فى حوار له متلفز، تحدث السيد الرئيس عبدالفتاح السيسى عن الانتخابات وكان صريحًا: أنتم من اخترتم المرشحين وأنتم من دفعتم بهم إلى مقاعد المجلس. هذه حقيقة. ومن خلال متابعتى لمعظم الانتخابات النيابية، الناس يختارون دون فرز أو تجنيب مع أن هناك مقومات لأى مرشح. هل هو معلوم ومعروف لأبناء الدائرة؟ وهل له سابق خبرات فى خدمة الناس وتذليل «الصعاب»؟ وهل هو من خلال مؤتمراته الانتخابية يمتلك مقومات النائب الذى يساهم بالأفكار تحت القبة؟ هل يمتلك ناصية الكلمة عندما يناقش مشاريع القوانين؟ وهل يمتلك الشجاعة الأدبية التى تخول له أن يقول لا ونعم؟ لا عندما يرى قانونًا يصطدم مع مصالح الناس ونعم عندما تقدم الحكومة جديدًا يصب فى مصلحة الجميع. النيابة عن الشعب ليس تشريفًا بل هى تكليف، والمفترض أنها عمل تطوعى يسعى إليه من يقف حقيقة على دوره ويدرك مخاطر المرحلة التى نحياها. جلُّ المرشحين لهم كل التقدير والاحترام، ولكنها المسئولية والأمانة الكبيرة. مصر الجديدة التى يقودها الرئيس عبد الفتاح السيسى تريد مجلسًا نيابيًا على قدر الحدث والرسالة الكبيرة التى يؤديها. نائب يبحث عن مصالحه الفردية لا مكان له تحت القبة. أنا وأنت من يتحمل مسئولية الاختيار وهى عظيمة، وفى تقديرى أنها شهادة سوف نُسأل جميعًا عنها يوم القيامة: لماذا اخترت فلان دون الآخر؟ هل يمتلك فعلاً مقومات الأمانة؟ هناك نواب رحلوا إلا أنهم تركوا بصمات واضحة ولهم أثر إيجابي لا ينسي. وهناك نواب نسميهم بنواب الصدفة لا أثر لهم ولا رصيد.. نريد نوابا يلتحمون مع قضايا الوطن ويتقدمون الصفوف ويقدمون الجديد تحت القبة. وقد قالها المستشار حازم بدوى رئيس الهيئة الوطنية للانتخابات فى المؤتمر الصحفى وهو يعلن عن خريطة انتخابات مجلس النواب القادم: نحن فى مرحلة فارقة من تاريخ الأمة تستوجب الاصطفاف وتكاتف الجميع، وعلينا أن نحسن الاختيار لبيت الشعب «مجلس النواب» وهو ما نتفق معه تمامًا. أحسنوا الاختيار فمصر لها تاريخ مبهر فى العمل البرلمانى والتاريخ برهان أكيد ورصيدنا كبير نتباهى به. ولنا سوابق راسخة وثابتة، وإلا فلا يصح أن نقول بغير ذلك. فليكن التدقيق هو الأصل واختيار المؤهل لعضوية البرلمان، وإلا فسنبكى جميعًا على أطلال سذاجتنا، ولكن البكاء للأسف سيكون بعد فوات الأوان.