يتواصل دور مصر فى نقل المساعدات الإنسانية لإغاثة الفلسطينيين فى قطاع غزة المدمر جراء العدوان الإسرائيلي،حيث انطلقت أمس من مصر 400 شاحنة مساعدات إنسانية، فى أكبر قافلة إغاثية يتم إدخالها منذ بداية الحرب على غزة قبل عامين، من معبرى كرم أبو سالم والعوجة، متجهة إلى القطاع، حيث وصلت إلى مدينة خان يونس.
وأعلن الهلال الأحمر المصرى رفع درجة الاستعداد القصوى داخل مراكزه اللوجستية فى العريش، لتفويج أكبر عدد من الشاحنات، والتى بلغ عددها 400 شاحنة محملة بالمساعدات الإنسانية من مصر إلى غزة وحملت قافلة «زاد العزة» فى يومها الـ 49، أكثر من 9 آلاف طن من المساعدات العاجلة لتكون هى القافلة الأكبر منذ انطلاق «زاد العزة» لتؤكد ما وعدت به مصر من أنها مستعدة لإغراق غزة بالمساعدات إذا فتحت المعابر من الجانب الفلسطينى وتضمنت قافلة أمس أكثر من 6 آلاف طن سلال غذائية ودقيق، ونحو ألف طن مستلزمات طبية وإغاثية ضرورية يحتاجها القطاع شملت: حمامات متنقلة، خيام، بطاطين وحصر، إضافة إلى أكثر من ألفى طن محروقات، وذلك فى إطار الجهود المتواصلة لتقديم الدعم الغذائى والإغاثى إلى أهالى القطاع.
وفى الوقت الذى تتجه فيه كثير من العائلات الفلسطينية للعودة إلى منازلهم نحو شمال القطاع، يواصل الهلال الأحمر المصرى استكمال رسالته فى توفير الإيواء والكساء والغذاء وغيرها من المستلزمات الضرورية، عبر قوافله التى تجسد دعم مصر الثابت للأشقاء الفلسطينيين.
يذكر أنه على مدار الفترة من الأحد 27 يوليو وحتى الجمعة 10 أكتوبر 2025، أطلق الهلال الأحمر المصرى 48 قافلة مساعدات تحت شعار «زاد العزة .. من مصر إلى غزة»، حاملة آلاف الآطنان من المساعدات والتى تنوعت بين: سلاسل إمداد غذائية، دقيق، خبز طازج، ألبان أطفال، خيام، مواد طبية وأدوية علاجية، مستلزمات إغاثية وسولار، كرسالة كرامة ودعم دائم من الشعب المصري.
وتأتى قافلة «زاد العزة» الـ 49، كترجمة فعلية لإرادة مصر التى أيدتها قمة شرم الشيخ للسلام، لتكون هذه القافلة جزءًا ملموسًا من المساهمة فى تقديم العون والمساندة للأشقاء الفلسطينيين.
يشار إلى أنه لأول مرة منذ مارس الماضى يتم إرسال المساعدات الإنسانية إلى معبر العوجة أيضا نظرا لكثرة أعداد الشاحنات المتوقع إدخالها.
فى الوقت نفسه، يجرى التنسيق مع كل الأطراف لفتح معبر رفح من الجانب الفلسطينى غدا الثلاثاء من أجل السماح باستقبال الجرحى والمصابين والمرضى الفلسطينيين القادمين من غزة، وكذلك استقبال الأفراد من الفلسطينيين والأجانب وحاملى الجنسيات المزدوجة ومن العالقين فى مصر أيضا.
ودخلت المرحلة الأولى من اتفاق وقف إطلاق النار حيز التنفيذ الجمعة الماضى بعد أن أقرت حكومة إسرائيل الاتفاق الذى يستند إلى خطة طرحها الرئيس الأمريكى دونالد ترامب، تقوم على وقف الحرب، وانسحاب متدرج للجيش الإسرائيلي، وإطلاق متبادل للأسري، ودخول فورى للمساعدات إلى القطاع، ونزع لسلاح حماس.
وبحسب وثيقة الاتفاق التى نشرتها هيئة البث الإسرائيلية، فإنه «سيتم السماح فورا (عقب موافقة حكومة إسرائيل على الاتفاق) بدخول جميع المساعدات الإنسانية وتوزيعها بحرية وفقًا للآلية المتفق عليها، بما يتماشى مع القرار الإنسانى الصادر بتاريخ 19 يناير 2025».
وفى هذا الشأن قال ممثلون عن برنامج الأغذية العالمى ومنظمة «أطباء بلا حدود» والمجلس النرويجى للاجئين إنهم «جاهزون» لتوسيع نطاق عملياتهم بشكل كبير فور تثبيت الهدنة. وقالت المنسقة الإعلامية لمنظمة «أطباء بلا حدود» فى قطاع غزة نور السقا إن أكثر من 170 ألف جريح فى القطاع بحاجة إلى رعاية طبية عاجلة.
وأعلن مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية أنه حصل على الضوء الأخضر من إسرائيل لإدخال 170 ألف طن من المساعدات، مشيرا إلى أنه وضع خطة استجابة إنسانية تغطى أول 60 يوما من الهدنة.
على صعيد آخر ومع توقف القصف بدأ أبناء غزة محاولات انتشال الجثامين من تحت الأنقاض حيث أعلنت وزارة الصحة فى غزة عن انتشال جثامين 117 شهيدا من مناطق فى القطاع خلال الساعات الـ24 الماضية.وبذلك يرتفع عدد ضحايا العدوان الإسرائيلى إلى 67 ألفا و806 شهداء و170 ألفا و66 مصابا منذ 7 أكتوبر 2023.
من جانبه، أكد متحدث اللجنة الدولية للصليب الأحمر الدكتور هشام مهنا، أن فرق الصليب الأحمر الدولى تواجه تحديات كبيرة فى البحث عن المفقودين فى قطاع غزة، مشيرا إلى أنه سجل أكثر من 14 ألفا و500 حالة بحث عن مفقودين عبر خطوطه المباشرة.وقال مهناإن جهود انتشال الجثث ولم شمل العائلات تتعثر بسبب الدمار الواسع ونقص الإمكانيات، مضيفا أن الصليب الأحمر يعمل على تقديم كافة الخبرات التقنية والأدوات اللازمة للسلطات المعنية بالطب الشرعى والتعامل مع الرفات البشرى بما يليق بالكرامة الإنسانية.
وأوضح أن « الصليب الأحمر الدولى يستقبل حتى اليوم طلبات من مدنيين عبر الخطوط المباشرة تبلغ عن فقدان أفراد من أسرهم وعدم معرفة مصيرهم «، مشيرا الى أن حوالى 85 ٪ من قطاع غزة إما خاضعة لسيطرة عسكرية من قبل قوات الاحتلال أو بأوامر الإخلاء مما حد من إمكانية وصول أعضاء فريق الصليب الأحمر الدولى والهلال الأحمر الفلسطينى والدفاع المدني.
وأكد مكتب الإعلام الحكومى فى غزة أن الدمار طال أكثر من 90 ٪ من البنية التحتية المدنية و300 ألف وحدة سكنية، بينما أشار رئيس شبكة المنظمات الأهلية الفلسطينية أمجد الشوا إلى أن 1.5 مليون من سكان القطاع فقدوا منازلهم.
من جهة أخري، صرح مدير مستشفى الأطفال فى مجمع ناصر الطبي، الدكتور أحمد الفرا، بأن هناك 5500 طفل فى قطاع غزة بحاجة ماسة إلى علاج عاجل خارج القطاع، بسبب نقص الإمكانيات الطبية الحاد واستمرار تدهور الأوضاع الصحية.