لا شك أن قمة السلام التى دعا اليها الرئيس عبدالفتاح السيسى وشارك فيها أكثر من عشرين رئيس دولة.. وجرت برئاسة مشتركة من الرئيس عبدالفتاح السيسى والرئيس دونالد ترامب.. نجاح كبير يحسب لمصر وللرئيس عبدالفتاح السيسى الذى استطاع أن يجمع كل هؤلاء القادة على أرض مصر من أجل السلام.. ومن أجل توثيق اتفاق السلام الذى وضعه الرئيس ترامب ووافقت عليه كل الأطراف..
وسوف تكون لهذه القمة أصداؤها العالمية.. وسيكون لها أيضا توابعها.. وأستأذن القارئ الكريم فى أن أتناول هذا فى الأسبوع القادم بإذن الله.. وأن تكون كلمتى اليوم عن نجاح مصرى آخر وهو فوز الدكتور خالد العنانى بمنصب مدير عام اليونسيكو.. وقد قال عنه الرئيس عبد الفتاح السيسى أنه انجاز تاريخى يعكس المكانة الرفيعة التى تحظى بها مصر ويجسد التقدير الدولى العميق لارثها الحضارى وثقافتها العريقة واسهاماتها الفكرية فضلا عن حضورها المؤثر فى المحافل الدولية والاقليمية..
>>>
> وقد كان فوز د.خالد العنانى بما يشبه الاجماع.. وفى ثلاث مرات سابقة تقدم مصريون لشغل هذا المنصب ولم يحالفهم التوفيق.. ولكن التوفيق هذه المرة كان لأسباب عديدة.. أولها بطبيعة الحال الاعداد الجيد والتخطيط المحكم.. وبفضل مساندة الرئيس عبد الفتاح السيسى ودعمه الكبير للدكتور خالد العنانى وتعليماته بمساندة جميع أجهزة الدولة لهذا الترشح وخاصة الوزارات المعنية به وعلى رأسها وزارة الخارجية.. والحصول على دعم جامعة الدول العربية للدكتور خالد العنانى كمرشح عربى وحيد.. وكذلك الاتحاد الافريقي.. وكل هذا مع الجهد المركز لوزارة الخارجة ووزيرها الدكتور بدر عبد العاطي.. والزيارات التى قام بها الدكتور خالد العنانى لنحو ستين دولة ومقابلته للمسئولين فيها من رؤساء ووزراء.. هذا كله صنع هذا الفارق الكبير حتى ان منافسه لم يحصل الا على صوت واحد مع صوته.. وربما هو صوت الدولة التى خرجت على الاجماع الافريقى بترشيحه..
>>>
> وقد عرفت د.خالد العنانى وزيرا للسياحة والآثار.. بعد دمج الوزارتين معا.. كانت هذه هى المرة الثانية بعد الستينات من القرن الماضى التى جمعت فيها السياحة مع الآثار مع الثقافة والاعلام تحت قيادة واحدة للدكتور عبد القادر حاتم..
> وقد سعدت باستضافة د. خالد العنانى فى ندوة لجمعية الكتاب السياحيين المصريين التى أشرف برئاستها مع وزير الطيران المدنى منار عنبه وكانت هذه أول وآخر ندوة جمعت بين وزيرين فى قطاعين مرتبطين ببعضها أشد الارتباط.. وقد عرض د. العنانى يومها تطلعه الى اعادة التنظيم لقطاع السياحة.. وما سيتم بعد دمج السياحة والآثار..
> وقد استطاع د. خالد العنانى أن ينجز الكثير فى دمج المؤسسات المتشابهة فى كيان واحد داخل الوزارتين وكان على رأسها صندوق السياحة وصندوق الآثار اللذين أصبحا صندوقا واحدا..
¤ وقد كان للدكتور خالد العنانى انجازات واضحة فى قطاع السياحة وكذلك فى قطاع الآثار.. ففى السياحة استطاع لأول مرة بعد سنوات من المطالبة باصدار قانون جديد للسياحة يتماشى والمتغيرات الجديدة.. أن يعد هذا القانون، بالفعل بالتعاون مع قطاع الأعمال السياحى من خلال تنظيماته التى تشمل الغرف السياحية والاتحاد الذى يجمعها..
> واستطاع د. خالد العنانى أيضا بالتعاون مع الاتحاد المصرى للغرف السياحية اصدار استراتيجية السياحة المصرية التى حددت هدف زيادة أعداد السياح الى ثلاثين مليون سائح وايراد ثلاثين مليار دولار وحدد لذلك 2028.. ولكن بعد ترك دكتور خالد العنانى للوزارة لم نتقدم شيئا نحو تحقيق هذه الاستراتيجية.. وأصبح تحقيق أهدافها فى الزمن المحدد لها شبه مستحيل مما دعا الوزير شريف فتحى الى مد أجل الوصول الى هذه الأرقام إلى عام 2031.. ونرجو ألا نضطر مرة أخرى الى مد أجل تحقيق هذه الاستراتيجية..
> وقد أعاد د.خالد العنانى ترتيب البيت من الداخل فى كل من وزارتى السياحة والآثار بعد دمجهما.. وشهدنا فى عهده الاعلان عن كثير من الاكتشافات الأثرية.. التى كان د.العنانى يحسن استغلال مناسبتها للترويج السياحى لمصر..
> وقد حقق د.خالد العنانى نجاحا مبهرا فى احتفاليتين أثريتين وسياحيتن فى نفس الوقت.. أبهرتا العالم كله.. وأسهمتا فى تحسين الصورة الذهنية عن مصر.. وأثرتا بالتالى على زيادة الحركة السياحية الوافدة الى مصر.. وكانت الأولى احتفالية نقل مومياوات الملوك والملكات من المتحف المصرى فى التحرير الى المتحف القومى للحضارة المصرية.. وكانت الاحتفالية الثانية فى مناسبة افتتاح طريق الكباش الذى يربط بين معبد الأقصر ومعابد الكرنك..
> وبمهارة ونجاح أدار د.خالد العنانى الفترة التى انحسرت فيها السياحة العالمية عن العالم كله بسبب وباء الكورونا.. واستطاع أن يعيدها بشكل جزئى الى مصر فى مناطق البحر الأحمر ثم الى كل مصر بعد انحسار الوباء..
> ولا ننسى فى مسيرة د. خالد العنانى توليه مهمة الاشراف على المتحف المصرى الكبير قبل الوزارة وبعدها.. والدور الكبير الذى قام به مع اللواء عاطف مفتاح نائب رئيس الهيئة الهندسية للقوات المسلحة.. واللذين كلفهما الرئيس عبد الفتاح السيسى باعادة الحياة الى مشروع المتحف المصرى الكبير واكتماله بعد فترة التوقف بعد أحداث يناير 2011..
>>>
> اعتقد ان الفترة التى تولى فيها د.خالد العنانى وزارة السياحة والآثار كانت احدى الفترات الذهبية بالنسبة للوزارتين.. وأعتقد ان كل من تعامل مع الدكتور خالد العنانى خلال هذه الفترة قد لمس فيه أدبا جما وثقافة رفيعة ومقدرة فائقة على ادارة الملفين معا.. وقدرة على التواصل مع الخارج من خلال اجادته التامة للفرنسية والانجليزية.. ولهذا فان الكثيرين.. وأنا منهم.. قد انتابهم الحزن عندما ترك د.خالد العنانى الوزارة..