وفعلتها مصر القوية التى راهنوا على سقوطها مرارا وتكرارا .. وخططوا ودبروا لإضعافها وتوريطها فى مواجهات عديدة فى أوقات سابقة وحالية .. فعلتها مصر وكانت على قدر مسئوليتها وحجمها الطبيعى فى المنطقة القيادة الطبيعية التى تحسم جميع الأمور فى الأوقات الحاسمة والصعبة ..
فعلتها مصر وكانت اتفاقات الهدنة ووقف الحرب وتبادل الأسرى والرهائن بشروط وتوصيات مصر بعد أن كانت محاولات فرض التهجير بالقوة والغطرسة وكان الرد المصرى الحاسم « لا للتهجير « و« التهجير خط أحمر» فسيناء أرض مصرية لايحق لأحد أن يدخلها ولا يسيطر عليها .. ولو كان الأمر فى ظاهره الرحمة فقد كانت مصر تدرك حقيقة المخطط للاستيلاء على سيناء من ناحية .. وللقضاء نهائيا على القضية الفلسطينية من ناحية أخرى ..
قالت مصر ورئيسها كلمة واحدة – لا للتهجير – ورغم الإغراءات بالمنح وإلغاء الديون من ناحية وبالتهديدات الصريحة المباشرة من ناحية وقفت مصر ترفض رفضا باتا وحاسما لمخطط التهجير .. وللضغوط الكثيرة لتحقيقه سواء من المتعاطفين أو من العملاء والخونة وأعضاء الجماعة المحظورة وتحريضاتهم ضد الدولة المصرية بشكل عنيف على منصاتهم المأجورة ..
إنها مصر التى نجحت فى تطوير جيشها وتسليحه حتى أصبح من أقوى الجيوش على مستوى العالم ويحسب له ألف حساب ..ولو كان الرئيس عبد الفتاح السيسى قد استمع للمهاجمين والرافضين لتسليح الجيش بحجج واهية لما وصلنا الآن لهذا المستوى الذى نفخر به جميعا أمام العالم كله .. ولولا أن من الله علينا بجيش قوى وبرئيس يعى جيدا المخاطر المحيطة لما كانت مصر الآن تفرض كلمتها على العالم كله ويتم توقيع اتفاق الهدنة على أرض سيناء وفى يوم النصر والكرامة فى السادس من أكتوبر وبحضور قيادات حماس التى كانت تتحرك بحرية دون خوف أو حذر لأنهم فى مصر الآمنة المطمئنة وليسوا فى دول أخرى يمكن أن يتم الاعتداء فيها على ضيف أو اغتياله كما حدث سابقا ..
ولكل كارهى مصر نسأل الآن .. من الذى ربح فى النهاية بعد أن أدار الأمر بحنكة وسياسة أدهشت الجميع حتى وصلنا لمائدة المفاوضات دون خوض الحروب والصراعات التى دفعونا دفعا للتورط فيها ؟؟ ومن الذى جمع الأضداد كلهم ليجلسوا فى سيناء متحاورين .. ومن الذى دفع العالم للاعتراف بالدولة الفلسطينية .. ومن الذى أوقف مخطط التهجير؟؟ إنها مصر بقيادة الرئيس السيسى الذى وضع نهاية للحرب برؤية سياسية واضحة وحاسمة أجبرت الجميع على احترامها وقبولها ..
نعم إنها مصر القوية رغم ما يحاك لها من مكائد ومخططات .. مصر التى يحاول الجميع أن يختطف مكانها ومكانتها فيفشل فشلا ذريعا .. مصر التى تدير أخطر الملفات بعقلانية وحكمة رغم كل مشاكلها الاقتصادية والداخلية فتنجح نجاحا لم يحققه أحد ليعود كل الأقزام إلى جحورهم خائبين مدحورين ..