مصر بثقلها الإقليمى.. فرضت السلام.. فى منطقة كانت عصية على الحل.. والدليل ما شاهدناه قبل بضعة أيام من توقيع وثيقة تعتبر الأهم فى تاريخ الأمم.. فقد اجتمع قادة العالم فى شرم الشيخ مدينة السلام.. لمشاهدة التوقيع من الأطراف المعنية ألا وهى مصر وأمريكا وقطر وتركيا والتى جاهدت وكافحت من أجل إقرار سلام اعتبره سلام الشجعان، خاصة مصر التى أثبتت برؤية القيادة السياسية الثاقبة أنه لا تهجير للفلسطينيين من أرضهم لأنهم أصحابها منذ فجر التاريخ، ولا حل للقضية إلا بالتفاوض والنظر فى كافة الجوانب المؤدية إلى السلام.
صراحة كانت الاحتفالية فى شرم الشيخ مبهرة ورائعة وناجحة بكل المقاييس تؤكد دور مصر الكبير وريادتها كعادتها وأنها الحاضنة للفلسطينيين والراعية لقضيتهم منذ 1948 وللآن، رغم محاولات الاحتلال تهميش دور مصر وإبعادها بكل السبل كى تنفرد بالفلسطينيين وتفرض كلمتها وسلطتها بابتلاع ليس قطاع غزة وإنما الضفة الغربية ورام الله بأكملها، لولا وقوف مصر وتصديها لكل هذه المحاولات الظالمة متخذة من انحياز واشنطن الكامل للمغتصبين وهذا ما لاحظناه جميعاً فى محطة ترامب الأولى عندما ذهب إلى إسرائيل واعتلى منصة الكنيست فغازل الإسرائيليين وغازلوه وسمعنا كلمات الأطناب الأمر الذى أوجس فى نفوسنا جميعاً خيفة من تشجيع نتنياهو وفريقه المتشدد على التلكؤ أو اتخاذ أى ذريعة لنقض الاتفاق لحرمان الفلسطينيين من حقوقهم والرجوع إلى الوراء.. فما الذى حدث فى الكنيست؟
الحقيقة.. أن ما دار من مجاملات فجة فى الكنيست يؤكد أن إسرائيل فى قلب وعقل ترامب أبد الدهر بدليل تأكيد ترامب على ذلك قبيل مغادرته إلى شرم الشيخ عندما قال بالحرف الواحد.. لقد انتصرت إسرائيل بمساعدتنا بكل ما فى وسعها بقوة السلام، داعية رئيس دولة الاحتلال إلى منح نتنياهو عفواً ومنع محاكمته، والغريب أن بعض الإسرائيليين رفعوا لافتات لملك فارس كورش الكبير الذى ينظر إليه اليهود على أنه ملك عادل ومتسامح ومثال للحاكم الذى يعترف بحق الشعوب فى العبادة بحرية وأنه أى كورش الذى أصدر مرسوماً بالسماح لليهود الذى تم نفيهم إلى بابل بعد السبى البابلى بالعودة إلى القدس وبناء هيكل سليمان بعد تدميره على يد الملك بخنتصر منتصف القرن الخامس قبل الميلاد، وهنا نتساءل طالما هذا التقدير لكورش الكبير الذى عاش فى الفترة من 529 إلى 560 قبل الميلاد.. لماذا هذا العداء الكبير لأحفاده فى إيران بضرب المنشآت النووية؟ ليس دفاعاً عن طهران وإنما مجرد تساؤل.
ورغم ما سبق سرده.. إلا أن إشادة الرئيس ترامب بالرئيس السيسى خلال مؤتمر السلام بشرم الشيخ ودعمه لمصر وقيادتها فى إعادة إعمار غزة واصفاً السيسى بأنه رجل قوى وصديق مقرب وأنه لعب دوراً مهماً للغاية فى عملية السلام.. يؤكد متانة العلاقة والتقدير الكبير لدور مصر والإنصات إلى الثوابت المصرية والهادفة إلى إيجاد حل عادل للقضية الفلسطينية ورفض التهجير وتحويل غزة إلى ريفيرا بعد تفريغها من أهلها.
يقينى أن اتفاق السلام الذى تم توقيعه فى شرم الشيخ نجح فى تحقيق أهداف القيادة السياسية الرشيدة، وأنه مهما كانت قصائد المديح فى الكنيست، إلا أن السلام سيظل قائماً لإصرار مصر على ذلك لقناعة ترامب بالرؤية المصرية الثاقبة والمستقبلية لضمان تحقيق سلام شامل ومستدام فى منطقة أنهكتها الحروب على مدار العقود، وأن السلام لن ولم يتحقق إلا بمصر.
.. وأخيرًا:
> بعد توقيع اتفاق السلام فى شرم الشيخ.. ننتظر سرعة إعمار قطاع غزة.
> شــرم الشــيخ تتصـدر مواقع التواصل الاجتماعى بـ 2،8 مليار مشـاهدة بكـافة اللغـات.. هى دى مصـر.
> توقيع عقد حفر 5 آبار جديدة للغاز.. يبشر بالخير
> رفع التصنيف الائتمانى.. شهادة ثقة فى الاقتصادة المصرى.
> الشتاء على الأبواب.. فهل استعدت المحليات للأمطار؟