أكد النائب الدكتور نبيل دعبس، رئيس لجنة التعليم والاتصالات والبحث العلمي بمجلس الشيوخ بعد إعادة تعيينه، وعقب تسلمه كارنيه العضوية، أن انضمامه إلى المجلس في هذه المرحلة الدقيقة من تاريخ الوطن يمثل تكليفًا وطنيًا ومسؤولية كبرى تجاه الدولة المصرية ومواطنيها، مشيرًا إلى أن خدمة مصر من داخل مجلس الشيوخ تمثل بالنسبة له استمرارًا لمسيرته الطويلة في دعم التعليم والبحث العلمي وتنمية الكفاءات البشرية، إيمانًا منه بأن بناء الإنسان هو الأساس الحقيقي للتنمية المستدامة.
«الشيوخ» ..أحد الركائز المهمة في دعم الحياة النيابية
وقال الدكتور دعبس إن مجلس الشيوخ يُعد أحد الركائز المهمة في دعم الحياة النيابية والديمقراطية، ومجالًا واسعًا للحوار المتخصص حول قضايا الدولة المستقبلية، مؤكدًا أن رؤيته للعمل داخل المجلس ترتكز على العلم والتخطيط والمشاركة المجتمعية، وأنه سيعمل بكل طاقته على طرح رؤى وحلول واقعية للملفات الحيوية التي تمس المواطن المصري وفي مقدمتها ملف التعليم بمراحله المختلفة.
صياغة فلسفة التعليم بما يواكب متغيرات العصر
وأضاف النائب أن التعليم يمثل قضية أمن قومي، وأن الدولة المصرية بقيادة الرئيس عبد الفتاح السيسى تولي هذا الملف أهمية استثنائية، مشيرًا إلى أن تطوير المنظومة التعليمية لا يقتصر على تحديث المناهج أو البنية التحتية فقط، بل يشمل إعادة صياغة فلسفة التعليم ذاتها بما يواكب متغيرات العصر، ويُخَرِّج جيلًا قادرًا على الإبداع والابتكار والمنافسة في سوق العمل المحلية والعالمية.وأوضح أن الفترة القادمة ستشهد جهودًا مكثفة داخل مجلس الشيوخ لدراسة سبل تطوير التعليم الفني والجامعي والبحث العلمي، ودمج التكنولوجيا الحديثة في العملية التعليمية، وتعزيز التعاون بين مؤسسات التعليم العالي والقطاع الصناعي والإنتاجي لضمان توافق مخرجات التعليم مع احتياجات سوق العمل.
دعم الاستثمار في التعليم..أولوية
وأشار الدكتور نبيل دعبس إلى أن من بين أولوياته داخل المجلس دعم الاستثمار في التعليم من خلال تشجيع الشراكات بين القطاعين العام والخاص، وتوسيع دور الجامعات الأهلية والخاصة إلى جانب الجامعات الحكومية، باعتبارها ركيزة أساسية لتوفير تعليم عالٍ الجودة يواكب المعايير العالمية ويُسهم في جذب الطلاب الأجانب وتعزيز مكانة مصر التعليمية في المنطقة.
تطوير المدارس ..محور رئيسي
وأضاف أن تطوير المدرسة المصرية في المرحلة قبل الجامعية يمثل محورًا رئيسيًا في خطته، من خلال الاهتمام بالمعلم وتأهيله مهنيًا وتكنولوجيًا، وتحسين أوضاعه المادية والمعنوية، وتوفير بيئة تعليمية جاذبة للطلاب تشجع على التفكير النقدي والإبداع، لا الحفظ والتلقين. وأوضح أن إعداد معلم قادر على التعامل مع عقل الطالب المصري الحديث هو الاستثمار الأهم والأكثر تأثيرًا في المستقبل.
أبرز الملفات داخل اللجان النوعية
وأكد النائب أن التعليم الفني والتقني سيكون من أبرز الملفات التي سيطرحها داخل اللجان النوعية بمجلس الشيوخ، مشددًا على أن مصر تمتلك كنزًا بشريًا من الشباب يحتاج فقط إلى تدريب جيد وفرص حقيقية للإنتاج، وأن تطوير التعليم الفني وربطه بالمناطق الصناعية والمشروعات القومية الكبرى يمثل الطريق الأسرع لتحقيق نهضة اقتصادية شاملة.وأشار الدكتور دعبس إلى أنه سيعمل على دعم البحث العلمي والابتكار كأحد محركات التنمية في الجمهورية الجديدة، مؤكدًا ضرورة زيادة التمويل المخصص للبحث العلمي، وربط الأبحاث الجامعية بمشكلات المجتمع الفعلية، وتعزيز ثقافة الملكية الفكرية وريادة الأعمال داخل الجامعات ومراكز البحوث.كما شدد على أهمية التعليم الرقمي والتحول التكنولوجي في المؤسسات التعليمية، لافتًا إلى أن المستقبل لن يكون لمن يملك المعرفة فقط بل لمن يُحسن استخدامها، مشيرًا إلى أن بناء البنية الرقمية للمدارس والجامعات وتوسيع استخدام المنصات التعليمية الذكية أصبح أمرًا لا يحتمل التأجيل، خاصة بعد التجربة الثرية التي خاضتها مصر خلال جائحة كورونا.
المواطن المثقف .. حجر الأساس في بناء الجمهورية الجديدة
وأضاف النائب أن بناء الإنسان المصري في فكر القيادة السياسية يتطلب توازنًا بين التعليم والثقافة والصحة، مشيرًا إلى أن تطوير العقل المصري يبدأ من المدرسة والجامعة، وأن المواطن المتعلم والمثقف هو حجر الأساس في بناء الجمهورية الجديدة، مؤكدًا أن التعليم هو “الاستثمار الأطول أمدًا والأكثر مردودًا” في تاريخ الأمم.وقال الدكتور دعبس إن مصر تمتلك رؤية تنموية طموحة تسعى إلى تحويلها إلى واقع ملموس من خلال المبادرات الوطنية الكبرى مثل “حياة كريمة”، و”تنمية الصعيد”، ومشروعات المدن الجديدة، مشيرًا إلى أن دعم هذه المبادرات يتطلب إعداد كوادر بشرية قادرة على العمل والإدارة والإبداع، وهو ما لن يتحقق إلا من خلال تعليم عصري متطور.
التكامل بين المنظومة التعليمية والاقتصادية
وأكد أنه سيعمل داخل مجلس الشيوخ على تعزيز التكامل بين المنظومة التعليمية والاقتصادية، موضحًا أن التعليم لا يمكن فصله عن خطط الدولة للتنمية الاقتصادية والاجتماعية، وأن كل مشروع قومي يحتاج إلى عقول مدربة ومهارات متخصصة، لذلك فإن ربط التعليم بسوق العمل والتكنولوجيا الحديثة هو السبيل الوحيد لتحقيق التنمية المستدامة.وأعرب الدكتور نبيل دعبس عن تفاؤله بالمستقبل، مؤكدًا أن مصر تمتلك قيادة واعية وشعبًا صبورًا وشبابًا مبدعًا، وأن الفترة القادمة ستكون مرحلة حصاد لما زرعته الدولة من جهود إصلاحية وتشريعية وتنموية خلال السنوات الماضية، مشيرًا إلى أن المجلس سيشهد نقاشات بناءة تسهم في تحسين جودة السياسات العامة وتطوير التشريعات بما يخدم المواطن المصري.واختتم النائب تصريحه قائلًا: “أتمنى أن تشهد مصر في الفترة القادمة مزيدًا من التقدم والاستقرار، وأن نواصل جميعًا العمل بروح الفريق الواحد من أجل وطن يستحق أن يكون في مقدمة الأمم. سأظل دائمًا مدافعًا عن حق كل طفل في تعليم جيد، وعن حق كل شاب في فرصة عمل كريمة، وعن حق كل عالم في بيئة بحثية متطورة. فالتعليم هو طريق مصر نحو المستقبل، وبالعلم فقط تُبنى الأوطان.”