كانت الصورة جميلة فى شرم الشيخ.. كان العالم يحتفل بالسلام.. وكانت مصر فى القلب والعقل العالمي.. وكان الرؤساء والملوك الذين حضروا الاحتفال يوزعون ابتساماتهم على العالم فى رسالة بأنهم أدوا ما عليهم لإنقاذ غزة وشعب غزة من مأساة إنسانية وصلت إلى مرحلة الإبادة الجماعية.
وكانت الصورة على عكس ذلك فى إحدى مناطق قطاع غزة.. كانت الصورة التى وزعت على العالم هى صورة لعناصر من حركة حماس تقوم بإعدام عدد من الأشخاص وسط حضور جماهيرى وصيحات الحاضرين بإدعاء تعاونهم مع السلطات الإسرائيلية خلال الحرب..!
وقد تكون التهمة صحيحة والعقوبة واجبة ورادعة ولكن التوقيت وطريقة التنفيذ والتهليل.. كلها عوامل أساءت وأفسدت مشهد السلام والرغبة فى إحلال الأمن والاستقرار.
ولا نعلم على وجه اليقين ما إذا كانت هذه المشاهد للإعدامات حقيقية.. أو أنها أيضاً إعدامات حديثة، لكنها تستحق التوقف عندها وتحتاج إلى مراجعات فى الفكر ومراجعات فى الأساليب وعقاب من أصدروا الأمر بتنفيذ هذه الإعدامات على هذا النحو الشكل المستفز والمؤلم للمشاعر والنفوس.
وإذا كنا قد وصلنا إلى السلام بإنهاء الحرب التى دمرت غزة فإن على حماس أن تبتعد عن المشهد ولو قليلاً حتى يمكن أن تنجح الخطوات القادمة وحتى يمكن استثمار الزخم والتعاطف العالمى فى المضى خطوات أبعد نحو حلم تحقيق الدولة الفلسطينية المستقلة.
لقد قادت حماس غزة نحو الانهيار والدمار.. وكادت تجر المنطقة كلها إلى حرب شاملة.. وحان وقت الحكمة والعقل والابتعاد عن القرارات الفردية.. والقضية الفلسطينية لم تكن يوماً قضية حماس أو السلطة الفلسطينية أو منظمة التحرير الفلسطينية.. لقد كانت دائماً قضية عربية قبل أن تكون فلسطينية.
>>>
وتعالوا نذهب لأم الدنيا.. البلد الذى يكافح فيه الناس من أجل الحياة ومع ذلك لا يترددون يوماًعن تقديم الدعم للأشقاء ولا بالتضحية من أجلهم.. شعب صابر محب للآخرين يعلم معنى الأخوة ومعنى الصداقة.. ومعنى الكرامة.. ومعنى العروبة.
والمصور الكولومبى الشهير ماريوتيشينو جاء إلى مصر فى إطار جولة بدول العالم يجمع فيها صوراً إنسانية تحت عنوان «عالم جميل».
وفى القاهرة وجد ماريو الحياة.. وجد أشياء وأموراً لا تحدث إلا فى مصر.. أمسك بالكاميرا وتابع بائع الخبز وهو يحمل فوق رأسه «أقفاصاً من الخبز» ويسير بها بمهارة بيد تقود الدراجة ويد تحمل الخبز!! والصورة استوقفت ماريو الذى وجد فيها مهارة ما بعدها مهارة..!
وماريو اعتبر ذلك عادة فريدة من نوعها فى العالم.. ماريو لا يعلم أن هناك «سيركاً» قائماً فى شوارعنا كل يوم.. هناك من يحمل أيضاً أنبوب الغاز فى يد ويقود الدراجة باليد الأخري.. وهناك من يقود الموتوسيكل بعائلة كاملة قد تصل إلى ستة أفراد.. وهناك من تسير فى الطريق وهى تحمل طفلاً على كتفيها وآخر فى يد وشنطة فى اليد الأخري.. ولا تسأل كيف تتمكن من السير وعبور الطريق..!! إنها يا سيدى مهارة تولد من رحم الحاجة.. مهارة الصراع مع الحياة و»القناعة» و»الرضا».. سر صمود المصريين.
>>>
والدنيا كده.. وسوف تظل كده.. ناس بتكسب ولا تتعبش وناس بتتعب ولا تكسبش.. أرزاق.. ويرزق سبحانه وتعالى من يشاء بغير حساب.. وأقول ذلك على خلفية خبر يقول إن مدير كرة القدم فى أحد الأندية الجماهيرية نجح فى إقناع لاعب بالبقاء فى النادى مقابل 25 مليون جنيه فى الموسم الواحد..! والمبلغ قد لا يكون كبيراً فى عالم كرة القدم.. ولكن هذا اللاعب لا تتم الاستعانة به فى المباريات إلا عدة دقائق كل عدة مباريات إن فكروا فى أن يشارك ويلعب..! ونقول إيه فعلاً أرزاق..!
>>>
وصاحبنا حزين.. ويتألم من الناس ونكران الجميل.. ويسأل ويتساءل جرى إيه فى الدنيا!! وصديقى على حق فى أن يشكو وأن يتعجب فهناك ثلاثة أشياء تكسر النفوس.. خيانة تأتى من يد مأمونة.. وظلم يصدر من من كنت تحسبه عادلاً، وذكرك بسوء فى غيابك وأنت لا تزال حاضراً بجميلك..! وصديقى واجه كل هذه المواقف مجتمعة.. ولم يتعلم من دروسها بعد..!
>>>
ونحن عندما نحب ننسى ونتناسي.. وعندما نكره لا نغفر أبداً.. فحين يمرض من نحب فإننا نقول: ابتلاء.. وحين يمرض من لا نحب نقول: عقوبة..! أصبحنا نوزع أقدار الله بهوانا..!! ما أصعبنا وما أقسى قلوبنا حين نعتقد أن الأقدار أصبحت أيضاً بأيدينا..!
>>>
وتعلموا من هذه الحكمة.. والحكمة تقول: عندما يأتى الفيضان يأكل السمك النمل.. وعندما يجف الماء يأكل النمل السمك!! لذلك انتظر دورك فالحياة تعطى فرصة للجميع..! ليتنا فعلاً نتذكر ذلك..!
>>>
ولنضحك قليلاً.. وواحدة تسأل زوجها.. حبيبى إيه الفرق بينى وبين نانسى عجرم: قال مفيش فرق بس هى مرسومة رسم وانتى شخبط.. شخبيط..!
>>>
ونجاة الصغيرة تمتحنا فى كل الأوقات.. ولا يصعب على قلبى وعينى إلا فراق الأحباب، ولا شوق الدنيا يكفينى لو نور لياليكم غاب، مهما بعدنا واتغربنا والدنيا يا ناس دارت بينا.. ما يريحنا غير حبايبنا ولا ليلة تهون من ليالينا.. نتحمل لوم وعتاب إلا فراق الأحباب.. لو كنتوا قدرتوا على بعدنا والله ماحناش قادرين ولا كل الدنيا تعوضنا عنكوا يا أغلى الغاليين.
وآه يا نجاة.. آه من فراق الأحباب.. كل يوم وكل ساعة لم نعد نسمع إلا عن فراق الأحباب.. كل بيروح وما يرجعش..!
>>>
وأخيراً:
>> اضحك كلما استطعت
فهذا أرخص دواء..!
>> ولا تبرر فالناس لا تسمع إلا ما تريد
>> ونحن فى زمن يتطلب الكثير من الصمت والتجاهل
>> ولتكن كلمتك.. سلاماً
ولتكن معاملتك.. لطفاً
وليكن حضورك.. فرحاً
وليكن غيابك.. شوقاً
