في إطار جهود جامعة القاهرة الرامية إلى دعم البحث العلمي وتوظيف التكنولوجيا الحديثة في خدمة التنمية المستدامة، تواصلت فعاليات مؤتمر جامعة القاهرة الدولي للذكاء الاصطناعي، الذي يهدف إلى مناقشة أحدث الاتجاهات العالمية في تطبيقات الذكاء الاصطناعي وتأثيره على مختلف القطاعات الحيوية.
وفي هذا السياق، شهدت قاعة (78) بكلية الآداب انعقاد جلسة علمية متميزة بعنوان “التآزر بين الذكاء الاصطناعي والأمن السيبراني”، بمشاركة نخبة من خبراء الأمن السيبراني والتحول الرقمي والتشريعات التقنية، لبحث سبل توظيف الذكاء الاصطناعي في تعزيز منظومات الحماية الرقمية ومواجهة التهديدات السيبرانية المتنامية.

شارك في الجلسة كل من الدكتور محمد حجازي، خبير السياسات العامة والتشريعات والشؤون التنظيمية، والدكتور عادل عبد المنعم، خبير الأمن السيبراني مع (ITU-ARCC) وخبير الجريمة السيبرانية والأدلة الرقمية مع مكتب (UNODC)، والمهندس محمود توفيق، خبير الأمن السيبراني والتحول الرقمي، والمهندس إبراهيم مصطفى، فيما أدار الجلسة المهندس محمد الفاتح، مؤسس شركة ZINAD وقائد فصل OWASP القاهرة.
ناقشت الجلسة دور الذكاء الاصطناعي في دعم الدفاعات السيبرانية من خلال الكشف المبكر عن التهديدات وتحليل السلوك والتصنيف الذكي للهجمات، واستعرضت تطبيقات عملية شملت تحليلات السلوك، وحماية الطرفيات، وأتمتة غرف العمليات الأمنية..

كما تناولت المناقشات أبرز المخاطر المرتبطة بتطبيقات الذكاء الاصطناعي، مثل هجمات الخصومة (Adversarial Attacks) وانحراف النماذج (Model Drift) وقضايا خصوصية البيانات والامتثال التنظيمي، مؤكدين أهمية الاستثمار في تطوير الأدوات والمهارات البشرية القادرة على تشغيل أنظمة الذكاء الاصطناعي بأمان داخل مراكز العمليات الأمنية.
واختُتمت الجلسة بتقديم خارطة طريق استراتيجية لترتيب أولويات الحالات عالية التأثير ودمج الإشراف البشري في منظومات الذكاء الاصطناعي، مع وضع مقاييس أداء دقيقة لقياس السرعة والدقة وتقليل المخاطر، بما يضمن بناء بيئة رقمية أكثر أمانًا واستدامة في مواجهة التحديات السيبرانية الحديثة.

أبرز توصيات الجلسة:
- دمج الذكاء الاصطناعي في برامج الأمن السيبراني بطريقة آمنة ومنهجية وفق خارطة طريق واضحة.
- تعزيز سرعة وكفاءة اكتشاف التهديدات مثل التصيد الاحتيالي والبرمجيات الخبيثة عبر تقنيات التعلم الآلي.
- تطوير أدوات فعالة (Tooling) لتطبيق حلول الذكاء الاصطناعي عمليًا في حماية البيانات والاستجابة للحوادث.
- التركيز على تحليل السلوك (Behavior Analytics) لتحسين رصد الأنشطة المشبوهة وتقليل المخاطر.
- مراعاة الجوانب التنظيمية والخصوصية وضمان الالتزام بالمعايير والقوانين أثناء تطبيق تقنيات الذكاء الاصطناعي.
- مواجهة تحديات انحراف النماذج والهجمات المعادية من خلال رقابة بشرية مستدامة.