السؤال الذى يتبادر إلى ذهن العالم كله لماذا استجاب كل هؤلاء القادة المؤثرين من رؤساء الولايات المتحدة الأمريكية وتركيا وقطر والأردن وفرنسا وإيطاليا وألمانيا وبريطانيا وأندونيسيا وأسبانيا وأذربيجان وفلسطين لدعوة مصر لمؤتمر السلام فى الشرق الأوسط.
الإجابة لأن العالم كله يدرك تماماً أن الاستقرار والأمن والسلام فى الشرق الأوسط يمر عبر البوابة المصرية وأنه لا أمن ولا استقرار إلا بوجود مصر فى قلب المعادلة محركاً وموجهاً ومراقباً وأن عدم وجود مصر أو غيابها أو تغييرها أو تجاهلها يعنى الفشل الذريع.
الاحتلال الإسرائيلى ومن ورائه ومن يدعمونه يعلمون تماماً حجم الغضب المحموم فى مصر قيادة وشعباً من تمادى جيش الاحتلال فى عدوانه وانتقامه من الشعب الفلسطينى قطاع غزة الذى استمر لمدة عامين وحرب الإبادة والتهجير الذى اعتقد أنه يمكن أن ينجح فيها، وأن مصر يمكن أن تغض الطرف عن جرائمه مثلما فعل الآخرون.
مصر طوال عامين لم تتوقف عن العمل على وقف العدوان وسبق وأن عبرت عن غضبها ورفضها لتلك الجرائم المروعة وعشرات الآلاف من القتلى الأبرياء وتجويع المدنيين ومنع الماء والغذاء والدواء وألبان الأطفال من الدخول للقطاع، وأوصلت صوتها عاليا للأمريكيين والأوروبيين أن ساعة الصدام قد اقتربت أن يحدث إذا لم يتوقف الإسرائيليون عن الجريمة ويتوقفوا عن ترديد أساطيرهم وخرافاتهم حول إسرائيل الكبرى وتهجير الشعب الفلسطينى إلى سيناء.
الشعب الفلسطينى ضرب أروع الأمثلة فى مقاومة العدوان والتمسك بأرضه ولم يقبل كل الضغوط والمغريات بالهجرة الطوعية أو القسرية ومشهد النازحين من الجنوب إلى الشمال رغم جرائم الاحتلال بتدمير البنى التحتية والبيوت وتجريف الأرض يؤكد أن الشعب الفلسطينى جدير بالحياة على أرض فلسطين التاريخية وأن هناك مشروعا وطنيا فلسطينيا قمته العودة وقاعدته النضال بكل أشكاله.
ذلك المشروع الذى يمثل عقدة لدى المستوطنين الذين جاءوا من اصقاع الأرض ليستوطنوا أرضا ليست أرضهم فوجدوا شعبا صامداً منذ عشرات السنين، ولم يرهبه 300 ألف جندى دخلوا عزة بعد طوفان الأقصى مجهزين بأحدث التقنيات وطائرات الشبح الأمريكية وآلاف القذائف الخارقة للتحصينات، والمسيرات وأقمار صناعية، واقوى منظومات الدفاع جوى والدبابات وخلفهم جسور إمداد جوى وبحرى من الغرب، وغطاء سياسى وفيتو ـكان يخرج كلما لاح فى الافق مطالبات وقف إطلاق النار.
العالم كله مطالب بدعم غزة وشعبها ومواجهة ألاعيب الاحتلال الإسرائيلى وأساليب فى الكذب والخداع ومماطلاته التى يتحدث عنها بين الحين والآخر لتعطيل المراحل التالية من خطة السلام لكى يتسنى له العودة لسفك المزيد من الدماء.