فيما تغص شوارع قطاع غزة بالركام والأنقاض، فضلاً عن مئات الجثث التى غطاها الدمار، أوضحت الأمم المتحدة، أن تقديرات تكلفة إعادة إعمار غزة تصل إلى 70 مليار دولار، بينما طالبت الأونروا بالسماح بدخول المساعدات الإنسانية على نطاق واسع» إلى القطاع.
قال جاكو سيليرز مسئول فى برنامج الأمم المتحدة الإنمائى أمس إن التقديرات تشير إلى وجود ما لا يقل عن 55 مليون طن من الأنقاض فى القطاع، إلا أنه أكد أن لدى البرنامج بالفعل مؤشرات جيدة جداً بشأن تمويل إنعاش غزة، من قبل الدول العربية والشركاء الأوروبيين والولايات المتحدة. كما أوضح المسئول الأممى أن عملية إعادة الإعمار هذه قد تمتد لعقد أو أكثر،وأوضح إن دولاً، أعطت إشارات واعدة على استعدادها للمساهمة فى تكلفة إعادة إعمار غزة البالغة 70 مليار دولار.
وأضاف البرنامج أن نحو 425 ألف وحدة سكنية تضررت أو دمرت بشكل كامل فى غزة جراء الحرب، متوقعا أن يتم اكتشاف جثث كثيرة خلال عملية إزالة الحطام، وأكد أن تعافى قطاع غزة سيحتاج إلى وقت طويل وجهود دولية منسقة تشمل إعادة البناء والبنية التحتية والخدمات الأساسية، مشددًا على ضرورة بدء العمل فى إطار خطة شاملة ومستدامة.
من جهته، أشار مسئول فلسطينى من بلدية غزة إلى أن إسرائيل دمرت نحو 95 ٪ من الشاحنات والمعدات الثقيلة بالقطاع، مشيرا إلى أن كمية كبيرة من أنقاض المبانى السكنية والمنشآت الصناعية تتراكم فى شوارع مدينة غزة وحدها، نتيجة للحرب الإسرائيلية على مدى العامين الماضي. وأردف أن حوالى 90 ٪ من شوارع المركز الإدارى للقطاع مدمرة، وشدد على أن الأولوية الآن هى لإزالة الركام والأنقاض من شوارع المدينة حتى يتسنى البدء فى إعادة الإعمار.
من جانبها، تعهدت أيرلندا بتقديم ملايين اليوروهات كمساعدات لإعادة إعمار غزة خلال الأشهر المقبلة، حيث من المقرر أن يُطلع وزير الخارجية، سيمون هاريس، مجلس الوزراء على الاستعدادات الجارية لحزمة المساعدات الضخمة المخصصة لدعم تعافى القطاع، بناءً على قرار أيرلندا الأخير بالمشاركة فى ائتلاف الطوارئ من أجل الاستدامة المالية للسلطة الفلسطينية.
وأوضحت هيئة الإذاعة والتلفزيون الأيرلندية، أن الحكومة خصصت بالفعل 6 ملايين يورو «7 ملايين دولار» إضافية كمساعدات إنسانية لسكان غزة، ليرتفع إجمالى حجم المساعدات إلى أكثر من 100 مليون يورو «115 مليون دولار» منذ عام 2023. كما ستعلن الحكومة أيضًا عن شحنة من 1500 خيمة مخصصة لغزة، تتضمن 750 خيمة تم الحصول عليها مباشرةً من مخزونات الطوارئ الإنسانية الأيرلندية.وتُلبى هذه المساعدة الملموسة فى مجال المأوى إحدى أكثر الاحتياجات إلحاحًا فى المنطقة المُدمرة، حيث أدى الدمار الشامل للبنية التحتية إلى تشريد مئات الآلاف من السكان ، دون سكن ملائم ، بعد أشهر من العمليات العسكرية المكثفة.
من جانبها، قالت وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين «أونروا»أنه حان الوقت للسماح بدخول المساعدات الإنسانية على نطاق واسع إلى قطاع غزة.وشدد المفوض العام للوكالة فيليب لازاريني، أنه حان الوقت لبناء مستقبلٍ يسوده السلام من خلال التعافى والعدالة والاعتراف المتبادل.
يأتى هذا بينما قال برنامج الأغذية العالمى انه تم تجهيز مواد تكفى لإطعام مليونين فى غزة، موضحا أن حوالى 137 شاحنة دخلت إلى قطاع غزة لدعم المخابز وتوفير المواد الغذائية، مشيرا الى أن أكثر من 170 ألف طن من الغذاء جاهزة للنقل إلى قطاع غزة وتكفى لإطعام مليونى شخص.كما قال متحدث باسم الصليب الأحمر إنه لم يتم بعد توسيع نطاق المساعدات لغزة بشكل كبير.
وفى وقت سابق، قال الرئيس الفرنسى إيمانويل ماكرونإن بلاده ستكثّف عملياتها الإنسانية لصالح غزة عقب قمة السلام فى شرم الشيخ، مشيرا إلى انه سيتم عقد مؤتمر للمساعدات الإنسانية الخاصة بغزة خلال الأسابيع المقبلة فى إطار المرحلة الأولى من وقف إطلاق النار، مضيفاً أنه فى المرحلة الثانية، سيتم تعبئة الأموال لإطلاق عملية استقرار وإعادة إعمار غزة بسرعة.
من جانبها، طالبت منظمة الصحة العالمية بإعادة فتح الممرات الطبية إلى خارج غزة. وقال مسئول بالمنظمة إن هناك حاجة إلى إعادة فتح الممرات الطبية إلى خارج غزة.وأشارت الى أن أكثر من 15 ألفا و600 شخص بترت أطرافهم جراء الحرب على قطاع غزةبحاجة إلى إجلاء طبى من قطاع غزة بشكل عاجل كما يجب أن نعزز مراقبة تفشى الأمراض فى القطاع.