كشف الباحث أشرف رمضان، الصحفي بمؤسسة أخبار اليوم، عن رؤية استراتيجية شاملة حول كيفية مواجهة التحديات الرقمية، وتأثيرها على الأمن القومي المصري، وذلك في رسالة ماجستير بالدراسات السياسية والاستراتيجية بالأكاديمية العسكرية للدراسات العليا والاستراتيجية، التي ناقشها، بعنوان: “تداعيات وسائل التواصل الاجتماعي على الأمن القومي المصري – أحداث 25 يناير نموذجًا”.
ترأس لجنة المناقشة اللواء أركان حرب الدكتور مجدي حجازي، مستشار قيادة الأكاديمية العسكرية للدراسات العليا والاستراتيجية، وبعضوية كل من اللواء أركان حرب الدكتور أسامة راغب، أستاذ الاستراتيجية والإعلام السياسي، والأستاذة الدكتورة أمل شمس، أستاذ علم اجتماع التنمية بكلية التربية – جامعة عين شمس، والتي أجازت الرسالة بعد مناقشة علمية موسعة.
تناولت الرسالة الدور المحوري الذي لعبته وسائل التواصل خلال أحداث 25 يناير 2011، وكيف تحولت من منصة للتواصل الاجتماعي إلى أداة للحشد والتعبئة السياسية، مُؤكدة أن هذا التحول خلق تحديًا جديدًا أمام منظومة الأمن القومي المصري، إذ أصبح الفضاء الإلكتروني ساحة موازية للصراع السياسي والاجتماعي.
أكدت الدراسة أن أحد أهم الدروس المستفادة من أحداث 25 يناير 2011 هو أن الأمن القومي الحديث لا ينفصل عن الأمن المعلوماتي، وأن مواجهة التهديدات الرقمية تتطلب بناء قدرات وطنية متخصصة في مجال الأمن السيبراني، إلى جانب تطوير التشريعات والقوانين التي تُواكب التحولات التكنولوجية المتسارعة.
قدَّم الباحث في ختام دراسته استراتيجية وطنية متكاملة لتعزيز الأمن القومي في الفضاء الرقمي، تتضمن إنشاء مركز وطني للأمن السيبراني، وتطوير أنظمة الإنذار المبكر، وبناء إعلام وطني رقمي قادر على مواجهة الشائعات بالمصداقية والسرعة، فضلاً عن دعم البحث العلمي في مجالات الذكاء الاصطناعي والتكنولوجيا المحلية.
وخلصت الدراسة إلى أن الأمن القومي لم يعد يُختزَل في الجوانب العسكرية فقط، وإنما أصبح الفضاء الرقمي جبهة رئيسية من جبهات الصراع المعاصر، ما يستلزم رؤية شاملة تدمج الأمن السيبراني في صلب منظومة الأمن القومي، مُشيرة إلى أن وسائل التواصل الاجتماعي سلاح ذو حدين؛ فإما أن نستثمرها كأداة للديمقراطية والتنمية، أو نتركها تتحول إلى وسيلة تهدد استقرار المجتمع والدولة. ومن هنا تأتي أهمية بناء استراتيجية وطنية متكاملة للأمن الرقمي في مصر.”