قال الدكتور مصطفى مدبولي، إن مؤتمر شرم الشيخ للسلام، هو الحدث الأبرز لعام 2025، حيث ساهم فى وقف حرب شرسة وكارثية بكل المقاييس على أشقائنا فى فلسطين دامت لعامين كاملين.
شدد مدبولى خلال المؤتمر الصحفى الذى أعقب الاجتماع الاسبوعى لمجلس الوزراء على ضرورة التأكيد على عدة نقاط رئيسية مهمة جداً، نتذكرها سوياً، أولها انه وسط كل مشاهد الحرب المؤلمة والمأساوية التى كنا جميعاً نعانى منها، ونشاهد تفاصيلها كل يوم على شاشات التليفزيون ووسائل التواصل الاجتماعي، وقفت مصر بقيادتها وشعبها وقواتها المسلحة وكل مؤسساتها ودبلوماسيتها الرصينة، لتؤدى واجبها بمنتهى القوة والشفافية، والشرف والحكمة والنزاهة فى هذه القضية منذ أول يوم.
الثانى أن قواتنا المسلحة كانت تقف شامخةً لحماية حدودنا وأمننا القومي، ولم ولن تفرط فى أى حقوق لهذا الوطن العزيز على قلوبنا جميعاً،
الثالث أن مصر مدت يد العون لأشقائنا فى فلسطين بكل ما نستطيع من قوة فى ضوء المتاح لنا فى خضم هذه الحرب غير الإنسانية التى كانت تفرض على أشقائنا فى فلسطين، ولم نتخل عنهم يوماً واحداً، على الرغم من كل حملات التشويه والإنكار والتشكيك فيما تقوم به مصر، فمصر بذلت كل جهودها مع أشقائها فى قطر وكذا الولايات المتحدة الأمريكية وتركيا، وكل الدول الأخرى فى كل المحافل والمؤتمرات الدولية، وكانت دائماً مصر ما تركز على عرض القضية الفلسطينية وحقوق الشعب الفلسطيني، وحقه الدائم فى إنشاء دولته المستقلة، ونجحنا بالفعل بالمشاركة مع كل حلفائنا وأصدقائنا فى تكوين رأى عالمى يموج بالدعم والتأييد للموقف الذى بدأته مصر فى هذه الحرب من بدايتها، وأصبح هناك رأى عالمى قد تشكل لدعم الفلسطينيين ودعم فكرة الدولة الفلسطينية المستقلة، وهو الأمر الذى تجلى بوضوح فى اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة، عبر تواتر الاعتراف بفلسطين من العديد من الدول.
وأشار الدكتور مصطفى مدبولى إلى أن الدولة المصرية قامت خلال الفترة الماضية من خلال أجهزتها المختلفة سواء الدبلوماسية أو السيادية بتفاوض طويل وشاق لتحقيق عملية وقف أطلاق النار سواء الذى تحقق فى وسط الحرب، أو الاتفاق النهائى الذى كلل بالنجاح فى الأيام القليلة الماضية، مُؤكداً وضوح الأمور بالنسبة للدولة المصرية منذ اليوم الأول للحرب بمختلف المخططات التى كان هناك العديد من المحاولات لتمريرها بهدف تصفية القضية الفلسطينية تماماً، وتهجير الاشقاء الفلسطينيين من موطنهم الأصلى تحت دعوى الظروف الإنسانية التى يعانون منها، وكذا المشكلات والتحديات التى تواجههم، وضرورة الذهاب إلى أماكن أخرى تضمن لهم الحياة والبقاء، مؤكداً أيضاً على موقف مصر الواضح ورفض أى محاولات تستهدف تهجير الاشقاء الفلسطينيين، وهو الذى يعنى تصفية القضية الفلسطينية بشكل نهائي.
وفى هذا الصدد جدد رئيس الوزراء تقديم التحية والتقدير للسيد الرئيس عبدالفتاح السيسى، قائلاً: «فخامة الرئيس السيسى منذ اليوم الأول لهذه الأزمة كان صمام أمن الدولة المصرية، برؤيته الواضحة وموقفه الثابت الذى لم يتغير قيد أنملة فى هذا الأمر»، مُضيفاً: بمتابعة مختلف التصريحات، وكل مواقف فخامة السيد الرئيس عبدالفتاح السيسى، رئيس الجمهورية، نجدها واحدة منذ اندلاع الأزمة، لافتاً إلى أن ما حدث فى مؤتمر شرم الشيخ للسلام والاتفاق الذى تم التوقيع عليه، يأتى تحقيقاً لمختلف الثوابت التى نادت بها مصر منذ اللحظة الأولى لهذه الأزمة.
وفي سياق متصل، أشار رئيس الوزراء إلى كلمة السيد الرئيس عبدالفتاح السيسى فى افتتاح أسبوع المياه والتى أكد خلالها أنه على المواطن المصرى أن يطمئن، بأن الدولة المصرية بتدير هذا الملف بمنتهى الحكمة والصبر مع أشقائنا فى إثيوبيا وهذا ليس من منطلق ضعف بل على العكس تمامًا.
وأضاف أننا كدولة نعى تمامًا التحديات اللى موجودة، وتم تجاوز عملية ملء السد نفسه ولم تتأثر مصر منها مضيفا أنه يبقى الوصول إلى اتفاق ملزم مع أشقائنا فى إثيوبيا والسودان على عملية الإدارة لكل منظومة المياه وإدارة المياه على امتداد النيل الأزرق تحديدًا لانه المشترك ما بين الثلاث دول.
كما أكد رئيس الوزراء على ثوابت الموقف المصرى وأن مصر لن تفرط أبدًا فى حقها التاريخى فى مياه النيل ولن نفرط فى أى نقطة مياه تأتى لمصر كحق ليها فى هذا الأمر.
وحول استعدادات الحكومة لافتتاح المتحف المصرى الكبير، أكد رئيس الوزراء خلال المؤتمر الصحفى أن هناك متابعة شبه يومية من الحكومة لاستعدادات افتتاح المتحف مشيرا إلى أنه سيقوم بجولة تفقدية اليوم للوقوف على الاستعدادات على الأرض قبيل الافتتاح، والتأكد من أن الاحتفالية تظهر بالمستوى اللائق الذى يتمناه الجميع.
وأضاف أن المتحف المصرى الكبير سيكون هدية من مصر للعالم أجمع، موضحًا أنه متحف عالمى ويضم تراثا حضاريا وأثريا للإنسانية متوقعا أن هذا الصرح السياحى والتراثى سيسهم فى تعظيم العوائد وزيادة تدفق السياح على مصر للاستمتاع بهذا الصرح العالمي.
وحول ارتفاع أسعار الذهب ،أكد رئيس الوزراء أن سعر الذهب عالمى ولا يمكن للحكومة أن تتدخل فى أسعار الذهب مضيفا أن سعر الذهب مرتبط بحالة عدم الثبات التى يشهدها العالم أجمع، والذى يشهد أزمة اقتصادية عالمية، والعالم فى حالة من الضبابية الشديدة.
وأضاف أن الكل يسعى إلى الحفاظ على قيمة الأموال والممتلكات من خلال شراء الذهب، مشددا على أن سعر الذهب مرتبط بالسعر العالمي.
الهيكل الإدارى للدولة
أكد رئيس الوزراء أن تطوير الهيكل الإدارى لشركات قطاع الأعمال العام عملية مستمرة مع وجود رؤى واضحة لإعادة هيكلة الشركات التابعة للدولة لتعظيم الاستفادة من أصولها مضيفا أن ذلك فى إطار القانون الخاص بتحسين كفاءة الاستفادة من أصول الدولة، حيث صدر قرار بإنشاء وحدة متخصصة برئاسة مدير تنفيذي، بهدف متابعة تطوير حوالى 700 شركة، سواء المملوكة بالكامل للدولة أو التى لها مساهمات فيها موضحا أن الوظيفة الأساسية للوحدة هى تحسين أداء الشركات ورفع كفاءتها لضمان الاستفادة المثلى من أصولها لصالح الدولة المصرية.
ومن جانبها، كشفت الدكتورة مايا مرسي، وزيرة التضامن الاجتماعي، أن مصر تعتبر بوابة عبور النسبة الأكبر من المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة، منذ بداية الحرب فى أكتوبر 2023، على مدى 735 يوما فيما يعد أكبر عملية إغاثة إنسانية- حدثت وتحدث- فى العالم خلال الـ30 عاما الأخيرة، حيث قدمت مصر أكثر من 70٪ من المساعدات التى وصلت للقطاع خلال تلك الفترة من خلال المعابر.
أكدت الوزيرة خلال المؤتمر الصحفى لرئيس الوزراء عقب اجتماع الحكومة الأسبوعى أن الهلال الأحمر المصرى أدار أكبر جسر إغاثى لقطاع غزة بآلاف الشاحنات المحملة بالمواد الإغاثية، واستطاعت هذه الآلية الوطنية كسر حاجز المجاعة داخل القطاع خلال الأشهر الماضية بزيادة عدد الأطنان من المواد الإغاثية، ولا يزال أشقاؤنا الفلسطينيون ينتظرون من العالم المزيد والمزيد من الدعم المادى والمعنوى لتحقيق الاستقرار فى القطاع وإعادة الإعمار.
وأشارت الوزيرة إلى أن متطوعى الهلال الأحمر وكوادره قدموا أداء راقيا ومشرفا، معتمدين على أحدث التقنيات التكنولوجية فى المتابعة والرصد والتحصيل وتفريغ الشاحنات وتوصيل المساعدات، من خلال عدد من الجهات المعنية، من بينها: غرف العمليات، والمراكز اللوجستية والمستودعات، والموارد البشرية المتمثلة فى أكثر من 35 ألفًا من المتطوعين والموظفين.
لفتت الدكتورة مايا مرسى إلى وجود شراكات مع عدد كبير من البعثات الدبلوماسية والمنظمات الدولية، مُستعرضة ملخصًا حول تنسيق تلقى المساعدات الإنسانية بمشاركة 52 دولة حول العالم، وعبر استخدام 605 شحنات بحرية، مع الاستعانة بـ936 طائرة لتحقيق الغرض المنشود فى وصول المساعدات الإنسانية بسلاسة وانسيابية.
وقالت إن إجمالى المساعدات بلغ نحو 600 ألف طن؛ تشمل (نحو 95 ألف طن مساعدات إغاثية، وأكثر من 59 ألف طن من المساعدات الطبية، ونحو 446 ألف طن مساعدات غذائية)، كما تتضمن المساعدات الأخرى نحو 83 ألف طن من المنتجات البترولية، و209 سيارات إسعاف، وعدد 2 مستشفى ميدانى بالعريش، بالإضافة إلى 4 مستشفيات ميدانية فى غزة.
وفى الوقت نفسه، استعرضت الوزيرة دور المُخيمات المصرية داخل غزة فى تقديم المساعدات، مشيرة إلى أن مركز الإمدادات الغذائية- الذى يعد بمثابة «المطبخ الإنساني»- قدم أكثر من 2 مليون رغيف خبز، و500 ألف وجبة ساخنة، و700 ألف وجبة جافة.
أشارت الوزيرة إلى قوافل «زاد العزة من مصر لغزة»، خلال الفترة من 27 يوليو وحتى 14 أكتوبر، حيث بلغ عددها 50 قافلة تضمنت 3 آلاف و814 شاحنة، وقدمت نحو 62070 طنًا من المساعدات، و2 مليون و792 ألفًا و785 سلة غذائية، و407600 شيكارة دقيق، و709 آلاف حقيبة نظافة شخصية، و5632 خيمة.
وفيما يتعلق بالخدمات المقدمة للمصابين من أهالى غزة ومرافقيهم فى مصر، والتى تقدم لكل من (المصابين- المرافقين- العابرين)، أشارت الوزيرة بأن عدد المصابين بلغ 7 آلاف و277 مصابًا، وعدد المرافقين وصل إلى 15 ألفًا و752 مرافقًا، فيما وصل عدد العابرين إلى 107 آلاف و87 عابرًا، حيث أوضحت الدكتورة مايا مرسى أنه تم تقديم أكثر من 250 ألف خدمة طبية، و145 ألف خدمة إغاثية، فضلًا عن تقديم الدعم النقدى لأكثر من ألفى أسرة، وإعادة الروابط الأسرية لأكثر من 86 ألف خدمة.
وأشارت الدكتورة مايا مرسى إلى الوضع التنفيذى لأعداد المستفيدين من قطاع غزة داخل مراكز الإيواء المؤقتة، والذى يتم من خلالها التنسيق بين الوزارة وكل من الهلال الأحمر المصري، وصندوق دعم مشروعات الجمعيات والمؤسسات الأهلية، موضحة أن إجمالى عدد المستفيدين- منذ بداية البرنامج- يصل إلى 6 آلاف و941 مستفيدًا، من خلال تجهيز 16 موقعًا فى 9 محافظات.
وخلال المؤتمر، أشارت وزيرة التضامن الاجتماعى إلى جهود الدبلوماسية الإنسانية، التى انعكست فى أكثر من 200 زيارة فى كل من العريش والقاهرة.
واختتمت الوزيرة بالتأكيد على استمرار وزارة التضامن الاجتماعي، بالتنسيق مع مختلف الجهات المعنية، فى تذليل العقبات أمام الجهات المانحة والمؤسسات الدولية والمحلية الراغبة فى إرسال الدعم لأشقائنا الفلسطينيين فى قطاع غزة، داعية جميع الجهات الراغبة فى إرسال المساعدات إلى مساندة ودعم الجهود المبذولة فى هذا الشأن، وتقديم المساعدات للهلال الأحمر حتى يتمكن من الاستمرار فى عمله.
وأضافت الوزيرة أن المساعدات الدولية فى أوقات الحروب ضرورة إنسانية وقانونية لتقليل حدة المعاناة البشرية والحفاظ على الكرامة الإنسانية؛ فمصر تدعم كل الجهود الدولية لإعادة الإعمار وما دمرته الحرب، بما يضمن الحق فى الحياة، ومستقبلا أفضل لأشقائنا فى غزة.
