في العلاقات الدولية الأوصاف لا تمنح من باب المجاملة، فكل كلمة بحساب، وكل وصف له ما يبرره، وكل كلمة بميزان لأنها تعبر عن مواقف دول، وعندما يكون الحديث من رئيس أكبر دولة في العالم فالمؤكد أن الحسابات دقيقة للغاية، وعندما يصف الرئيس الأمريكي ترامب الرئيس السيسى بأنه زعيم قوى، فالمؤكد أنه معنى مقصود وعندما يعلن أن هناك آخرين كانوا يسعون لاستضافة قمة إنهاء الحرب لكنه فضل أن تستضيفها مصر من أجل دورها وقائدها القوى، فهذا يؤكد رؤية ترامب الواضحة لمصر كدولة ذات أقدم حضارة في العالم، ورئيسها الذي يستحق الاحترام لمكانته وجهوده الكبيرة في سبيل السلام وتحقيق الأمن والاستقرار.
الشاهد في كل هذا أن مكانة الدول تفرض نفسها دون حاجة إلى تزايد أو «بروباجندا»، والمواقف تعبر عن أصحابها دون الحديث عنها.
والرئيس السيسى اختار أن يعمل وأن ينجز بعيدا عن المزايدات ولانه يعمل بإخلاص ورؤية وعقيدة، يتخذ مواقفه دون حسابات أخرى غير الوطن مصر هي بوصلته ومصلحتها هي المؤشر الذي يتحرك على هديه، واضح لا يتغير في ثوابته قوى لا يستسلم للمؤامرات ولا يخشى المواجهة ولا يقبل ما يخالف عقيدته أو مبادئه، رجل سلام يرفض الصراعات ويدعو لتجنبها في كل مكان في العالم، لا يتآمر على أحد ولا يفكر في الاعتداء أو التجاوز في حق أحد أو الطمع ع في حقوق الآخرين، وانما يبحث عن التعاون، ويدعو للبناء والتنمية يفكر بعقلانية ويتحرك بحساب ويتحدث بلسان دقيق، ولذلك نجح في أن يكتسب احترام الجميع.
حتى من اختلفوا معه يحترمونه. ومن ناصبوه العداء في البداية عادوا ليفتحوا معه صفحات جديدة، لأنهم أدركوا أنهم أمام رجل واضح يستحق الاحترام اكتسب مصداقية عالمية لأن كلامه واحد لا يتغير، يقدر الجميع ويتعامل بسمو.
وصف القائد القوى الذي أطلقه ترامب لم يأت من فراغ بل يعنيه، ومن يراجع السنوات العشر الماضية والأوضاع التي تعامل معها الرئيس السيسى والملفات التي خاضها والتحديات التي واجهها فسيدرك أنه جسد بالفعل قوة القيادة بكل معانيها، تولى دولة كانت على شفا الانهيار وكل ما كان يحيط به يكفى لاحباط أى رئيس لكنه لم ييأس ولم يحبط بل أصر على البناء والإصلاح، تعرض لكل أنواع العداء من جماعة لا تعرف خلق ولا شرف خصومة وقوى دولية فعلت كل شيء لحصاره اقتصاديًا وسياسيًا واستهدافه أمنيًا بالإرهاب وصناعة أزمات ومخاطر وتهديدات على كل الاتجاهات، لكنه صمد وتحمل وقاوم بل تحدى ولم يعطل البناء ولم يوقف أي خطوات إصلاح.
كانت كلمته كلما زاد الخطر سنزيد البناء، وكلما هاجمونا ستعمل اكثر وسط كل الأجواء الرمادية والمؤشرات التي كانت ضد مصر كان يصر على انها ستكون «قد الدنيا» أعاد بناء الدولة من جديد وطور قدرات جيش مصر بالكامل ليجعله رقما عالميا يعمل له ألف حساب ويمتلك كل أدوات الردع وكل مقومات القدرة على حماية أمن مصر ومقدرات شعبها.
أعاد تطوير الشرطة باحترافية وكفاءة، قاد أكبر مشروع وطني لإصلاح مؤسسات الدولة لتليق بحضارة وعظمة مصر وتواكب التطورات العالمية الحديثة، أعاد صياغة علاقات القاهرة إقليميا ودوليا، مثلما أعاد صياغة مفهوم الأمن القومي ورسم خطوطه من جديد وفق رؤية شاملة، فتح ملفات كانت ممنوعة من الاقتراب، وخاض معارك وجودية من أجل فرض إرادة مصر والحفاظ على أمنها ومصالحها الاستراتيجية لم يقبل أن يظل يتحرك في المساحات الضيقة التي كانوا يريدون رسمها لمصر وفرضها عليها، وإنما بذكاء شديد وعقيدة راسخة وسع مساحات التحرك ودوائر المصالح، من إفريقيا إلى أسيا وأوروبا من البحر المتوسط إلى البحر الأحمر، استثمر في ثروات مصر بحرية واستقلالية لصالح المصريين، مثلما انتزع استقلالية القرار المصرى دون رضوخ لأحد أو تبعية لقوة.
قرار مصر من دماغها وتفرضه مصالحها وطموحات شعبها المشروعة التحديات الاقتصادية لم تحيطه والارهاب على عنقه لم يكسره والمتغيرات العالمية المتسارعة لم تربكه وإنما خاض طريق البناء بقناعة وفتح كل المجالات بثقة، هذا ملخص لما فعله الرئيس السيسى الذى لم يقبل في أي لحظة أن تمس مصالح بلده أو تتعرض لخطر خطوطه الحمراء كانت جاهزة يفرضها وقتما شاء وعلى أي طرف دون قلق لأنه يؤمن بأنه على حق وأن المصير ليس بيد أحد إلا الله ولهذا استحق أن يوصف بالقائد والزعيم القوى عن جدارة، ليس من ترامب وحده بل من الجميع.