من أهم إيجابيات الانتصار العظيم فى حرب السادس من أكتوبر 1973.. وبالإضافة لاسترداد الأرض والبطولات التى لا تنسى للمقاتل المصرى على أرض سيناء.. بدأ الوطن محفزا مستعدا لإزالة آثار العدوان بالبناء والتعمير والتفرغ بعد أن تحقق السلام.. لمنظومة التنمية الشاملة والمستدامة التى تشمل جميع المجالات وتهتم ببناء الإنسان وهنا تأتى روح أكتوبر السلاح الفعال لاستنفار طاقات الشعب وتوجيه إرادته للانطلاق إلى النهضة الشاملة.. المستحقة والمطلوبة.. وفقاً لخطط طموحة.. وتخطيط علمى رشيد.
هنا اتفق المصريون على المضى قدما للأمام والانجاز بروح أكتوبر.. التى كانت من أهم ما أسفر عنه النصر وما نشأت عنه من قيم وسلوكيات.. وأسلوب جديد فى التخطيط والتنفيذ.. أبهر العالم على المستوى العسكرى خاصة حيث بادرت الأكاديميات العسكرية الكبرى إلى تحليل ودراسة روح أكتوبر «أيقونة النصر» وتأكد المعدن الأصيل لكل المصريين وكيف انه قادر على تحقيق الإنجاز وتحدى المستحيل.. تعامل مع التحديات بكل جدية وإخلاص حافظ على سرية الإعداد.. سرت هذه الروح فى الجنود والضباط المقاتلين.. وأصبحت وحدات القوات المسلحة حافلة بالشباب أصحاب المؤهلات الذين جمع بينهم هدف واحد.. هو تحقيق النصر.. ومفاجأة العدو.. وتلقينه درسا لا ينسى على مر السنين.
هؤلاء الذين التحقوا بالخدمة الوطنية كان شغلهم الشاغل الاستعداد لخوض المعركة وتحرير الأرض.. وانتظم الجميع لتلبية نداء الوطن آملين مستبشرين.. عبروا القناة مشتاقين لأراضى الفيروز.. تخطوا أصعب مانع مائى بالتاريخ الحديث.. وفى قلب سيناء وفى أجوائها خاضوا المعارك.. اقتحموا العقبات.. أسروا جنود العدو.. فرضوا كلمتهم ليكتمل النصر بعدها تحرير الأرض.. وعودة كامل التراب إلى حضن الوطن.. والآن ونحن نبنى قواعد الجمهورية الجديدة.. وتشهد مصر هذا الكم الهائل من المشروعات الكبرى والمبادرات متعددة الأهداف.. يدرك المصريون جيداً أن روح أكتوبر هى السند والسلاح الأصيل ليكتمل العبور إلى الغد.. تتحقق آمال وتتوالى الإنجازات.. ويسجل العالم منظومة نجاح جديدة للشعب الذى كان أول من بنى حضارة عرفها الإنسان.