لم يكن فوز الدكتور خالد العنانى بمنصب مدير عام اليونسكو فوزا سهلا.. ولا وليد الصدفة.. ولكن كان نتيجة لجهد كبير بذل وتخطيط سليم.. جرى وضعه للوصول إلى هذا المنصب الرفيع.. وهو أيضا نجاح للدبلوماسية المصرية.. التى أحسنت التنسيق والتخطيط مع الدكتور خالد منذ اللحظة الأولى لترشيح مصر له لتولى هذا المنصب.. وصولا للمحطة الأخيرة يوم الاثنين الماضي.. خلال اجتماعات اليونسكو التى شارك فيها كل من الدكتور بدر عبدالعاطى وزير الخارجية والهجرة وشئون المصريين بالخارج.. والدكتور أيمن عاشور وزير التعليم العالي.. وقد جاءت نتيجة التصويت إيجابية لأقصى درجة لصالح د. خالد عناني، حيث حصل على 55 صوتا من إجمالى 57 صوتا.. لتعم الفرحة القاعة ويهب الجميع لتهنئة الدكتور خالد العناني.. ولتعم الفرحة جميع أركان مصر التى كانت تحتفل بالعيد 52 لنصر أكتوبر المجيد لتزداد الأفراح والاحتفالات.. وينطلق كل من يعرف الدكتور خالد العنانى ليكتب على صفحته على الفيس بوك مهنئا مصر بفوز أحد ابنائها بهذا المنصب الرفيع.. ولكن بعد الاحتفال هل لنا أن نفكر كيف وصل الدكتور خالد العنانى لهذا المنصب؟!
خالد العنانى شاب تخرج فى كلية السياحة والفنادق بجامعة حلوان عام 1992.. ونظرا لتفوقه تم تعيينه معيدا بالكلية.. وبعد حصوله على الماجستير.. حصل على منحة عن طريق الحكومة المصرية لدراسة الدكتوراه فى جامعة مونبيلييه 3 فى فرنسا.. ليصبح واحداً من أهم علماء علم المصريات فى العالم.. ولم يتوقف طموح خالد العنانى عند هذا الحد بل واصل تدرجه فى المناصب وتولى إلى جانب عمله الجامعى الإشراف على المتحف المصرى بالتحرير.. وعضوا بمجلس إدارة متحف الحضارة.. إلى أن جاءت الفرصة وتم اختياره وزيرا للآثار.. وهنا كانت النقلة الكبيرة.. وتولى واحد من أهم الملفات فى ذلك الوقت.. وهو إعادة الروح لاستكمال المتحف المصرى الكبير الذى تعرض لإيقاف العمل به بعد أحداث يناير 2011.. حين طلب الرئيس عبدالفتاح السيسى فتح هذا الملف من جديد.. لتبدأ رحلته مع هذا المتحف الذى يعد واحدا من أكبر المتاحف فى العالم.. وسيضيف الكثير للسياحة الثقافية فى مصر.. خاصة أن به قاعتين تعرضان كل مقتنيات الملك توت عنخ آمون.
لقد عاصرت الدكتور خالد العنانى وزيرا للسياحة والآثار.. مع دمج الوزارتين فى عام 2019.. وكان بحق وزيرا ناجحا.. قام بإعادة ترتيب البيت من الداخل.. وأعد بالتنسيق مع الاتحاد المصرى للغرف السياحية قانون السياحة الجديد.. وأعد إستراتيجية السياحة للوصول إلى 30 مليون سائح عام 2030.. ونجح فى استعادة الحركة السياحية مرة أخرى بعد ان توقفت حركة السياحة العالمية بسبب فيروس الكورونا.. وعاصرته فى الكثير من القضايا التى ساهم فى وضع حلول لها فى قطاع السياحة..
وقد استقبلنا الدكتور خالد العنانى أكثر من مرة فى زيارات خاصة داخل المتحف المصرى الكبير خلال مراحل العمل المختلفة.. واستمعنا منه للكثير من الشرح عن مراحل الإنشاء المختلفة.. وأيضا مراحل نقل القطع الأثرية.. ومع الاهتمام بالمتحف المصرى الكبير كان الدكتور خالد العنانى يتولى كل الملفات بنفس الاهتمام.. ويعمق دراسته لكل ملف للوصول إلى الحلول المناسبة.. وقد نجح الدكتور خالد فى تنظيم أهم احتفاليتين خلال السنوات الأخيرة.. الأولى كانت نقل المومياوات الملكية من المتحف المصرى بالتحرير إلى متحف الحضارة المصرية بالفسطاط.. ونجح فى الترويج للاحتفال الذى نقلته كل الفضائيات العالمية على الهواء مباشرة.. كما نجح أيضا فى تنظيم احتفالية طريق الكباش بالأقصر.. وكانت الاحتفاليتان نقطة تحول كبيرة فى الترويج للسياحة المصرية.. وكانتا سببا فى تغيير وتحسين الصورة الذهنية لمصر فى الخارج.
رأيت وتابعت الدكتور خالد العنانى وهو يعمل على تحويل الأماكن الأثرية من مجرد أماكن تستقبل الزائرين فى الصباح.. إلى أماكن ومقاصد سياحية تقام فيها الفعاليات المختلفة.. وهو ما نجح فيه من خلال إقامة العديد من الفعاليات فى قصر البارون آمبان بمصر الجديدة بعد افتتاحه للزيارة.. وكذلك الكنيسة المعلقة بمجمع الأديان.. وقصر محمد على بالمنيل.. وقلعة محمد علي.
إن ما فعله خالد العنانى لقطاعى السياحة والآثار خلال الفترة التى تولى فيها الحقيبتين كثير جدا.. وقد نجح فى الخروج بالقطاع من أزمة الكورونا بنجاح.. وخرجت فى عهده الكثير من الأكتشافات الأثرية.. وهو من وضع حجر الأساس لتطوير منطقة الأهرامات وتحويلها إلى منطقة خضراء.
وكل الشواهد تشير إلى أنه سينجح فى إدارة اليونسكو.. ومد يد العون لكل الدول التى تحتاج إلى مساعدة اليونسكو.. مبروك لمصر.. ومبروك لليونسكو.. ومبروك للدكتور خالد.. وتحيا مصر.









