لحروب ضروس بين مصر وإسرائيل وها هى مصر تعلن من شرم الشيخ يسعى الجميع إلى السلام.. شرم الشيخ المنارة السياحية قبل 52 عاما كانت مسرحا لحرب 1973 وقبلها 67، اليوم ترسم أهم خطوات السلام للفلسطينيين.. نتمنى أن يتحقق سريعا ولا يدخل فى نفق تفاصيل لا تخدم السلام بل تخدم معارضى الاستقرار ومؤيدى الدمار والإرهاب.. تحية لصناع السلام فى شرم الشيخ.. وللحديث بقية.
البطاقة المصرفية «مشكلة»
احترس عندما تستخدم البطاقة المصرفية بماكينة صراف غير البنك الذى استخرج البطاقة كى لا تمر بمتاهة طويلة فقد حدث لى قبل أيام فى فرع أحد البنوك بنادى النادى ان سحبت الماكينة «البطاقة» صباحا وللأسف تغير الحال فلم يعد للبنك سيطرة على هذه العملية التى تتولاه شركة أخري.. ويمر أحد أفرادها عند عطل الماكينة لكن قد يستغرق يوما أو يومين وحظ المواطن لو كان الأمر يوم خميس عليه أن ينتظر ليوم الأحد التالي.. لكن هنا أشكر الأستاذ محمد جمال مسئول بطاقات البنك والأستاذ هانىعبده نائب مدير فرع النادى اللذين بذلا جهدا مهما لإعادة البطاقات لحوالى 30 مواطنا ابتلعت الماكينة بطاقاتهم.. ترى لو كان أحدهم أجنبيا أو فى طريقه إلى المطار الأمر يتطلب العودة لسيطرة فرع البنك على موضوع البطاقات لأن التجربة تؤكد أن هناك عقبات كثيرة من خلال الشركة المسئولة عن صيانة الماكينات. وهذه العملية.. أو ايجاد حل يصل للمواطن الذى فقد بطاقته.